استمتع جمهور قاعة ابن زيدون سهرة أمس الأربعاء بعرض مسرحية “ميزيرية ألامود ” والتي أبدع من خلالها الممثل مراد خان رفقة الممثلين لويزة نهار وجعفر مشرنن ، حيث تفاعل مع أدائهم الجمهور بالضحك والتصفيق على مدى ساعة و10 دقائق، المسرحية التي أخرجها حبوش عبد الرحمن سلطت الضوء على سلسلة من الأحداث المتتالية، تنقل قصة لقاء جمع ما بين رجل برلماني وفتاة لا تملك مأوى، حيث ينقص البرلماني صوت من أجل الترشّح
تبدأ أحداث المسرحية مع صافية، التي تسكن البيت القصديري بالجنينة، وتواجه كل يوم أكواما من الزبالة تتناثر في الحديقة، فتسعى لتنظيف المكان رغم قرفها من تصرفات أناس لا يجيدون سوى رمي قاذوراتهم في الأماكن العامة حتى أنهم يقضون حاجاتهم فيها.
أما المتشرد عبد النور الذي سكن الجنينة فلم يعد يبالي بالقذارة التي تحيط به، بل أصبح لا يخرج من عالمه الذي سجن نفسه فيه.
فجأة يظهر في حياتهما رجل يدعى صافي السياسي الذي يحتاج الى توقيع واحد ليتمكن من الترشح للانتخابات وتتساءل صفية في قرارة نفسها عن سبب قدوم هذا الرجل صاحب الثياب الأنيقة إلى جنينة تحتضن المتشردين والمجانين
شعر صافي بوجود ضالته في هذه الجنينة، فطلب من صافية التوقيع حتى يتمكن من الترشح لمنصب يخدم به شعبه وهنا تضحك صافية من كلام هذا الغريب وتقول له من يصل إلى الأعالي، ينسى أنه كان في يوم من الأيام في الدرك الأسفل، ومن يصعد السلم يتجاهل الفقراء أمثالنا”.
ويرفض صافي اتهام صافية ويعدها بالكثير في حال تحقيقه لمراده، ولكنها لا تصدق وتسخر من كلامه خاصة عندما يقول لها أن مستقبل الأمة يقع في محفظته التي تحمل التوقيعات ولكنها تطلب منه أن يعيش ولو لأيام في زي الفقير، حتى يشعر بهموم الطبقة التي يقول أنه سيدافع عنها كسياسي
ويقبل صافي بتحدي صافية وينزع عن نفسه لباس الثري ويتحول إلى فقير يسكن قوربي ويتكفل بجلب الماء من عين تقع في مخرج الجنينة، حتى أنه يعيد بناء القوربي بعد أن تهدمه الأمطار الغزيرة.
وتتسارع الأحداث ويقع صافي في غرام صافية المرأة التي وجدت في الجنينة ملاذا لها بعد أن أباد الإرهاب عائلتها حتى أنها أصبحت أما لطفل وجدته في الحديقة بعد أن تخلى عنه والداه،
نما الحب في الجنينة بين صافي وصافية فيقرران الزواج، وبالمقابل ينطق عبد النور أخيرا بالكلام المباح ويخرج من عالمه ويحكي قصة حياته عندما كان أستاذا
المسرحية نالت إعجاب جمهور قاعة ابن زيدون نظرا للأداء المتميز للفنانين وبراعتهم في تجسيد الأدوار ولكونها تناولت العديد من المواضيع الحساسة، في قالب حزين أحيانا ومضحك أحيانا أخرى من بينها الحالة المزرية التي تعيشها الكثير من فئات المجتمع الى جانب مشكل السكن الذي يمس حتى طبقة المثقفين وأصحاب المهن، علاوة على ظاهرة الأوساخ المتناثرة في المدن دون أن ننسى واقع ضحايا الإرهاب.