أعلن “سعيد بركات” وزير التضامن الوطني والأسرة، هذا الأحد، عن وجود ما لا يقلّ عن 2.7 مليون مسنّ في الجزائر، مبرزا أنّ مشروع قانون يتعلق بحماية الأشخاص المسنين يعدّ خطوة في سبيل تحسين وضع المسنين قانونيا وصحيا واجتماعيا وصون كرامتهم
وفي معرض مناقشة القانون الخاص بالمسنين اليوم بالمجلس الشعبي الوطني، ذكر بركات أنّ المليوني وسبعمائة ألف مسنّ يشكلون 0.78 بالمائة من المواطنين الجزائريين، ويتواجد غالبيتهم في 41 مركزا للمسنين.
وشرح الوزير أنّ عدد المسنين يتزايد من عام إلى آخر، اعتبارا لكون معدل الحياة في الجزائر يرتفع باستمرار، إذ قفز من 48 سنة عام 1962، إلى 76.6 سنة العام 2008، وأردف بركات:”نحضر أنفسنا لسنوات ستتزايد فيها أعداد المسنين، وهو أمر حساس من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية”.
وأوضح بركات أنّ خلايا مختصة تتولى حاليا إعداد النصوص التنفيذية لقانون المسنين، بالتزامن مع تخطيط مصالحه لاعتماد دفتر خاص بالمسنين، بغرض التكفل بثلاثة أصناف منهم، وهم أولئك المسنين التائهين، المطرودين والمُهملين، وكشف الوزير أنّ هناك 220 خلية مكلفة بالمسنين وطنيا، وهي مرشحة لأن تصير 250 خلية في غضون الفترة القليلة القادمة تقدير مختلف الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للمسنين.
وفيما أحال على مساعي وزارته لتوظيف مختصين في المساعدة والوساطة الاجتماعية، وذلك لتدعيم الكادر البشري على مستوى مراكز المسنين، سجّل بركات أنّ هناك 170 جمعية تنشط تحت غطاء رعاية المسنين.
وردا على ما أثير بشأن وضع دور المسنين، دافع بركات عن جودة مراكز المسنين وتميّز خدماتها، وأشاد بما سماها “العلاقة الإنسانية الرفيعة” بين العاملين والمقيمين، كما قال الوزير أنّ السلطات لا تريد الإكثار من بناء دور المسنين، بدليل إنجازها سبعة مراكز في المخطط الخماسي السابق، واعتزامها إنشاء ثلاث مراكز إضافية في المخطط الحالي (2010 – 2014).
اهتمام بتحويل المسنين إلى نشطين
ركّز بركات على اهتمام وزارته بالخروج من عقلية التكفل المادي بالمسنّ فحسب، والارتقاء به إلى فضاءات مهنية اجتماعية أكثر رحابة، من خلال حث المسنين على الاستثمار ومباشرة أنشطة ذات جدوى.
وكشف الوزير أنّ 4587 من المسنين أخذوا قروضا وينشطون في أنشطة متعددة وأوضح أنّ القروض الممنوحة من دون فوائد، مشيرا إلى تشجيعه الشخصي لمسنين شرعوا في تربية الدجاج والماشية، تماما مثل اهتمامه بمساعدة كل من يريد الدراسة أو ممارسة التدريس.
وذكر بركات أنّ إجمالي المنحة الجزافية للمسنين صارت 278 ألف دينار هذا العام، بعدما كانت 281 ألف دينار في 2009.
التخطيط لإنشاء 5 مستشفيات للمسنين
أحال بركات على أمر رئاسي يقضي ببناء خمس مستشفيات متخصصة في أمراض الشيخوخة كفقدان الذاكرة والشرايين والمفاصل والقلب وغيرها من العلل التي تصيب متقدمي السن.
وأقرّ الوزير أنّ المختلين عقليا يمثلون مصدر إرهاق، لذا تنسق وزارته مع نظيرتيها للصحة والعدل للتكفل بهذه الفئة، مشيرا إلى تواجد 877 مريضا عقليا في مراكز المسنين.
وبمقابل تأكيده إيواء 238 مسنا في الثلاثي الأول من السنة الحالية، أبدى وزير التضامن اهتمامه بتوظيف أطباء متخصصين في أمراض الشيخوخة، بهذا الشأن، أبدى حرصه على النهوض بمستوى مراكز المعالجة اليومية، وتكوين أطباء متخصصين وكذا عمال شبه الطبي.