يكشف محمد أمين عودية في هذا الحوار للشروق، عن اهتمام نادي الأهلي المصري به، من خلال المبعوث الخاص الذي كان أرسل خصيصا من أجله، والذي طلب معلومات مفصلة عن لاعب شبيبة القبائل، وذلك على هامش مباراة العودة التي جمعت الفريقين بالقاهرة، وكانت قد انتهت بالتعادل الإيجابي1 - 1 .
وبالرغم من أن المسألة لم تتعد كونها مجرد أخذ معلومات بكل ما يتعلق باللاعب، إلا أن مهاجم الشبيبة الذي يؤكد الخبر، يستبعد فكرة حمل ألوان الفريق المصري في الوقت الراهن، بالنظر لما آلت إليه العلاقات الجزائرية المصرية، موضحا أنه حتى وإن أراد هو ذلك فإنه سيصطدم برفض والده الأكيد لتجسيد هذه الفكرة... أما بخصوص مباراة نصف النهائية التي ستجمعه بعد غد أمام مازيمبي الكونغولي، فيؤكد عودية أن زملاءه اللاعبين عازمين على رفع التحدي مرة أخرى، ومواصلة هذه المغامرة الجميلة، والتي تعتبر حسب عودية فرصة ثمينة لهذا الفريق الشاب لدخول التاريخ من بابه الواسع.
أهلا أمين، كيف هي الأحوال؟
أهلا بك، بخير والحمد لله، فكما ترى الأجواء السائدة داخل الفريق رائعة.
قبل أن نسألك عن المباراة التي ستجمعكم بعد غد الأحد بمازيمبي الكونغولي، نريد معرفة صحة خبر اتصال نادي الأهلي المصري بك؟
(يبتسم ويجيب)، نعم هذا صحيح، ولكن لا شيء رسمي حدث.
ولكن ماذا جرى بالضبط؟
كل ما في الأمر أن الفريق المصري أرسل مبعوثا عنه، والذي طلب معلومات مفصلة عني.
وهل لديك معلومات أو تفاصيل أخرى عن الموضوع؟
كما ذكرت لك، جرى ذلك على هامش مباراة العودة التي لعبناها بالقاهرة، وأظن انه بعد المردود الطيب الذي قدمته في تلك المباراة، لا سيما في شوطها الثاني، حيث أتذكر أنني أقلقت كثيرا مدافعيهم، يبدو أنني أعجبتهم ولفت أنظارهم، حيث اندهشوا للإمكانات البدنية التي أظهرتها، وبعد نهاية اللقاء تقدم أحد أعضاء الفريق من مسيري الشبيبة وطلب معلومات بخصوصي.
وهل أنت مستعد لخوض تجربة مع واحد من أكبر النوادي في إفريقيا؟
لا أظن إمكانية تجسيد ذلك، على الأقل في الفترة الحالية، بسبب ما آلت إليه العلاقات ما بين الجزائر ومصر، والتي تتميز بنوع من التوتر، وهو أمر مستحيل أن يحدث أو أن أوافق عليه، كما أنني حتى وإن وافقت، فإن الوالد سيرفض الفكرة من أساسها وسيمنعني، وعلى أي حال فكل تركيزي منصب حاليا على المباراة الهامة التي سنلعبها أمام مازيمبي من أجل اقتطاع تأشيرة التاهل إلى النهائي، وأتمناه أن يكون أمام نادي الأهلي
ولماذا تفضل ذلك؟
أنا إنسان يحب دائما التحديات، وأتمنى من كل قلبي أن ننشط النهائي رفقة الأهلي، وتكون مباراة كبيرة، وهذا لنؤكد بأن تفوقنا عليهم في تيزي وزو ثم تعادلنا معهم في القاهرة لم يكن أبدا ضربة حظ.
لنعود إلى المباراة التي تنتظركم بعد غد أمام نادي مازيمبي الكونغولي. كيف كانت تحضيراتكم؟
مثلما قلت، أظن أنه منذ فترة كل تركيزنا منصب على هذه المباراة الهامة بالنسبة لنا، والتي حضرنا لها كما ينبغي، علينا فقط البقاء متلاحمين على نفس نسق لقاءاتنا السابقة، وتطبيق نصائح وتعليمات المدرب، وأنا واثق أننا سنجتاز ايضا هذا الإمتحان بسلام.
هل تشاطرني الرأي أن مسؤوليتكم زادت بعد اجتيازكم عقبة الأهلي، وهوما أعطاكم كذلك ثقة أكبر في النفس؟
هذا صحيح، فلا احد في البداية كان يراهن علينا للذهاب بعيدا في هذه المنافسة الصعبة، أو الوصول إلى هذا الدور المتقدم، أما الفوز على الأهلي فكان ضربا من الخيال عند البعض، والأكيد أن لا أحد ايضا كان ينتظر أن نؤكد تفوقنا عليهم في القاهرة، من خلال فرض التعادل عليهم والعودة رسميا بالتعادل من هناك، أظن أن سر قوتنا في شبيبة القبائل هذا الموسم هو أننا لاعبون شبان أردنا أن نظهر قوتنا من خلال تجاوز عقبة أحد اكبر الفرق على المستوى الإفريقي. ولكن الثقة التي منحتها لنا هذه المباراة التي مكنتنا من اكتشاف قدراتنا، قد تنقلب ضدنا إذا دخلنا في الغرور، لذلك علينا الحفاظ على تركيزنا ووضع أرجلنا على الأرض، فمازال المستقبل أمامنا وعمل كبير ينتظرنا.
هذا يعني أن الشبيبة تملك فريقا للمستقبل؟
بكل تأكيد، فهذا عامل أساسي، والنتائج كانت بفضل إرادة هؤلاء الشبان، طالما أن كل لاعب شاب يبحث عن صنع اسم له من خلال تقديم احسن ما يملك من إمكانات. وقد ينسى البعض أن هذا الفريق حديث النشأة، أتذكر جيدا أول مباراة لي مع الشبيبة في 10 مارس الماضي فقط، مما يعني أن عمر هذا الفريق ثمانية أشهر فقط، وهو يتحسن من لقاء لآخر، لذلك علينا الحفاظ على هذه الديناميكية حاليا التي ستمكننا من تجاوز عقبة اي منافس كان، سواء فريقَ مازيمبي أو فريقا آخرَ، وسأضيف لك شيئا آخر لو سمحت.
تفضل..
على عكس الكثير من الأندية، فإن فريق شبيبة القبائل يملك هذا الموسم تشكيلة ثرية ومتنوعة تفتقد لها الكثير من الفرق، وأعتقد أنها نقطة قوته الأساسية قبل عامل سن اللاعبين الذي كنت تحدثت عنه آنفا، فتشكيلتنا ورغم صغر سن لاعبيها، إلا أنها تملك القوة البدنية الهائلة التي تميز بعض اللاعبين سواء في الهجوم أوالدفاع، وكذلك الهدوء في اللعب الموجود لدى بعض اللاعبين في وسط الميدان، وحسن التصرف بالكرة والفعالية أمام المرمى التي أثبتناها في العديد من المناسبات، الذكاء والحنكة في التعامل مع المواقف، وهذا باختلاف مباريات، كما يمتلك الفريق العديد من اللاعبين الممتازين، وإضافة إلى ذلك، فإن النظرة الثاقبة لرئيس الفريق حناشي من خلال تجربته الطويلة، كانت تنبئ بنجاح هذا الفريق الشاب مع بداية الموسم الماضي.
وبالنسبة لك، ماهو اللاعب الذي ترتاح عندما تلعب إلى جانبه؟
من هذه الناحية ليست لدي أي مشكلة للعب بجانب أي لاعب في الفريق، لكن هناك أفضلية خاصة لي للعب بجانب بلال نايلي، حيث أشعر بنوع من الارتياح، كما أن هناك تفاهما بيننا فوق الميدان خارقا للعادة، ودون أن نتكلم نفهم بعضنا البعض، وكأن كل واحد منا يشعر بما يريد أن يقوم به الآخر.
على غير العادة، وعكس ما كان منتظرا، وجدتم صعوبات كبيرة في افتتاح البطولة الأسبوع الماضي أمام جمعية الخروب. كيف تفسر لنا ذلك؟
هذا صحيح، لكن من الخطأ الحكم علينا من خلال هذه المباراة التي جمعتنا بالخروب وهذا لعدة أسباب، أولا، لأن لقاءات بداية البطولة تكون دائما صعبة وهي تختلف عن مباريات رابطة الأبطال، ثانيا أظن أن عقول اللاعبين كانت كلها تفكر في لقاء نصف النهائي، ونسينا إن صح التعبير تلك المباراة، التي على أي حال كانت مفيدة كثيرا لنا وحققنا فيها فوزا مهما جدا قبل مواجهة مازيمبي.
هل تملكون فكرة عن منافسكم مازيمبي؟
لدينا فكرة عامة عن إمكانات هذا الفريق، حيث أخذت شخصيا فكرة عنه من خلال مشاهدة مبارياته امام الترجي التونسي ووفاق سطيف عبر قناة الجزيرة الرياضية، إضافة إلى بعض المعلومات عنه من خلال ما كتبته الصحافة، وأظن أنه فريق قوي خاصة في الخط الخلفي، كما يملك حارسا ممتازا.
وهل عاينتم بعض الأشرطة جماعيا رفقة المدرب؟
أظن أن هناك حصة مبرمجة لمعاينة بعض الأشرطة عن نادي مازيمبي رفقة الطاقم الفني، ودراسة طريقة لعبهم.
يمكن القول أن استدعاءك مؤخرا للالتحاق بتربص المنتخب الوطني المحلي، جاء في وقته وسيكون محفزا إضافيا بالنسبة لك. أليس كذلك؟
لن أكذب عليك، لقد فرحت كثيرا باستدعائي إلى المنتخب الوطني، وأوافقك الرأي أنه جاء في وقته، وسيحفزني بطبيعة الحال على بذل مجهودات إضافية. وأظن أن هذه الدعودة هي نتاج عمل كنت قمت به منذ بداية الموسم، وخاصة مع انطلاقة منافسة رابطة أبطال إفريقيا، أين ضاعفت من العمل وبذل المجهودات، لأنني أدرك أن أي نجاح وراءه حتما عمل، ولذلك لا أنوي التوقف هنا فقط.
كيف ذلك؟
أولا، أحمد الله على ما وصلت إليه، خاصة بعد الفترات الصعبة التي عرفتها في مشواري الكروي لحد الآن، حيث تعرضت لإصابات كادت تقضي على مشواري، وذلك عندما كنت ألعب مع شباب بلوزداد وأيضا مع شبيبة القبائل أثناء فترة التحضيرات التي تسبق الموسم، لكنني تمكنت والحمد لله من الوقوف مرة أخرى والخروج من تلك الوضعية بسلام، لذلك أبقى دائما غير راض عن نفسي وما أقدمه، وأطمح دوما للمزيد. لأنني مقتنع أنه بإمكاني تقديم مردود أحسن.
في الأخير، ما هي توقعاتك بخصوص المواجهة التي ستجمعكم بنادي مازيمبي هذا الأحد؟
بالنسبة لي، فإننا كلاعبين في شبيبة القبائل أمام فرصة علينا أن لا نضيعها إذا أردنا دخول التاريخ من بابه الواسع، وبالنظر إلى المشوار الذي قطعناه لحد الآن في منافسة رابطة الأبطال، فإننا قادرون على تجاوز عقبة نادي مازيمبي والعودة بنتيجة إيجابية تمكننا من لعب لقاء العودة في تيزي وزو بارتياح.