تحول اختراع المواطن الأردني فواز أبو الراغب باستخدام السجاة الالكترونية في الصلاة للتغلب على عمليات السهو إلى ملف مثير للجدل داخل الأوساط الدينية في مصر. في الوقت الذي يستعد فيه مجمع البحوث الإسلامية لمناقشة هذا الاختراع ومدى شرعيته بينما طالب أعضاء لجنة الشئون الدينية في البرلمان المصري باستخدام فتوى صريحة واضحة حول شرعية السجادة الالكترونية واستخدامها في الصلاة.
وعلى الرغم من تباين الآراء حول هذا الاختراع إلا أن علماء الازهر. أكدوا ترحيبهم بأي اختراع يخدم العبادات وييسر للمسلم أداءها إلا أنهم أشاروا إلى تحفظات مهمة وقالوا أنها لن تفيد عامة المسلمين وستزيد من الوسوسة.
ويرى الدكتور محمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر أن هذه السجادة لا تخدم إلا فئة قليلة من المسلمين الذين يصابون بالوساوس ولكن لن تفيد المسلمين الذين يؤدون صلاتهم في خشوع ويعقلون ما يقرأون. وأضاف أن السجادة الجديدة لن تفلح مع وجود الشك ولا بديل عن السجاده العادية. وأن سجادة السهو ستزيد من مرض الشك لأنها ستدفع المصلي للنظر كثيرا إلى اللوحة الإرشادية يشك في وقتها.
وأكد الشيخ سيد وفا أبو عجور أمين مجمع البحوث الإسلامية أنه لم يعرض هذا الاختراع على المجمع ولو كان قدم ذلك لتم بحثه وإصدار الرأي الفقهي وعما إذا كانت هذه السجادة تخرج المصلي عن الصلاة وتحقق له الخشوع من عدمه. وأوضح الدكتور زكي عثمان رئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة في جامعة الازهر أن الخشوع عامل داخلي في قلب الإنسان لا يحتاج إلى عوامل خارجية.
موضحا أن الصلاة في حد ذاتها تنبع من شيء داخلي ينعكس على الأشياء الخارجية ويجعل الإنسان في روحانية بعيدا عن الوسائل المصطنعة. وذكر أن الانسان دائما هدف للشيطان ويجري بداخله خاصة عند تأدية الصلاة فكيف بهذا الجهاز الجديد التغلب على القوة الداخلية والتي لا تعتمد على الشيطان إلا بالمعايشة الحقيقية والطمأنينة. وطالب الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر بعدم الاقتداء بهذا الاختراع لأنه قد يساعد على تبلد إحساس المصلي ولا يستحضر ذهنه ونشاطه وهو يصلي.
وقد عالج الشرع السهو بوسائله الخاصة من خلال سجدة السهو قبل أو بعد الصلاة مؤكدا أن السجود للسهو فيه اغاظة للشيطان.