$شكّل “الجديد” في علم العلاقات الدولية للدكتور عامر مصباح، الأستاذ في كلية العلوم السياسية والاعلام بجامعة الجزائر، جوهر مؤلف جديد يتعرض لأهم القضايا الطارئة، التي فرضت نفسها فرضا على علم العلاقات الدولية، وأصبحت الشغل الشاغل في مباحث هذا العلم المنهجية والمعرفية
ويعرض الكتاب الذي جاء في 353 صفحة، وتحت عنوان ” المدخل إلى علم العلاقات الدولية” لأهم القضايا المعرفية التي أصبحت في صلب الحدث المشكل للموضوع في أبعاده الجوارية بين الدول والشعوب، كما يحيل على عدد من الأنساق الاقتصادية والدينية والثقافية والأيديولوجية التي ساهمت في صناعة هذا التحول، الذي أفرز ظهور الكثير من المباحث التي ظلت إلى وقت قريب تكاد تكون نكرة عند الأخصائيين والأكاديميين في الموضوع.
وفي تصريح له لموقع الإذاعة الجزائرية على شبكة الانترنت قال الدكتور عامر مصباح أن الجديد في مؤلفه هو تقديم علم العلاقات الدولية بشكل مبسط لمفاهيم هذه العلم، وفواعل النظام الدولي وقضايا العلاقات الدولية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن هذه الموضوعات يمكن أن تكون موجودة في دراسات أخرى، ولكن الجديد في هذا الكتاب هو إدراج الفواعل والقضايا الجديدة التي أصبحت تحتل المراكز الأولى في أجندة السياسة الدولية، منها أزمة الانتشار النووي وقضية البيئة، وقضية منضمات المجتمع المدني وما إلى ذلك.
وأضاف الكاتب أن كل هذه المسائل جديدة، وأن هذا الكتاب يأتي للمساعدة على تمثلها بوضوح من طرف الباحثين والمهتمين، حيث سيجدون طريقهم إلى امتلاك مفاتيح الدخول والتعامل مع العلم، وفهمه فهما علميا:
وخلال صفحات الكتاب الذي جاءت أوراقه من الحجم المتوسط يضعنا الدكتور عامر مصباح على مرحليتين حاسمتين في تطور هذا العلم، المرحلة الأولى تنتهي مع نهاية الحرب الباردة، ومرحلة ثانية أعقبت ظهور نهاية الحرب الباردة، وفيها عرف علم العلاقات الدولية ظهور المزيد من التخصصات والفروع الجديدة، إذ تم اكتشاف في هذه المرحلة عددا من القضايا الدولية التي ظلت مهملة وعلى مدار المرحلة الأولى التي يؤرخ لبداتها من انتهاء الحرب العالمية الأولى. ومن بين هذه القضايا المهملة، أو المهمشة على الأقل قضية البيئة التي فرضت نفسها أكثر من أي وقت مضى، وقد تصدرت الأجندة الدولية في قمة الأرض في العاصمة البرازيلية “ري ودي جنيرو” عام 1992، وكذلك قضايا الانتشار النووي، والنزاعات الأهلية والإرهاب، هذا بالإضافة إلى عدد من القضايا التي فرضت نفسها على الموضوعات التقليدية.
وفي حيثيات الكتاب يشير المؤلف إلى عدد من القضايا التي تعد دواع موضوعية ظهور كافية وراء ظهور علم العلاقات الدولية كعلم يبحث في طرائق توطيد العلاقات بين الأمم والشعوب والدول، في سياق ما يمكن أن يؤسس للسلم الدائم بينها، ويجنبها ما لا يحمد عقباه التي شكلت جوهر، وهي الدواعي التي شكلت عبر مدار الـ 70 عاما جوهر المرحلة الأولى. ففي هذا الباب يشير المؤلف إلى عدد من التخصصات الجزئية التي هي محتواة في علم العلاقات الدولية، ومنها “الدبلوماسية”، وإن كانت سابقة عليه في نشأتها، فإن الجديد فيها هو اندراجها داخل هذه العلم، هذا بالإضافة إلى تخصصات أخرى كــ “الدراسات الإستراتيجية” و”الدراسات الأمنية” و”صناعة القرار” و”السياسة الخارجية” و”المستقبليات” وما إلى ذلك.
الكتاب الذي يعد إضافة نوعية للمكتبة الجزائرية والعربية على حد سواء، من خلال تركيزه بشكل كبير على القضايا ذات الأبعاد الجديدة من الناحية العلمية والنظرية، بشكل في مجمله مقدمة جادة رؤية أكثر حداثة لموضوعات الساعة التي تساهم في رسم معالم هذه العلاقات على المستوى الدولي.
للإشارة فإن الدكتور عامر مصباح يشتغل أستاذا محاضرا في كلية العلوم السياسية والعلام بجامعة الجزائر ومشرف على فرقة بحث في التكامل الاقتصادي في منطقة الخليج العربي، له من الكتب المنشورة “معجم مفاهيم العلوم السياسية والعلاقات الدولية”، و”الإقناع الاجتماعي/ خلفيته النظرية وآلياته العملية”، وكذلك “قاموس مصطلحات العلوم السياسية والعلاقات الدولية/ إنجليزي – عربي”، و”علم الاجتماع/ الرواد والنظريات” و”نظرية العلاقات الدولية/ الحوارات الكبرى”، بالإضافة إلى أثنى عشرة (12) كتابا آخرا منشورا في قضايا الإعلام والتربية والسياسة وعلم النفس والاجتماع والاقتصاد.