البطولة الإفريقية القادمة موعد العودة لمنصة التتويج
يتحدث صالح بوشكريو، مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد، عن حظوظ أشباله في بطولة العالم المنتظرة بالسويد جانفي القادم، وفق منطق القوة الذي يحكم تركيبة مجموعتنا.. لا يتشاءم ولا يتفاءل كذلك.. يؤكد انه اعد العدة من اجل لعب مباريات قوية وإظهار الوجه الحقيقي لكرة اليد الجزائرية، كما يرى أن الجيل الحالي وقع عليه ظلم إعلامي عندما تمت مقارنته بجيل الثمانينيات، خاصة وأن اللعبة تطورت كثيرا وأوجه المقارنة تختلف، لكنه يوضح أن الجيل الحالي تنقصه الألقاب القارية التي يضرب لها موعدا في بطولة إفريقيا القادمة بالمغرب.
* بداية هل يمكن اعتبار المشاركة في بطولة الدوحة الدولية ناجحة ومفيدة في مسار الإعداد لبطولة العالم؟
- لو لم تكن مفيدة لما قررنا السفر إلى الدوحة والمشاركة في هذه البطولة، خاصة في مثل هذا الظرف الخاص الذي نعاني منه والمتعلق أساسا بتفرغ لاعبي المجمع البترولي للمشاركة في بطولة إفريقيا للأندية بالمغرب، والكل يعرف أن هؤلاء اللاعبين يشكلون عماد المنتخب، فكانت لنا الفرصة لتجريب عدد من اللاعبين الشباب وكذا الاستفادة من خدمات بعض المحترفين الذين غابوا عنا في التربصات السابقة بحكم انشغالهم بالمنافسة مع فرقهم .
* قلت بعض المحترفين، وهذا يعني تخلف البعض الآخر؟
- نعم لقد تخلفت بعض الأسماء التي أردنا الاستفادة منها في هذه الفترة الدولية الممنوحة من الاتحاد الدولي لكرة اليد، لكن الإصابة منعت كلا من الطاهر لعبان وبلقاسم فيلاح والساسي بولطيف وسوداني رابح، وهذا الأمر لا يمكن التغلب عليه، انه القدر الذي يتحكم في مسيرة أي لاعب .
* وكيف تقيم مستوى المنتخب في بطولة الدوحة؟
- لعبنا أربع مباريات، وجربنا العديد من اللاعبين، وطبقنا طريقتنا في الدفاع، واستطعنا التتويج باللقب، وهذا كله أمر مفيد لنا، لأننا نلعب المزيد من المباريات ونسير في تطبيق البرنامج الذي سطرناه، لكن الفائدة ليست في الايجابيات فقط بل في اكتشاف السلبيات حتى نعالجها قبل فوات الأوان، وحتى نكون على أتم الجاهزية عندما يحين موعد بطولة العالم إن شاء الله .
* على ذكر بطولة العالم، كيف يتم الإعداد لهذا الموعد العالمي، خاصة أن مجموعتنا نارية؟
- سطرنا برنامجا على ثلاث مراحل، فبعد المرحلة الأولى التي بدأت بتجميع اللاعبين المحليين في الجزائر، ثم السفر إلى المجر لإقامة 3 مباريات ودية، ثم تربص في الجزائر قبل السفر إلى فرنسا وبرمجة مباريات ودية، ودائما بقائمة من اللاعبين المحليين ومحترفينا في فرنسا وغياب برياح لاعب النجم الساحلي، وفي المرحلة الثانية تأتي في المقدمة بطولة الدوحة التي شاركنا فيها ببعض اللاعبين المحليين من الشباب مدعمين ببعض المحترفين الجدد والقدامى، وهذا لتجريب اكبر عدد من اللاعبين، وتبدأ المرحلة الثالثة في شهر ديسمبر حيث نتجمع في الفترة بين 4 و10 من هذا الشهر في الجزائر ثم نسافر إلى فرنسا أو إسبانيا في الفترة من 11 إلى20 من شهر ديسمبر كذلك ولم نحدد بعد البلد بالذات وننتظر طبيعة المنافسين في المباريات الودية حسب الاتصالات التي نجريها الآن، ونلعب مباراتين وديتين ضد تونس على أرضه يومي 21 و22 من نفس الشهر، ونطير إلى سلوفاكيا يوم 26 من شهر ديسمبر لمواجهة منتخبها يومي 28 و30 من نفس الشهر، ونواجه المجر يوم 03 جانفي في المجر، ونشارك في دورة ودية بفرنسا يومي 7 و8 جانفي على أن نسافر إلى السويد يوم 12 جانفي للمشاركة في بطولة العالم.
* وهل هذا البرنامج كاف للظهور بمستوى جيد في بطولة العالم؟
- لو حسبنا مجموع المباريات الودية التي سنلعبها قبل بطولة العالم نجده 17 مباراة ودية، وهو عدد يبدو كافيا، لكن الإشكالية التي طرحت خلال هذه المسيرة أننا لعبنا بتشكيلات مختلفة ولم نستطع تجميع كل اللاعبين في كل المباريات بحكم تواجد عدد من لاعبينا في البطولة الفرنسية، حيث لا يمكن الاستفادة منهم إلا في فترات معينة، ومن جهتنا عملنا على تذليل هذه المشاكل من خلال تكثيف العمل مع اللاعبين المحليين .
* .. وما هو الهدف المحدد من المشاركة في بطولة العالم؟
- ادري انك تسعى لافتكاك تصريح أو وعد بإمكانية التأهل إلى الدور الثاني حسب أمنية كل الجزائريين وأمنيتي أنا واللاعبين وكل محبي اليد الجزائرية، لكن علينا أن نتحدث بالمنطق وندرك حقيقة إمكاناتنا مقارنة بباقي المنتخبات التي تضمها مجموعتنا، ويكفي أن نذكر كرواتيا والدنمارك وصربيا ورومانيا وكل اسم اكبر من الآخر، ومع ذلك لا يجب أن نستسلم للأمر الواقع وندخل المنافسة بكل قوتنا من أجل التأهل، لأنه أمر مشروع لكل المشاركين، والميدان هو الذي يتحدث .
* .. وأظن أن السلاح الجزائري سيكون الدفاع المتقدم كالعادة؟
- طريقتنا في الدفاع مفروضة علينا ولا يمكن تغييرها، لأن قصر قامة معظم اللاعبين يفرض علينا انتهاج الدفاع المتقدم بهدف إيقاف مهاجمي المنتخبات الأخرى الذين يتمتعون بقامات طويلة وقدرة على التسديد من خارج الـ 9 أمتار، وهذا يعني أن الدفاع 6 - 0 أو 5 - 1 سيكون أمرا سلبيا في كل الحالات .
* لكن الدفاع المتقدم يتطلب إعدادا بدنيا خاصا ويشكل ثقلا على لياقة اللاعبين، لأن المباريات في الدور الأول متتالية وليس هناك مجال للراحة والاسترجاع؟
- ليس لدينا حل آخر ونحن نعمل على تذليل هذه الصعوبة بالإعداد البدني الجيد، ولو راجعنا التاريخ بعض الشيء فسنجد أننا نجحنا في بطولة العالم عام 1995 بأيسلندا بهذا الدفاع الذي يعد ماركة جزائرية مسجلة مهما كانت سلبياتها.
* من خلال ما تقدم من حديثك يظهر انك تملك العديد من الخيارات على مستوى تحديد التشكيلة النهائية المشاركة في بطولة العالم؟
- يمكن القول هذا حيث نملك قائمة أولية من 21 لاعبا نختار من بينهم القائمة النهائية، ولدينا الاختيار على مستوى المناصب حيث يوجد فيلاح وبركوس مسعود والساسي بولطيف وحتى الشاب داود هشام في مركز الساعد الأيسر، وفي مركز الساعد الأيمن لدينا برياح وبيلوم وفي باقي المراكز نملك الخيار كذلك .
* ولا وجود لإشكال في الاختيار بين المحليين والمحترفين؟
- هذه النقطة كنت أود توضيحها.. يتحدث البعض عن إشكالية الاختيار بين المحترفين والمحليين، وبالنسبة لي هذه نقطة غير مطروحة للنقاش أبدا لأني سأختار اللاعب الجاهز دون التفكير في النادي الذي يلعب له ودون التفكير في صفته كهاو أو محترف، لأن المنتخب الوطني ملك للجميع ويهدف إلى إسعاد جميع الجزائريين .
* لو نبتعد قليلا عن بطولة العالم، هل يمكن القول إن كرة اليد الجزائرية سائرة في طريق العودة إلى عصرها الذهبي؟
في هذه النقطة لا يجب أن نظلم الجيل الحالي ونقارنه بجيلنا، لأن مستواهم جيد ولا تنقصهم غير الألقاب القارية فقط، لكن الإشكالية تكمن في أن مستوى تونس ومصر في فترة مضت لم تكن بهذه القوة التي هي عليها الآن، ومعنى ذلك أن منافسينا قاريا تطور بوتيرة أسرع منا، وهذا الأمر الذي ادخل كرة اليد الجزائرية في دوامة غياب الألقاب، وأرى أن البطولة الإفريقية القادمة بالمغرب ستكون الموعد للعودة إلى منصة التتويج قاريا، ومع ذلك يجب أن نفكر في كيفية تطوير أنفسنا، وقبل ذلك نفكر في كيفية البقاء في القمة، لأن الوصول إليها قد يكون صعبا، لكن الأصعب هو الحفاظ على نفس المستوى والطريق طويل وشاق والسلاح الوحيد هو العمل وفق استراتيجية مدروسة تعتمد الإخلاص والجدية في العمل والإعداد ليس على مستوى المنتخبات فحسب وإنما في الفرق كذلك.