الثورة الهندية انتفاضة كبرى ضد الحكم البريطاني في الهند. وتُسمى أَيضًا تمرد سيبوي. ويعتبر الكثيرون من الهنود هذه الثورة التي اندلعت عام 1857م، أول حرب استقلال خاضتها البلاد؛ لأنها كانت أول تعبير أساسي عن المشاعر الوطنية، وأول عمل ضد الوجود البريطاني. وقد بدأ السباهي (الجنود الهنود) تلك الانتفاضة. وكانوا يُشكلون جزءًا من جيش شركة الهند الشرقية، وهي مؤسسة تجارية بريطانية حكمت معظم الهند في ذلك الوقت. انظر: شركة الهند الشرقية. بدأت الثورة بسبب الاعتراضات الدينية على أوامر الجيش البريطاني. وفي الوقت الذي يَحْرُم على المسلمين أكل لحم الخنازير، ولايسمح للهندوس بأكل لحم البقر، كان مطلوبًا من المسلمين والجنود الهندوس فتح الخراطيش (علب الرصاص) التي كانت مدهونة بشحم لحم البقر والخنازير. وكانت تلك المشكلات الدينية مهمة. كما كان من أهم الأسباب الاستياء المتزايد من آثار الحكم البريطاني الممثل في الاستيلاء على الممتلكات، وإدخال وسائل التقنية الغربية إلى البلاد، والتعليم الأجنبي، ووفود بعثات التنصير.
بدأ التمرد في ميروت، وانتشر في كل أنحاء شمالي ووسط الهند، بعد أن سجن الضباط البريطانيون 85 من جنود السباهي لأنهم رفضوا استخدام الخراطيش. وقام السباهي الغاضبون الآخرون بإطلاق سراح زملائهم، وواصلوا التعبير عن سخطهم بذبح البريطانيين المقيمين في كانبور، ودلهي، ولكناو، وظلت مناطق كثيرة من الهند غير متأثرة بالثورة. ومات آلاف من الناس أثناء القتال وكان معظمهم من الهنود. ولم يكن للمتمردين أهداف محددة وواضحة، ولكنهم اتخذوا إمبراطور المغول باهادور شاه، الذي أضعفه البريطانيون، رئيسًا صوريًا لهم. وتمكنت القوات البريطانية، الأقوى والأفضل عتادًا، من سحق التمرد، وذلك بارتكاب أعمال انتقامية وحشية عام 1859م. ونفي باهادور شاه وتُوفي بعد ثلاث سنوات من ذلك. ونتيجة لذلك التمرد تكثف الشعور المعادي للبريطانيين في الهند إلى حد كبير، وتولت الحكومة البريطانية السيطرة الكاملة على المنطقة عوضًا عن شركة الهند الشرقية.