هناك مثل انكليزي يقول: «كل تفاحة واحدة في اليوم تبعد عنك الطبيب». والدراسات الحديثة التي أنجزت على التفاح جاءت كلها لتشهد على انه يلعب دوراً كبيراً في ابعاد شبح خطر الكثير من الامراض.
فالتفاح يحتوي على مركبات تسهم في ردع الامراض القلبية الوعائية التي تصلت سيفها القاتل على رقاب الكثيرين من الناس، والفضل الأكبر في ذلك يعزوه العلماء الى غنى التفاح بمركب الكيرسيتين الذي ينتمي الى عائلة الفلافونيات المشهورة بفعلها المضاد للأكسدة. لقد كشفت معظم الدراسات الميدانية الوبائية ان استهلاك الكيرسيتين بكثرة يقلل من خطر التعرض للأمراض القلبية – الوعائية بمعدل السبعين في المئة وسطياً، وفي دراسة فنلندية شملت 5000 رجل وامرأة سجل الباحثون هبوطاً في خطر زيادة الامراض القلبية الوعائية بنسبة 43 في المئة عند المكثرين من أكل التفاح.
والتفاح يحتوي على مادة اخرى لها كلمتها في حماية القلب والشرايين الا وهي مادة البكتين، فهذه الاخيرة تتشارك مع الكيرسيتين في حجز الحوامض الصفراوية في الامعاء مجبرة الجسم على صنع حوامض أخرى اعتباراً من مادة الكولسترول وهذا ما يؤدي الى انخفاض مستواها في الدم. ان التفاح يحتوي على 78 غراماً من مادة البكتين في كل 100 غرام من التفاح، لقد استطاع الباحث الاميركي «غرشوين» من جامعة كاليفورنيا ان يبين ان خلاصة التفاح أو عصيره قادران على منع أكسدة الكوليسترول السيئ LDL وهذا له أعظم الاثر في الحماية من مطب الازمات القلبية.
على صعيد آخر، فان التفاح يقي من السرطان، فالأبحاث الحديثة أوضحت ان التركيب المتوازن للتفاح له وزنه في تجنب الاصابة ببعض انواع السرطان، وفي هذا الاطار أكدت التجارب التي قام بها فريق طبي من جامعة «كورنيل» الأميركية، ان الخلاصة، المأخوذة من 25 نوعاً من التفاح من تثبيط انتاج الخلايا السرطانية للقولون بنسبة 43 في المئة والخلايا السرطانية الكبدية بنسبة 75 في المئة، وقد عزا البحاثة هذه النتائج الى غنى التفاح بمركبات الفينولات وخاصة الكيرسيتين. وفي الاطار ذاته نوهت دراسة فنلندية طاولت 10 آلاف شخص الى ما معناه ان الذين يأكلون التفاح بكثرة هم أقل عرضة لشبح سرطان الرئة بمعدل 58 في المئة.
وللتقاخح أهمية بالغة في دعم الجسم لصيد الجذور الكيماوية الحرة المدمرة ومنعها من الحاق الاذى والضرر بخلايا الجسم واعضائه، فمئة غرام من التفاح تضاهي بفعلها فعل 1500 ملغ من الفيتامين «ث» المشهور بمعاداته للجذور الكيماوية الضارة.
ومن ناحية الفيتامينات فالتفاح يحتوي على الفيتامين «ث» المفيد في مواجهة الامراض الالتهابية، والفيتامين «أ» الذي يقوي البصر ويحمي العين من الاصابة بالغشى الليلي وبالتالي العمى. وهناك ايضاً الفيتامين «ب» الضروري لسلامة الجهاز العصبي وصيانته.
ومن جهة السكاكر، فالتفاح غني بسكر الفواكه الذي يمتصه الجسم من دون ان يبذل عناء في هضمها وامتثالها، ان سكر الفواكه هو غذاء العضلات الاساسي الذي يبعث فيها القوة والنشاط والحيوية.
ويحتوي التفاح على مركبين مهمين هما: العفص واملاح البوتاسيوم اذ ان لهما دوراً في الوقاية من تشكل حامض البول ولهذا يوصي بمغلي التفاح كاملاً لأنه مفيد في ادرار البول ومنع تشكل الحصواة والرمال البولية، وما يثبت ذلك هو ندرة تلك الاصابات في المناطق التي يقطنها أناس يكثرون من زرع التفاح.
اما عن فوائد التفاح في امراض الاطفال فحدث ولا حرج وخصوصاً تلك التي تطاول الجهاز الهضمي، فألياف السيللوز والبكتين الموجودة في التفاح لها دور عظيم في مقاومة التسمم، وحامض التفاح يسهم في صد الالتهابات، والعفص في ايقاف الاسهال وذلك بتأثيره القابض للامعاء.
بالمختصر المفيد، ان للتفاح اكبر الاثر في الحفاظ على صحة جيدة ولكن علينا التقيد بأمرين: الأول هو أكل التفاح بقشره لأن أغلب المركبات والفيتامينات موجودة فيه. والامر الثاني هو الابتعاد عن أكل التفاح المنزوع حتى ولو تم طبخه لأنه يحتوي على مواد شديدة السمية.
مع كل الاحترامات للكل هذا موضوع منقول