اللفظ المقحم لفظ يستعمل في جملة، بوصفه عنصرًا مستقلاً غير مرتبط نحويًا ببقية الأجزاء الأخرى في جملته التي استعمل فيها، وهو ما يعرف في اللغة العربية بالمعترض. ويتميز اللفظ المعترض بأنه لا يمثّل ركنًا من أركان الجملة التي تقوم عليها، ولا يمثل متعلقًا من متعلقاتها. مثال ذلك:
سئمتُ تكاليفَ الحياة ومن يعشْ ثمانينَ حولاً ـ لا أبالـك ـ يسأم
فالألفاظ (لاأبالك) كلها مقحمة، وقد يكون اللفظ المقحم كلمة مثل: إن علم الأنثروبولوجيا ـ الإنسان ـ يهتم بصفات الحياة البشرية وخصائصها. فكلمة الإنسان هنا تعتبر لفظًا مقحمًا.
وقد يكون المقحم جملة مثل:
فكيف إذا مررت بدار قوم وجيران لنا كانوا كرامٍ
فجملة كانوا مقحمة إذ لا موقع لها من الإعراب هنا، وكرام صفة لـ جيران، ومثل: رويَ عن الرسول ³ قوله: ¸قل آمنتُ بالله ثم استقمْ·، فجملة ³ معترضة بدليل أن العبارة تستقيم بدونها.
فاللفظ لم يأخذ هذا الوصف إلا لأنه لم يكن ذا صلة بالتركيب النحوي، أمّا من حيث المعنى العام للعبارة التي يكون فيها، فهو ذو أهمية لا يستغنى عنها وهي التوكيد أو التفسير أو الدعاء بشقَّيه.
وقد يعبِّر اللفظ المقحم عن بعض أنواع الانفعال، مثل: الألم والأسف والغضب والارتياح. وفي أغلب الأحيان يأخذ شكل كلمات صوتية مثل: أفٍّ، وتبًا، وآه. ومعظم كلمات السباب هي من نوع اللفظ المقحم، شأنها شأن الصيغ المهذبة المتطورة عن كلمات السباب.
فالألفاظ آه و حسنًا، هي أساسًا، كلمات اتّكاء في مثل التعابير التالية: آه، لا اعتقد ذلك و حسنًا، لعلّنا نحاول. وكلمات مثل: انظر و هه، هي إمّا إشارات للتنبيه أو صيغ للخطاب، مثل: انظر لدي فكرة أو هه، أين تذهب؟. وتوضع في الكتابة أحيانًا علامات لبيان اللفظ المقحم كعلامة التعجب والفاصلة والشرطة.