ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجارين اللذين وقعا مساء الاثنين في نادي الوحدة الرياضي بمدينة عدن الجنوبية إلى ثلاثة قتلى و14 جريحا على الأقل بينهم شرطيان، حسبما أفادت لوكالة فرانس برس مصادر أمنية وطبية وشهود عيان.
وكانت حصيلة أولى أشارت إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين في هذا الهجوم الذي يأتي قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة "خليجي 20" والتي تؤكد صنعاء أنها قادرة على تأمين حماية كاملة لفعالياتها.
ووقع الانفجاران بفارق عشر دقائق في النادي الواقع في حي سكني بمنطقة الشيخ عثمان بعدن، كبرى مدن الجنوب.
وقال مصدر طبي في مستشفى الجمهورية لفرانس برس أن عدد المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى بلغ 17 لقي ثلاثة منهم حتفهم متأثرين بإصاباتهم.
وقال يوسف الزيقي الذي أصيب في رجله "بعد أن أكملت عملي في صيانة السيارات وذهبت إلى النادي لمشاهدة التلفزيون كالعادة ولم أكن أتوقع ما سيحدث، وفجأة انفجرت قنبلة وكان الانفجار قويا وفقدت الوعي".
أما المصاب احمد عبدالسلام الشرعبي، وهو صاحب محل مواد غذائية أصيب بشظايا في عنقه، فقال لفرانس برس "كنت في الشارع المحاذي للنادي في طريقي إلى البقالة التي املكها، وعندما وقع الانفجار الأول في داخل النادي أكلمت السير".
وأضاف "بعد عشر دقائق وقع الانفجار الثاني في بوابة النادي وتطايرت شظايا وأصابتني".
وذكر الشرعبي أن السكان تجمعوا في المكان عندما وقع الانفجار الثاني، وقال إن حارس النادي بترت رجله.
من جهته، قال شرطي في منطقة الشيخ عثمان لوكالة فرانس برس "بعد أن سمعنا الانفجار توجهنا فورا إلى النادي وعند دخولنا بوابة النادي انفجرت القنبلة الثانية وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بينهم شرطيان".
وذكر شهود عيان بأن الأجهزة الامنية حاصرت المنطقة وأقامت حواجز أمنية تحسبا لانفجارات أخرى.
ويضم نادي الوحده الرياضي ملعبان لكرة السلة ولكرة الطائرة وصالة كبيرة لألعاب التسلية الاجتماعية إضافة إلى قاعة لكمال الأجسام وصالتي أفراح.
كما يضم النادي ملعب كرة قدم يتسع لستة آلاف متفرج سيكون من منشآت بطولة "خليجي 20" التي تنظم في محافظتي عدن وابين الجنوبيتين اعتباراً من 22 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وحتى الخامس من كانون الأوّل/ديسمبر.
وهذا الحادث هو الثاني خلال يومين في عدن. وكانت دورية للشرطة تعرضت لإطلاق قذائف -ار بي جي- بعد ظهر الأحد بحسب ما قال الاثنين مسؤول في الشرطة لفرانس برس، لافتا إلى إصابة مدني في هذا الهجوم الذي شنه مجهولون.
اعتقال 19 شخصاً
وأفاد مصدر رسمي في عدن الثلاثاء أنه تم اعتقال 19 شخصا معظمهم من تنظيم القاعدة بتهمة الضلوع في الانفجارين مؤكداً أن هذا العمل لن يفشل بطولة "خليجي 20" الشهر المقبل.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "تم إلقاء القبض على 19 شخصا متورطين في تفجيري نادي الوحدة، سبعة منهم اعتقلوا في محيط منطقة النادي ومن خلال التحقيق ألقي القبض على الآخرين".
وبحسب المصدر، فقد ضبطت الأجهزة الأمنية بحوزتهم على قنابل يديوية وعبوات ناسفة. وأكد أن "معظم هؤلاء من تنظيم القاعدة وثلاثة منهم من الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال عن الشمال.
وقال المصدر أن "هذا العمل جبان ولا يمكن أن يفشل خطة خليجي 20".
كما رأى أن توقيف الـ19 "في وقت قياسي دليل على يقظة الأجهزة الأمنية" قبل البطولة.
وبالرغم من المخاوف الأمنية، أكّدت صنعاء مراراً قدرتها على ضمان أمن البطولة الخليجية لكرة القدم.
من جهته، قال مصدر رياضي مسؤول أنه تم العثور على قنبلتين موقوتتين في نادي الوحدة صباح اليوم الاثنين، وكانت في أكياس بلاستيكية.
وذكرت مصادر محلية أن "الخوف والتوتر" يسودان في حي الشيخ عثمان حيث يقع النادي، وهو اكبر تجمع سكاني في عدن وفيه اكبر سوق شعبية.
وغاب اليوم الثلاثاء عدد كبير من الباعة المتجولين الذين يفترشون الأرض يومياً في السوق، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وبحسب شهود عيان، شكلت القوى الأمنية طوقا امنيا حول منشآت "خليجي 20" وهي تقوم بتفتيش العمال الذي يدخلون إلى مواقع هذه المنشآت لإنهاء أعمال البناء.
وذكر الشهود أن القوى الأمنية متواجدة في كل تقاطع على الطرقات في عدن وهناك انتشار كبير للجنود.
وكانت السلطات أعطت في وقت سابق رواية رسمية مختلفة للأحداث وقال مصدر رسمي محلي لموقع وزارة الدفاع إن "عاملين في ورشة لإصلاح السيارات وجدا قنبلة قديمة كانت مرمية وبطريقة عشوائية تعاملا معها مما تسبب بحدوث انفجار أدى إلى وفاة شخص وإصابة عشرة".