يبدو أن الملف القطري القوي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 قد وجد "معارضا" واحدا في العالم بعد أن لقي ثناء وإشادة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وصبت في خانته اكبر الترشيحات التي جعلت منه واحدا من أهم المنافسين على شرف تنظيم مونديال 2022.
حيث تقود إسرائيل المعارضة لكل نجاح عربي حملة قذرة لحرمان دولة قطر من شرف تنظيم المونديال لأول مرة في أرض عربية وإسلامية، لأهداف بعيدة عن الرياضة.
وخرجت معارضة الإسرائيليين إلى العلن الأسبوع الفارط، تزامنا مع زيارة وفد الفيفا إلى قطر لتفقد منشآتها والإطلاع على تحضيراتها الداعمة لملف استضافتها لنهائيات كأس العالم 2022، على لسان رئيس اتحادها الكروي الذي أعلن صراحة أن بلاده ستصوت ضد الملف القطري يوم 2 ديسمبر، داعيا الفيفا إلى أخذ التبريرات الواهية التي ساقها لتبرير موقفه كمرجعية للوقوف في وجه حلم الشعب القطري ومن ورائه الشعب العربي باحتضان مونديال 2022 .
تحدثوا عن الكحول والحرارة.. ثم لوحوا بقضية أمن أنصارهم
وكانت تقارير صحفية برزت إلى السطح قبيل موعد زيارة وفد الفيفا إلى قطر عن المعوقات التي تحول دون حصول القطريين على شرف تنظيم المونديال إلى درجة تحدثها في تقارير صحفية عن أن طبيعة وتقاليد الشعب القطري، وعلى رأسها قضية الكحول، ستدفعها لمنع أنصار المنتخبات من شرب الكحول في الأماكن العامة، مايقيد حريتهم الشخصية حسب إدعاءاتهم، وهو الأمر غير المقبول، خاصة أن الجميع يعرف أن الصحف الغربية وراءها أيادٍ إسرائيلية، قبل أن يتحرك مسؤولو ملف قطر ويؤكدوا أن لاشيء سيتغير والأنصار سيجدون نفس الظروف وأحسن مما تعودوا عليه في الدورات السابقة، فضلا عن ذلك أشار الإسرائيليون إلى ارتفاع درجات الحرارة التي ستحول دون فوز قطر، حسبهم، بشرف تنظيم كأس العالم.
وبعد فشل الإسرائيليين في الاعتماد على هذه المبررات الواهية خرج رئيس الاتحاد الإسرائيلي أبراهام أفي أوزون بتصريح قال فيه إن احتضان قطر للمونديال سيجعل الأنصار الإسرائيليين في خطر على اعتبار أنهم لن يقدروا على متابعة البطولة بأمان بسبب ماأسماه بـ"كره العرب" لإسرائيل، مضيفا أنه اتصل بوزارة الخارجية القطرية للاستفسار عن قدرة حاملي الجواز الإسرائيلي في الدخول إلى قطر لمتابعة المونديال.. لكنه لم يتلق أي رد على حد تعبيره.
لم يشاركوا في19مونديالا ويتحدثون عن كأس العالم 2022!؟
وتأتي التحركات الإسرائيلية القذرة لتؤكد أن موقف إسرائيل تنطوي وراءه نوايا خبيثة تدخل أساسا في الصراع العربي الإسرائيلي، وإلا كيف نفسر حديث رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عن أن أنصار منتخبه وكأنه متأكد من تأهل بلده إلى مونديال 2022 في وقت لم يشاركوا في19 مونديالا وفي وقت لم يضمن أي طرف لقطر شرف تنظيم المونديال، وقال أبراهام أفي أوزون رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلي إن موقف بلاده ثابت سواء تأهل منتخب إسرائيل إلى المونديال أو لا، وأنه سيصوت ضد الملف القطري الذي أبهر العالم، خاصة في شقه المتعلق بتشييد ملاعب جديدة وثورية تتميز بتقنية التبريد غير المسبوقة في العالم للتأقلم مع الأجواء الحارة جدا في قطر.
تشكيل لوبي داخل الاتحاد الأوروبي ضد قطر
ويسعى رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي إلى تشكيل لوبي قوي داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مستغلا منصبه في اللجنة التنفيذية لليويفا للضغط على نظرائه الأوروبيين للتصويت ضد الملف القطري الذي يتنافس على 8 ملفات أخرى على شرف تنظيم كأس العالم 2022، وما يؤكد التحركات الإسرائيلية القذرة تصريح أوزون الاستفزازي والذي قال فيه: "سنصوت ضد تنظيم قطر للمونديال، وهناك اتحادات ستقف معنا وستصوت ضد الملف القطري لأن كأس العالم للجميع ولا يمكن منع أي مسؤول أو مشجع من متابعتها".
مواقف قطر السياسية أثارت إسرائيل
ويأتي العداء والمعارضة الشديدين من إسرائيل للملف القطري بعد تطور الموقف والدور السياسي لدولة قطر في الشرق الأوسط سواء في القضية الفلسطينية (وساطتها في الصراع الفلسطيني - الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس) أو مختلف القضايا الأخرى المرتبطة بمسألة السلام بالشرق الأوسط، فضلا عن إقدام الدولة القطرية على تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي بالدوحة العام الفارط، وهي كلها عوامل دفعت الإسرائيليين إلى ركوب موجة العداء للملف القطري.
الملف القطري أبهر العالم ولا يحتاج لصوت إسرائيل
وبعيدا عن المحاولات الإسرائيلية لتأليب الاتحادات الكروية ضد الملف القطري، فإن هذا الأخير لديه من الدعم والإشادة ما يكفي لدخول معترك تصويت الفيفا يوم 2 ديسمبر المقبل بباريس بكل ثقة، خاصة بعد أن نال دعم نجوم عالمية كبيرة يتقدمهم زين الدين زيدان والأرجنتيني باتيستوتا وغيرهم ممن أنبهروا بملف قطر، خاصة في شقه المتعلق بالملاعب التي يرى فيه الكثير من المتتبعين ثورة حقيقية في هذا المجال، وستكون من الأوراق الرابحة في ترجيح كفة القطريين الذين لا يحتاجون أبدا للصوت الإسرائيلي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.