فهرس:
السكان
عدد السكان وسلالالتهم
اللغات
حياة الريف
حياة الحضر
الملابس
الترويح
التعليم
الصحة
الدين
السطح والمناخ
الجزر الرئيسية
المناخ
الاقتصاد
الزراعة
الغابات
التعدين
صناعة صيد الأسماك
التصنيع
القدرة الكهربائية
الخدمات
التجارة الخارجية
السياحة
النقل والمواصلات
وسائل الاتصالات
المشكلات الاقتصادية
تعريف الفلبين:
الفلبين دولة تقع جنوب غربي المحيط الهادئ. وتتألف من نحو 7,100 جزيرة، بعضها صغير جدًا لدرجة أنه غير مُسمى. تقع هذه الجزر في المنطقة المدارية على بعد 100كم من ساحل البر الآسيوي. وتبلغ مساحتها 300,000كم². وأكبر جزيرتين فيها هما لوزون ومينداناو، وتشكلان نحو ثلثي مساحة البلاد. ومعظم أراضيها جبلية، وتنتشر البراكين في جميع أنحائها. وتقع معظم مستوطناتها البشرية ضمن السهول بين الجبال والسواحل البحرية. وعاصمتها مانيلا التي تضم منطقتها الحضرية 10% من سكان الفلبين. وقد قدم معظم الفلبينيين من إندونيسيا وماليزيا.
قاد المكتشف الأسباني فرديناند ماجلان عام 1521م بعثة استكشافية للفلبين. وأسس الجنرال ميجيل لوبيز دي لجازبي أول مستوطنة أسبانية في الفلبين عام 1566م. وسميت الجزر بالفلبين على اسم الملك الأسباني فيليب الثاني.
أدخل الأسبان النصرانية للفلبين؛ لذا يعيش اليوم في الفلبين عدد من النصارى أكثر من أي قطر آخر في آسيا. شهد العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي عدة محاولات للثورة ضد الحكم الأسباني. وفي 12 يونيو 1898م، أعلن القادة الوطنيون استقلال البلاد، وفي الوقت نفسه اندلعت الحرب بين أسبانيا والولايات المتحدة في أبريل 1898م. وفي الأول من مايو 1898م هزم الأسطول الأمريكي الأسطول الأسباني، ووقَّعت أسبانيا في ديسمبر من العام نفسه معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، سيطرت بموجبها الولايات المتحدة على الفلبين.
منحت الولايات المتحدة الفلبين حكمًا ذاتيًا عام 1935م. غير أنها وقعت تحت الاحتلال الياباني (1942 – 1944م). واستعادت الولايات المتحدة سيطرتها على الفلبين عام 1945م إلى أن استقلت في الرابع من يوليو عام 1946م.
ومنذ الاستقلال عملت الفلبين على تطوير استغلال مواردها المعدنية والغابية والزراعية، غير أن التنمية الاقتصادية فيها قد أوجدت مشاكل عدة؛ فمعظم معادنها كانت تُصدَّر على شكل خامات، والغابات كانت تقطع بسرعة فائقة تهدد بانقراضها بالكامل خلال 50 عامًا ما لم تطبق سياسة لحمايتها، كما يُعَدُّ النمو السكاني مشكلة أخرى للحكومة؛ إذ يعتبر معدل النمو في الفلبين من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم.
السكان:
عدد السكان وسلالالتهم. بلغ عدد سكان الفلبين في عام 2000م 74,575,000 نسمة، يعيش نصفهم في جزيرة لوزون، وبالذات في منطقة مانيلا العاصمة.
بلغ معدل النمو السكاني في السنوات الأخيرة أكثر من 2% سنويًا، وهو من المعدلات العالية في العالم. وأكثر من نصف السكان أعمارهم دون العشرين.
تشير الدلائل الأثرية إلى أن سكان الفلبين الأوائل قد عاشوا في كهوف طابون في جزيرة بلوان، وذلك قبل ما يزيد على 400,000 سنة. كان أول المهاجرين القادمين للفلبين هم الأقزام الآسيويون الذين قدموا للبلاد قبل نحو 50,000 سنة. أما الفلبينيون الحاليون فينحدر معظمهم من أصول إندونيسية وماليزية، استوطنت الفلبين في نحو 3000 ق.م. وجاء بقية السكان من الهجرات الحديثة، وهي تشمل الصينيين والأوروبيين خصوصًا الأسبان، والأمريكيين والهنود واليابانيين. وقد أسهم هذا التنوع في أصول الفلبينين في إثراء وتنوع ثقافتهم.
في الفلبين أكثر من 70 مجموعة عرقية ولغوية، تعيش المجموعة الكبرى منها في الأراضي المنخفضة، وغالبيتها من النصارى، وهم يشكلون الجزء الرئيسي من المجتمع والثقافة الفلبينية. وتشمل هذه المجموعات مجموعة تاجالوغ، وهم يتركزون في وسط لوزون خصوصًا في مانيلا وفي الجزر القريبة المجاورة كجزر مندورو ومارندكيو. وتشمل المجموعات العرقية الأخرى الوكانوس في شمالي لوزون وبايكولانوس في جنوبي لوزون.
معظم الأقليات التي تعيش في المناطق الجبلية ليست نصرانية وتختلف حياتها عن حياة بقية سكان البلاد. ومن أشهر قبائل الأقليات: كارابالو، كوردييرا، داماجاتس، مانجيانز، مينداناو مانوبوس، الأقزام الآسيويون، بلوان. ومن الأقليات الأخرى المسلمون، الصينيون.
ينقسم مجتمع الفلبين إلى ثلاث طبقات: الطبقة الدنيا وتضم المزارعين وصيادي الأسماك والعمال غير المهرة وشبه المهرة. والطبقة الوسطى وتضم أكثر من ثلث السكان، وتشمل المهنيين والمزارعين ذوي الملكيات المتوسطة الحجم ورجال الأعمال وموظفي الدولة والمدرسين. والطبقة العليا، وهي أقل الطبقات عددًا، تضم كبار ملاك الأراضي وكبار المهنيين وكبار رجال الأعمال وكبار موظفي الدولة.
اللغات. اللغتان الرسميتان حسب دستور عام 1987م هما: الفلبينية والإنجليزية، كما جعل اللغة الفلبينية اللغة القومية. أما دستور عام 1935م فقد قرر أن يكون أساس اللغة القومية واحدة من اللغات المحلية، فاختيرت لغة تاجالوغ وهي المستخدمة على نطاق واسع في لوزون. ومع أن الفلبينية ما زالت تتخذ من لغة تاجالوغ أساسًا لها، فإنها تأخذ كلمات من اللغات المحلية الأخرى، وكذلك من اللغات الأجنبية. يتحدث ويكتب أكثر من 80% من السكان لغة تاجالوغ. فاللغة الفلبينية مادة إجبارية في المدارس الأساسية الحكومية والخاصة، ويُلزم المعلمون باستخدامها. وينشر الكثير من الكتب باللغتين الفلبينية والإنجليزية. وتأمل الحكومة أن توحد السكان من خلال استخدام اللغة الموحدة (الفلبينية). فاللغات المحلية ذات أصل ملايوي بولينيزي. وأخذت الكثير عن اللغات الأجنبية كالعربية والصينية والإنجليزية والهندية والأسبانية.
تبلغ نسبة من يجيدون الإنجليزية أكثر من نصف السكان. وتُدَرِّس المدارس الأساسية والثانوية خصوصًا الخاصة منها موضوعات باللغة الإنجليزية، كما تشترط الكليات والجامعات على الطلبة للقبول فيها اجتياز اختبار تحريري باللغة الإنجليزية. فالإنجليزية تستخدم على نطاق واسع في دراسة الموضوعات السياسية والاقتصادية. ويتحدث معظم الفلبينيين لغتين على الأقل؛ فيتعلمون لغة والديهم في طفولتهم المبكرة، ويتعلمون فيما بعد الفلبينية، كما يتعلمون الإنجليزية أيضًا في مدارسهم. وإذا ما انتقلت الأسرة إلى منطقة أخرى فربما يتعلم أطفالها لغة محلية جديدة. وهناك قلة من السكان تتحدث العربية والأسبانية والصينية.
حياة الريف. رغم التزايد المستمر في نسبة السكان الحضر، مازال يعيش في الريف نحو ثلاثة أخماس السكان (53%) حيث يعيش الكثير منهم في المناطق المنخفضة. ويتمتع الكثير من سكان الريف بالكهرباء والخدمات الصحية ومياه الشرب النقية والمواصلات وأجهزة الاتصال، إلا أنها خدمات ليست كافية.
يعمل معظم سكان الريف بالزراعة، كما يعمل بعضهم إما في صيد الأسماك أو في قَطْع الغابات أو التعدين. وتساعد النساء في العمل الزراعي أو تربية الطيور والحيوانات.
تتمثل التجمعات الريفية في مساكن صغيرة متلاصقة بعضها بجانب بعض، جدرانها وأرضيتها مبنية من الخشب أو الخيزران، وسقوفها مغطاة إما بالقش أو الحديد المموج. يتألف معظمها من غرفة أو غرفتي نوم، مرفوعة فوق مستوى الأرض، يستخدم ما تحتها للتخزين. ويتزوج سكان الريف في سن مبكرة، مما يرفع معدل الخصوبة الذي هو في الريف أعلى منه في المناطق الحضرية. ويعادل متوسط دخل الأسرة الريفية نصف متوسط دخل الأسرة الحضرية.
يتسم الريفيون غالبًا بأنهم تقليديون، ولاؤهم للأسرة ولمجتمعهم، ويساعد بعضهم بعضًا، ويؤمنون بالقوى الخارقة عندما يكونون في مأزق ويستخدمون الطب الشعبي (العقاقير والأعشاب) بجانب الطب الحديث.
أهم مناسبة في الريف الفلبيني هي فيستا التي يحتفل بها مرة في العام، إذ يتجمع أفراد العائلة وأصدقاؤهم لتجديد الروابط ولتبادل الآراء، وتناول الأطعمة.
يواجه سكان الريف عدة مشكلات منها انخفاض الإنتاج الزراعي، وقلة فرص العمل، ونقص السيولة النقدية، وقصور التسهيلات المالية والتسويقية. وفي الأراضي المرتفعة، يعاني السكان الفقر المدقع وعدم الاستقرار السياسي. وقد أدخلت الحكومة في السنوات الأخيرة برامج للتنمية الريفية. فأعطت الأرض لمن لا يملكون أرضًا، وزوّدت المزارعين بالخدمات والقروض الزراعية، وعززت الأساليب الزراعية المتطورة، وأقامت أنظمة الري. كما تضمنت الإصلاحات الزراعية تنمية التنظيمات والمؤسسات الزراعية المحلية لزيادة اعتمادها على نفسها.
حياة الحضر. يعيش نحو 47% من السكان في المدن التي شُيِّد معظمها على نسق المدن الأسبانية. ففي الوسط تتمركز الساحة العامة البلازا تحيط بها الكنيسة الرئيسية والمدارس ومكاتب الحكومة والمؤسسات التجارية. والساحة العامة هي مركز حياة المدينة.
تُعَدُّ منطقة مدينة مانيلا وضواحيها أكبر مركز حضري في البلاد؛ فهي تتألف من أربع مدن و13 بلدية، ويؤلف سكانها نحو ثلث سكان الحضر في الفلبين. وتبلغ الكثافة السكانية في إقليم العاصمة 12,000 نسمة/كم² مقابل 200 نسمة/كم² في المدن الفلبينية الأخرى (المتوسط 249 نسمة/كم²). وتأتي مدينة سيبو في جزر فيزايان ومدينة دافاو في جزيرة مينداناو في المرتبتين الثانية والثالثة بين المراكز الحضرية الفلبينية.
تمتاز المدن وخصوصًا مانيلا بخدمات اقتصادية وتعليمية وترفيهية ودينية وهذا يجعلها مناطق استقطاب لسكان الأرياف المجاورة لها، فيأتيها الباحثون عن فرص العمل والطلبة الباحثون عن مستوى تعليمي أفضل.
يُعرف أكثر من نصف سكان المدن بفقراء الحضر. حيث يفد معظمهم إلى المدينة مع أسرهم الكبيرة الحجم، ويعيشون في أحياء فقيرة مزدحمة ويستولون على الأرض بغير حق، ويقيمون عليها مساكنهم العشوائية. ويعيش بعضهم في مناطق هامشية من المدن، كجوانب الخلجان الصغيرة وأماكن جمع النفايات وخطوط السكك الحديدية.
يعيش فقراء الحضر في أكواخ مبنية من الكرتون المقوَّى والصفيح. وبعض مساكنهم مزودة بالكهرباء لكن تنقصها مياه الشرب النظيفة ووسائل التهوية والتخلص من النفايات.
أما أسر الطبقة الوسطى فتعيش في شقق مؤجرة أو منازل ذات طابق واحد تملكها الأسرة، وتكون مبنية من الخشب والإسمنت. تقع معظم هذه المساكن ضمن مشروعات إسكان حكومية أو خاصة. أما الأسر الموسرة فتعيش في بيوت واسعة جميلة محاطة بأسوار عالية يحرسها حرس خاص بها، وهم يرسلون أطفالهم إلى المدارس الخاصة. يكون سكان المدينة على اطلاع بالأمور السياسية أكثر من سكان الريف وهم أنشط منهم في هذا المجال. فقد حصلوا على مستوى تعليمي أفضل، وهم متأثرون أكثر بالحضارة الغربية، وأكثر تقبلاً للتغيير والتطوير من سكان الريف. ويعمل الكثير من الرجال في المدن بالصناعة والأعمال المختلفة، كما يعمل الكثير من النساء أيضًا في المهن المختلفة، ويعمل عدد متزايد من النساء في الصناعات النسيجية والإلكترونيات.
الملابس. يلبس معظم الفلبينيين ملابس كالتي يلبسها الأوروبيون. ويلبس الشباب سراويل الجينز. وفي حفلات الزواج والمناسبات الرسمية يرتدي الرجال ما يسمى بارونغ تاجالوج، وهو قميص ذو أكمام طويلة ومطرز، يحاك من خيوط الأناناس والحرير أو القطن. ويُعرف القميص ذو الأكمام القصيرة من هذا النوع باسم بولو بارونغ، ويستخدم غالبًا في العمل.
الترويح. تُعَدُّ كرة السلة الرياضة الشعبية في الفلبين. أما في الأرياف فيشاهد السكان مصارعة الديكة، ويراهنون على نتائج المصارعة.
يلعب الأطفال بالطائرات الورقية ولعبة سيبا وهي لعبة شعبية يمارسها الرجال والأولاد؛ إذ يقذفون كرة بحجم كرة التنس في ملعب مماثل لملعب التنس الأرضي.
التعليم. تتمتع الفلبين بواحد من أعلى مستويات التعليم في آسيا فنحو 93% من السكان يجيدون القراءة والكتابة، ونحو 92% ممن هم في سن المدرسة يذهبون إليها. ففي الفلبين نحو 1,300 معهد لمرحلة ما قبل المدرسة، وما يزيد على 35,000 مدرسة حكومية ابتدائية وثانوية، بالإضافة إلى 400 كلية وجامعة. كما يوجد في الفلبين نحو 6,100 مدرسة خاصة. تبدأ الحياة التعليمية لكثير من التلاميذ بـ 6 سنوات من الدراسة الابتدائية، تتبعها 4 سنوات من الدراسة الثانوية، يليها 4 – 5 سنوات من الدراسة الجامعية. يقضي الطالب في المتوسط 14 سنة من الدراسة في المدرسة والجامعة، ويتخرج وعمره نحو 21 سنة.
الصحة. يرتفع متوسط العمر المتوقع سنويًا بواقع أربعة أشهر. فيبلغ الآن 64 عامًا للرجال و66 عامًا للنساء. يرتفع هذا المتوسط في العاصمة مانيلا عما هو عليه في الفلبين كلها. وتكمن الأسباب الرئيسية للوفيات في أمراض الرئة والقلب والدرن. لقد تم تحسين المستوى الصحي من خلال رفع مستوى المعيشة للسكان وتحسين مستوى الخدمات الصحية، كما انخفض مستوى انتشار الأمراض المعدية خصوصًا بين الشباب.
الدين. الفلبينيون أحرار في اختيار الديانة التي يرغبون فيها. لكن، لأسباب تاريخية فإن معظم السكان نصارى. فنحو 80% من نصارى الفلبين هم من الرومان الكاثوليك، وقليل منهم من الميثوديست. ونحو 11% من سكان الفلبين يدينون بالإسلام، ويتبع 3% ديانات محلية تضاف إلى ذلك البوذية التي يدين بها بضعة آلاف من السكان.
وهنالك نضال بدأ منذ عشرين عامًا قاده الثوار المسلمون في جزيرة مينداناو مطالبين بتمثيل أكثر في الحكومة الوطنية وبمطالب تتعلق بالأمن والتشريع والاقتصاد، وهنالك جبهة إسلامية تعرف باسم جبهة مورو الإسلامية تقود هذا النضال.
السطح والمناخ:
تُعَدُّ الفلبين بلادًا جبلية، بالرغم من وجود بعض السهول الضيقة من الأراضي المنخفضة على امتداد الساحل، وبعض السهول الداخلية الواسعة، خصوصًا في جزيرتي لوزون وباناي. وترتفع الجبال البركانية في معظم الجزر الكبرى، والكثير من هذه البراكين مازال نشطًا. وأعلى جبل في الفلبين، جبل آبو في جزيرة مينداناو، وهو بركان خامد، ترتفع قمته إلى 2,954م فوق مستوى سطح البحر.
تحدث الزلازل المدمّرة بشكل كبير في الفلبين. بدأت تتكون جزر الفلبين قبل نحو 50 مليون سنة نتيجة لالتواءات القشرة الأرضية وللنشاط البركاني، فجزر الفلبين جزء من حزام ضخم يُدعى دائرة النار، تحيط بالمحيط الهادئ. ويعتبر النشاط البركاني والزلزالي مألوفًا في هذا النطاق.
يُعَدُّ خندق الفلبين واحدًا من أكبر الأعماق البحرية، ويقع مقابل الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة مينداناو. إذ يصل عمقه إلى 10,439م تحت سطح المحيط الهادئ.
تسبب الهزات الأرضية أمواجًا بحرية مدمّرة تُدعى غالبًا تسونامي أو الموجات البحرية الزلزالية. ففي عام 1976م، ضربت موجات التسونامي التي نجمت عن هزة أرضية ساحل مينداناو، مما تسبب في مقتل 8,000 شخص.
تحظى الفلبين بالكثير من الخلجان والموانئ، كما توجد فيها بحيرات كبرى، مثل لاجونا دي بي في جزيرة لوزون، وبحيرة سلطان ألونتو (بحيرة لانو) في جزيرة مينداناو. ويجري الكثير من الأنهار فقط في فصل الأمطار، من يونيو إلى فبراير.
تغطي الغابات المدارية الكثيفة معظم الفلبين. وقد تسببت إزالة الغابات في بعض المناطق في تعرية التربة. تشتمل الفلبين على نباتات وحيوانات طبيعية متنوعة. فتنمو في الغابات أشجار تين البنغال والنخيل. كما ينمو في الجزر الخيزران يضاف إلى ذلك نحو 9,000 نوع من النباتات المزهرة.
تشمل الحيوانات البرية التي تعيش في الفلبين التماسيح، والقردة، والأفاعي، وأنواعًا مختلفة من الطيور المدارية، كما تشمل الترسير، وهو قرد صغير ذو عيون كعيون البوم، يعيش فقط في الفلبين والهند الشرقية. والحيوان المنزلي الرئيسي في الفلبين هو الجاموس الهندي، وهو نوع من الجاموس المائي، يستخدمه المزارعون للحراثة والنقل، وحيوان التمارو (الجاموس الفلبيني)، الذي يعيش فقط في جزيرة مندورو.
الجزر الرئيسية. تمتد الجزر الفلبينية نحو 1,850كم من الشمال إلى الجنوب، ونحو 1,100كم من الشرق إلى الغرب. أكبر الجزر هي لوزون في الشمال ومينداناو في الجنوب. تتألف جزر الفلبين من ثلاث مجموعات، المجموعة الشمالية، تشمل جزيرتين كبيرتين هما لوزون ومندورو. أما المجموعة الوسطى المعروفة باسم جزر فيزايان أو فيزاياس، فتتألف من نحو 7,000 جزيرة. الجزر الرئيسية في هذه المجموعة هي سمر، نغروس، بلوان، باناي، ليت، سيبو، بوهول وماسبيت. وتتألف المجموعة الجنوبية من جزيرة مينداناو وأرخبيل سولو الذي يضم نحو 400 جزيرة، تمتد جنوبًا وغربًا باتجاه جزيرة بورنيو.
وفي الجزء التالي وصف لأكبر 11 جزيرة في الفلبين متسلسلة حسب كبر حجمها:
لوزون (مساحتها 104,688كم²)، وهي أهم جزر الفلبين. تمتد السلاسل الجبلية في نصفها الشمالي باتجاه شمال ـ جنوب. وتشمل سلاسل كوردييرا وسلسلة جبال سييرا مادري في شمال شرقي الجزيرة. ويقع بين هاتين السلسلتين الجبليتين وادي كاجايان الخصب. وتشتهر بناوي الواقعة شمال شرقي المنتجع الجبلي في باجيو شمالي لوزون، بمدرجات زراعة الأرز. هذه المدرجات ذات الجدران الحجرية الجميلة بُنيت على المنحدرات الشديدة بوساطة شعب إيفيوجو قبل ما يزيد على 2,000 سنة، وتُعَدُّ واحدة من عجائب الدنيا. وبدونها تكون الزراعة مستحيلة لعدم وجود أراضٍ مستوية.
يُعَدُّ السهل الأوسط لجزيرة لوزون منطقة إنتاج الأرز الرئيسية في الفلبين. وتقع العاصمة مانيلا على الساحل الشرقي لخليج مانيلا. كانت جزيرة كوريجدور الواقعة في مدخل خليج مانيلا موقعًا لصمود القوات الفلبينية والأمريكية في مواجهة القوات اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد انتهت المقاومة في الفلبين باستيلاء اليابان على كوريجدور في السادس من مايو 1942م. وقد تم تحرير الجزر من الاحتلال الياباني عام 1945م.
تُعَدُّ لاجونا دي بي أكبر بحيرات الفلبين وتقع جنوب مانيلا. تحتل بحيرة تال فوهة بركان كبيرة، وداخل هذه البحيرة بركان صغير ينشط أحيانًا، يشتمل على بحيرة أصغر ضمن فوهته. وإلى الجنوب من مانيلا بسبعين كيلو مترًا يجري نهر باغسانجان.
وفي جنوب شرقي لوزون تقع منطقة بيكول على امتداد منطقة شبه جزيرية ضيقة وسواحل متعرجة، غالبًا ما تضربها الأعاصير الاستوائية وتشتمل على تلال، وسهول وينابيع مياه حارة وشريط من البراكين مثل بركان بلوسان وبركان أرجا وبركان ايساروغ وبركان مايون.
جبل مايون جبل مخروطي مكون من تراكم طبقات الحمم والرماد البركاني. ويبلغ ارتفاعه 2,421م فوق سطح البحر، وهو بركان نشط إلا أن ثورانه معتدل. أحدث انفجاراته العنيفة كان قد حدث عام 1814م، وتسبب في مقتل 1,200 شخص. فقد دمرت الحمم التي قذفها بلدة كاج ساوا، الواقعة على بعد نحو 16كم إلى الجنوب منه. وبالقرب من جبل مايون يقع منتجع تيوي ذو الينابيع الحارة. وتستخدم منطقة مايون الآن متنزهًا وطنيًا. تتمتع لوزون بالتربة البركانية الخصبة، حيث يزرع معظم إنتاج الفلبين من الأرز، كما ينتج فيها التبغ. وتشتمل لوزون على خامات معادن متنوعة خصوصًا النحاس والذهب.
مينداناو (مساحتها 94,630كم²)، ثانية كبريات جزر الفلبين، وتمثل أقصى الجزر الرئيسية جنوبًا. يعيش عليها نحو خمس سكان الفلبين، ويسكنها معظم مسلمي الفلبين. ليس لها شكل منتظم، فهي جبلية إلى حد كبير. وتقع فيها قمة جبل آبو البركاني أعلى قمة جبلية في الفلبين. تعتبر منطقة جبل آبو متنزهًا وطنيًا ومنطقة جذب سياحي بسبب مناظرها الطبيعية، وحياتها الفطرية وغاباتها. ويقع في شمال مينداناو وادي ألغيوسان الخصيب، بينما يشتمل وسط مينداناو على بحيرة سلطان ألونتو التي يخرج منها نهر أجس، الذي يشكل شلالات مارياكريستينا قبل أن يصب في خليج إليجان. ويُعَدُّ سد مارياكريستينا المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة الكهرومائية.
تشمل المراكز السياحية الرئيسية ميناء زامبوانجا في الجنوب ودافاو في جنوب غربي خليج دافاو. يتمتع الخليج بشواطئ مناسبة أُقيمت عليها التسهيلات اللازمة لاستخدامها للاستحمام والرياضات المائية.
تُعَدُّ مينداناو واحدة من مناطق العالم الرئيسية في إنتاج قنب مانيلا. كما تنتج لب جوز الهند المجفف، والذرة الشامية، والأناناس. وتحظى الجزيرة بخامات معدنية مهمة بما في ذلك النحاس، والحديد، والنيكل.
سَمَر (مساحتها 13,080كم²)، هي ثالثة كبريات جزر الفلبين، وتشكل الجزء الشرقي من مجموعة جزر فيزايان. ترتبط هذه الجزيرة التلِّية مع جزيرة ليت بوساطة جسر ماكوس. وتحظى سمر بشواطئ جميلة وغابات كثيفة تغطي هذه الجزيرة غير المتطورة نسبيًا والتي كثيرًا ما تضربها الأعاصير الاستوائية. يزرع سكانها قنب مانيلا، وجوز الهند، والذرة الشامية والأرز.
نغروس (مساحتها 12,705كم²) جزيرة على شكل حذاء تقع في غربي فيزايان. تقسم الجبال البركانية الواقعة في وسطها الجزيرة إلى جزأين. ويُعَدُّ جبل كان لون البركاني الواقع في شمال غربي نغروس أعلى قمم مجموعة جزر فيزايان إذ يبلغ ارتفاعه 2,540م فوق مستوى سطح البحر. تشكل المنطقة المحيطة بهذا الجبل الآن متنزهًا وطنيًا. تُعدُّ جزيرة نغروس منتجًا رئيسيًا للسكر خصوصًا في السواحل الغربية حول مدينة باكولود. يصنع السكر ويُصدَّر من باكولود. كما تنتج الجزيرة التبغ والموز وغيره من الفواكه المدارية.
بلوان (مساحتها 11,785كم²)، جزيرة ضيقة، متطاولة، تقع في غربي جزر فيزيان، ما بين بحر سولو وبحر الصين الجنوبي. وهي أكثر الجزر الضيقة كثافة بالسكان، ويتألف معظهما من غابات تغطي التلال الممتدة على طول الجزيرة. يعاني الجزء الداخلي للجزيرة التشتت السكاني وانعدام الحياة الفطرية. لذا يعيش معظم السكان في السهول الساحلية الضيقة، حيث يزرعون الذرة الشامية، والأرز والخضراوات في المناطق المرتفعة.
باناي (مساحتها 11,515كم²)، تقع في أقصى غربي جزر الفلبين ضمن جزر فيزايان، وشكلها مثلث تقريبًا، وتمتد فيها السلاسل الجبلية. يقع سهل أيلويلو في جنوبها الغربي، وهو واحد من أخصب مناطق الفلبين وأكثفها سكانًا. وينتج مزارعو باناي جوز الهند، والأرز، وقصب السكر. وتُعَدُّ مدينة أيلويلو المركز التجاري لغرب فيزايان.
مندورو (مساحتها 9,735كم²)، تقع جنوبي جزيرة لوزون، تتوسطها الجبال المغطاة بالغابات، وتشتمل على شواطئ نظيفة. تنتج الجزيرة محاصيل جوز الهند والأرز وقصب السكر وماهوجني الفلبين.
ليت (مساحتها 7,214كم²)، تقع في شرقي فيزايان. أصبحت هذه الجزيرة الجبلية الوعرة وغير المتطورة نسبيًا، مشهورة أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد شهدت أول إنزال للقوات الأمريكية لاستعادة الفلبين من القوات اليابانية عام 1944م، بعد معركة خليج ليت. وقد أقيم تمثال يُخلد هذه الحادثة في مكان نزول القوات الأمريكية، جنوب العاصمة الإقليمية تاك لوبان. كما تشتمل جزيرة ليت على بركان ماهاجناو ومتنزه بحيرة إيملدا الوطني. غالبًا ما تضرب الأعاصير الاستوائية هذه الجزيرة. وتنتج الجزيرة قنب مانيلا، والأرز وجوز الهند.
سيبو (مساحتها 4,442كم²) تقع في وسط فيزايان، وهي جزيرة ضيقة وطويلة، تمتد فيها الجبال مع امتداد طولها. تُعَدُّ سيبو أكثر جزر الفلبين كثافة بالسكان. لقد تسبب قطع الأشجار في تعرية ترتبتها. وتنتج الجزيرة جوز الهند، والذرة الشامية، والأرز، وقصب السكر، والتبغ. كما توجد فيها خامات الفحم الحجري، والنحاس والذهب. كانت جزيرة سيبو أول جزيرة استوطنها الأسبان.
وتُدعى المدينة الرئيسية فيها أيضًا سيبو، أسستها الإرساليات الأسبانية عام 1565م. وهي الآن ميناء نشط. يزور الكثير من السياح في سيبو جزيرة ماكتان المقابلة لشاطئ سيبو، حيث لقي المكتشف فرديناند ماجلان حتفه عام 1521م. وقد أقيم تمثال للفلبيني لابيولابو الذي قتل ماجلان.
بوهول (مساحتها 3,865كم²)، جزيرة تأخذ شكلاً دائريًا غير منتظم، وتقع بين جزيرتي ليت وسيبو في وسط فيزايان. يتوسط الجزيرة نحو 1,000 تل صغير مخروطي الشكل، تُدعى تلال الشوكولاتة، بسبب شكلها المخروطي وبسبب جفاف نباتاتها وتحولها للون البني صيفًا، وهي من مناطق الجذب السياحي. يزرع المزارعون في هذه الجزيرة المكتظة بالسكان، قنب مانيلا، وجوز الهند، والذرة الشامية، كما يعملون في صيد الأسماك.
ماسْبيت (مساحتها 3,269كم²)، تقع في شمالي وسط فيزايان جنوب غربي جزيرة لوزون. تُعَدُّ هذه الجزيرة التلِّية واحدة من مناطق تعدين الذهب الرئيسية في الفلبين، كما يوجد فيها بعض النحاس. تنتج المزارع المتناثرة في هذه الجزيرة محاصيل جوز الهند، والذرة الشامية، الأرز، وقصب السكر كما تُربى فيها الأبقار.
أرخبيل سولو، يقع جنوب غربي مينداناو، بين بحر سولو وبحر سيليبس. يتألف الأرخبيل من بعض الجزر الجبلية الناشئة عن البراكين أو المرجان. وتغطي هذه الجزر مساحة مقدراها 980كم². يعتقد بعض المؤرخين أن هذه الجزر شكلت الطريق الذي سلكه المهاجرون الإندونيسيون إلى الفلبين في العصور القديمة. كما كانت جزر هذا الأرخبيل موطنًا للقراصنة في يومٍ ما.
المناخ. تقع الفلبين ضمن المنطقة المدارية، ومناخها حار رطب. وخلال الأشهر الحارة الممتدة من مارس إلى مايو، قد تبلغ درجة الحرارة 38°م. ومع أن الطقس يكون أكثر بردًا خلال الفصل المطير الذي يمتد من نوفمبر إلى فبراير فإن درجة الحرارة نادرًا ما تنخفض دون 21°م. تمتد الشهور الباردة من نوفمبر إلى فبراير. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في العاصمة مانيلا 24°م في يناير و 28°م في شهر مايو.
يبلغ المتوسط السنوي للأمطار المتساقطة على الفلبين 250سم، ويصل في بعض مناطق الفلبين إلى 460سم. تبلغ كميات الأمطار التي تهطل على العاصمة مانيلا سنويًا 208سم. وتقل كميات الأمطار التي تهطل على الأراضي المنخفضة عنها في المناطق المرتفعة، إذ تحجب الجبال الرياح التي تحمل الغيوم الممطرة والقادمة من المحيط الهادئ.
تضرب الأعاصير الاستوائية المدمرة سنويًا الفلبين في الفترة بين يونيو وديسمبر مسببة أضرارًا مادية وبشرية. وتكون هذه الأعاصير أكثر عنفًا على امتداد السواحل الشرقية. أما السواحل الغربية فهي محمية من الأعاصير بفضل السلاسل الجبلية الممتدة عبر جزر الفلبين باتجاه شمال ـ جنوب. ونتيجة لذلك فإن غالبية موانئ الفلبين تقع إما على السواحل الغربية أو في موانئ عميقة.
الاقتصاد:
الفلبين دولة نامية، بلغ متوسط دخل الفرد السنوي فيها عام 1994م 216 دولارًا، وقد نما الاقتصاد خلال تلك الفترة بمعدل أقل من معدل النمو السكاني، مما أدى إلى تناقص متوسط الدخل الفردي. فقد صاحب النمو الاقتصادي تضخم مالي زاد سوءًا بفعل أعاصير التانيون التي ضربت الفلبين في نوفمبر 1995م، وكانت الأقوى خلال عقد من الزمان.
اعتمد اقتصاد الفلبين التقليدي على الزراعة وإنتاج خشب الصناعة الخام. أما اليوم فتسهم الصناعة بنسبة أكبر من الناتج الوطني الإجمالي.
يبلغ حجم القوى العاملة 23 مليونًا يعمل منهم فعليًا نحو 21 مليونًا نصفهم تقريبًا يعملون بالزراعة. بينما يعمل 37% في الخدمات المختلفة. ويعمل 15% فقط في الصناعة والبناء والتعدين. وفي السنوات الأخيرة عانى الكثير من السكان ارتفاع معدلات البطالة، مما دفع الكثير منهم للهجرة للعمل في الأقطار الآسيوية الأخرى، حتى بلغ عدد العاملين في الخارج عدة ملايين.
الزراعة. تشتمل معظم الجزر على مناطق خصبة غنية بتربتها البركانية. وبما أن الفلبين دولة نامية فإن الزراعة تؤدي دورًا رئيسيًا في اقتصادها، إذ تسهم بنحو ربع الناتج الوطني الإجمالي. ويستخدم نحو نصف الأرض لزراعة المحاصيل ومراعي للحيوانات. وتعمل نصف القوى العاملة في الزراعة، ويبلغ متوسط حجم المزرعة هكتارين.
تنتج الفلبين معظم احتياجاتها الغذائية، والمحصول الغذائي الرئيسي فيها هو الأرز بالإضافة إلى الذرة الشامية، إذ يغطي هذان المحصولان أكثر من نصف الأراضي الزراعية. ومن المحاصيل الرئيسية الأخرى المنيهوت والبطاطا الحلوة، والموز، والكاكاو، وجوز الهند، والبن، والمانجو، والأناناس، وقصب السكر والتبغ، وتزرع هذه المحاصيل للاستهلاك المحلي وللتصدير. كما يربي المزارعون الجمال، والماعز، والطيور والجاموس المائي والخنازير.
يستأجر معظم المزارعين الأرض مقابل حصة من المحصول تدفع لمالكها. وتقوم معظم الزراعات في الأراضي المنخفضة، كما يزرع بعض المزارعين المنحدرات الجبلية بعد إقامة المدرجات عليها.
الغابات. تغطي الغابات نحو نصف أراضي الفلبين وتشمل مايزيد على 3,000 نوع من الأشجار. يأتي نحو 90% من أخشاب الفلبين من عدة أنواع من الأشجار المعروفة باسم ديبتيروكارب أو ما يُعرف بماهوجني الفلبين. كما تسهم أشجار المانجروف والصنوبر بجزء صغير من الأخشاب. وينمو في مختلف جزر الفلبين الخيزران الذي يستخدم في بناء المساكن وعمل السِّلال والأثاث.
التعدين. تتمتع الفلبين بموارد معدنية وافرة تُعَدُّ من أهم صادراتها. فاحتياطيها من النحاس والنيكل يضعها بين أغنى دول العالم. أما احتياطي الحديد والذهب فيها فقد تراجع في السنوات الأخيرة.
يوجد النحاس (المعدن الرئيسي) غالبًا في جزر لوزون، وسيبو ونغروس وسَمَر، كما توجد مناجم كبيرة للذهب في شمالي لوزون. ويستخرج من الفلبين أيضًا بعض البلاتين، ومعدن البلاديوم. والفلبين غنية أيضًا بخامات الكروم، والفحم الحجري، والكوبالت، والحديد، والمنجنيز، والنيكل، والفضة والزنك بالإضافة للثروات غير المعدنية كالحجر الجيري، والرخام، والملح ورمال السليكا.
صناعة صيد الأسماك. تشكل الفلبين أرخبيلاً ضخمًا. تتضمن المياه المحيطة بجزره أسماكًا متنوعة، منها الأنشوفة، والماكريل، والسردين، والتونة وغيرها. كما تشتمل مياه الفلبين على سرطان البحر والرُّوبيان. تقع مناطق الصيد الرئيسية حول مندورو، وأرخبيل سولو، وفي زامبوانجا في جزيرة مينداناو. وبالقرب من الجزر الجنوبية يجمع الغواصون الإسفنج وبعض المحارات البحرية بما فيها المحار الملزمي. كما أن تربية الأسماك على جانب كبير من الأهمية. فالروبيان وغيره من الأسماك تتم تربيته في برك على امتداد شواطئ المحيط، وبالقرب من مصبات الأنهار.
التصنيع. يسهم التصنيع بثلث الناتج الوطني الإجمالي، مع أنه لا يستخدم سوى 10% من القوى العاملة. تُعدُّ صناعة المواد الغذائية والمشروبات أكبر الصناعات السائدة؛ إذ ينتج الأغذية ما يزيد على 1,000 مصنع من الـ 5,000 مصنع الكبرى. أما الصناعات الرئيسية الأخرى فتشمل الإسمنت، والكيميائيات، والتبغ، والملابس والآلات الكهربائية وتكرير النفط، والسكر، والنسيج والصناعات الخشبية.
تدير كثير من الشركات الفلبينية مصانعها في المناطق الحرة، حيث يكون بالإمكان استيراد البضائع الأجنبية دون دفع ضرائب استيراد. وتنتج هذه المصانع الملابس، والأجهزة الكهربائية، والأثاث والأحذية. كما تمنح الحكومة الحوافز للمستثمرين في صناعات معينة، خصوصًا المخصصة للتصدير. يسهم الفلبينيون بأكثر من نصف حجم الاستثمارات، بينما تأتي بقية الاستثمارات من اليابان وتايوان.
القدرة الكهربائية. تستخدم الفلبين عدة أشكال من الطاقة، فهي تستورد النفط لتشغيل محطات توليد القدرة الكهربائية، لكنها تملك محطات لتوليد القدرة الكهرومائية من مشروعات السدود المقامة في لوزون ومينداناو. تنتج محطات القدرة الكهرومائية 40% من الطاقة المنتجة في الفلبين، وتنتج محطات القدرة المعتمدة على النفط ما يزيد على 40% من الطاقة المنتجة، وتأتي بقية الطاقة المنتجة من الفحم الحجري والمحطات الحرارية.
الخدمات. يتضمن هذا القطاع الخدمات التعليمية، والمالية والحكومية والإسكان، والطب والتجارة والنقل. تسهم الخدمات بنحو 40% من الناتج الوطني الإجمالي، كما أنها تستخدم نحو 40% من القوى العاملة.
التجارة الخارجية. ليس بإمكان الفلبين أن تنتج كل ماتحتاجه، لذلك تعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية. تبلغ قيمة التجارة الخارجية سنويًا نحو نصف الناتج الوطني الإجمالي.
كانت الصادرات الرئيسية تتمثل في قنب مانيلا وجوز الهند المبشور والذهب وخشب الصناعة الخام والأناناس المعلب والسكر والموز وزيت جوز الهند والنحاس ولب جوز الهند المجفف. استمرت هذه المحاصيل العشرة تؤلف نصف صادرات الفلبين حتى عام 1978م. ومع حلول عام 1988م انخفضت نسبة هذه المحاصيل إلى 20% من الصادرات الوطنية.
فُسِّر انخفاض الصادرات التقليدية بارتفاع حجم الصادرات الصناعية التي بلغت 65% من جملة الصادرات الوطنية عام 1988م. تشمل أهم الصادرات الصناعية: الملابس، والمعدات الكهربائية والإلكترونية ومعدات الاتصالات. كما تصدِّر الفلبين الكيميائيات والنحاس والأثاث. أما الواردات الرئيسية فتشمل الآلات والمعدات، والمواد الخام، بما في ذلك النفط والكيميائيات والمواد نصف المصنعة. تتجاوز قيمة الواردات عادة قيمة الصادرات.
تُعَدُّ الولايات المتحدة الشريك الرئيسي للفلبين في تجارتها الخارجية في الخمسين سنة الأخيرة؛ إذ يذهب ثلث الصادرات الفلبينية إلى الولايات المتحدة بينما تستورد الفلبين 20% من احتياجاتها منها. أما الشريك الثاني للفلبين فهو اليابان، يلي ذلك في الأهمية أستراليا والمجموعة الأوروبية.
السياحة. يزور الفلبين سنويًا نحو مليون سائح. يستمتع الزوار بالمناخ الدافئ، ومنظر البراكين الرائع، والمرجان الطبيعي، والشواطئ الرملية، والطيور البرية، والغابات الجميلة، والبحيرات والأنهار.
النقل والمواصلات. تحظى الفلبين بواحد من أفضل أنظمة المواصلات في آسيا بالرغم من أن الأرض الوعرة تعيق إنشاء الطرق المعبدة والسكك الحديدية.
تُسهِّل وسائل النقل البري والمائي والجوي التجارة الداخلية بين مناطق الفلبين المختلفة. وتتمتع السكك الحديدية العاملة في لوزون ومانيلا بخدمة نقل سريعة. أهم المطارات الدولية الرئيسية هي مطار نينوي الدولي في العاصمة مانيلا، ومطار ماكتان الدولي في سيبو. ويوجد في الفلبين ما يزيد على 390 ميناءً بحريًا أهمها موانئ مانيلا، سيبو، أيلويلو، زامبوانجا.
وتمتلك الفلبين شبكة واسعة من الطرق البرية يتجاوز مجموع أطوالها 157,000كم، يمتد عليها نحو 11,300 جسر ولا تتجاوز نسبة الطرق المعبدة منها 15%. يبلغ عدد السيارات المسجلة 1,270,000 سيارة. وتعمل في معظم المدن المركبات المدهونة ببويات براقة ومزركشة كسيارات أجرة مشتركة تُدعى جيبنيز. تحمل السيارة الواحدة من هذه السيارات أكبر عدد ممكن من الركاب. وتقوم هذه السيارات والحافلات بمعظم النقل المحلي في الفلبين.
وسائل الاتصالات. يصدر في الفلبين نحو 20 صحيفة يومية، تمثل مختلف الاتجاهات السياسية، يُنشر معظمها باللغة الإنجليزية، وبعضها باللغة الفلبينية، والصينية وغيرها. ومن أشهر الصحف المحلية مانيلا بولتن، ذا فلبين انكويرير وكلتاهما تصدر في مانيلا.
يملك الفلبينيون في المتوسط جهاز تلفاز واحدًا لكل تسعة أشخاص، وجهاز مذياع واحدًا لكل ثمانية أشخاص. ويوجد في الفلبين عدد كبير من محطات البث التلفازي والإذاعي. كما يملك الفلبينيون في المتوسط جهاز هاتف واحدًا لكل 65 شخصًا.
المشكلات الاقتصادية. بالرغم من التقدم الاقتصادي الهائل الذي حققته الفلبين خلال الثلاثين سنة الماضية، فما زال الكثير من الفلبينيين فقراء، ومستواهم الغذائي دون المستوى المطلوب. لذا يكون هؤلاء الناس عرضة للأمراض. تقدر الحكومة أن نصف الأسر تعيش في مستوى الفقر أو دونه. وتقع أفقر المناطق في شمال شرقي لوزون (وادي كاجايان) وشرقي فيزايان (سمر ـ ليت).
تتمثل إحدى المشكلات التي تواجه الفلبين في كون معظم سكانها من صغار السن، بالإضافة إلى النمو السكاني السريع. يزداد السكان سنويًا بأكثر من 2%، وهذا أعلى من متوسط النمو السكاني العالمي. ويشكل السكان دون سن 15 سنة 40% من مجموع السكان، في حين لا تزيد نسبة السكان الذين يبلغون 45 سنة أو أكثر على14%. فالمجتمعات الشابة تنفق الكثير من مواردها على التعليم والصحة. وبالإضافة لذلك فإن القوى العاملة في مثل هذه المجتمعات تتزايد بسرعة.
وتكمن المشكلة الأخرى في عدم العدالة في توزيع الدخل الذي لم يتغير كثيرًا منذ فترة طويلة، لذا حاولت الحكومة إدخال إصلاحات لتقليص الفقر وقد تضمن ذلك تقديم المساعدة المباشرة للفقراء، واستثمار الأموال لإيجاد فرص عمل. إلا أن التغيرات ما زالت بطيئة؛ إذ تستحوذ 10% من الأسر الغنية على نحو 40% من مجموع الدخل، بينما لا تحظى أفقر 10% من الأسر إلا بنحو 2% من مجموع الدخل.
بلغ معدل البطالة في الفلبين في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين 10%، إلا أن 30% تقريبًا من القوى العاملة لا تعمل بكامل طاقتها. لهذا فدخلهم متدنّ، مع أنهم يحسبون عاملين فعلاً. يعزى السبب في ظهور البطالة والعمالة الجزئية في الفلبين إلى النمو السكاني السريع، وقلة المهارة والتركيز على الصناعات التي تعتمد على الآلات أكثر من اعتمادها على الأيدي العاملة. تشمل المشكلات الزراعية، عدم كفاية الإقراض الزراعي، وسوء المواصلات، وعدم كفاية وسائل التصنيع والتسويق، وذلك بسبب التركيز على تطوير الصناعة لخفض الواردات الصناعية. لقد حاولت الحكومة في الثمانينيات من القرن العشرين رفع مستوى الدخل في المناطق الريفية، وتحسين ظروف معيشة المزارعين، وزيادة الإنتاجية الزراعية. لكنها واجهت صعوبات في تمويل الإصلاحات الزراعية، إذ كان عليها أيضًا تشجيع صناعاتها التصديرية التي تنمو بسرعة.
تحتاج الفلبين إلى الأموال لتجعل الزراعة أكثر فعالية، وللاستمرار في تنمية صناعاتها التحويلية. فالاقتراض الخارجي مهم في تمويل هذه الإصلاحات إلا أن دفع الفوائد على هذه القروض يجعل التنمية الاقتصادية صعبة.