السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طوكيو : تشكل البطارية على الوقود املا فى وجه الانعكاسات البيئية الخطيرة للغازات المسببة للاحتباس الحرارى المنبعثة من السيارات ومن توليد الطاقة بالطرق التقليدية، غير انه ما زال يتحتم عليها بنظر خبراء فى طوكيو مواجهة تحديات كثيرة قبل ان تصبح وسيلة يومية شائعة.
ويعود ابتكار البطارية على الوقود الى البريطانى ويليام غروف عام 1839 وهى تنتج الكهرباء بواسطة تفاعل خلايا الهيدروجين مع خلايا الاكسجين الموجود فى الهواء، فلا تبعث بالتالى من الغازات سوى بخار الماء.
ويمكن الى جانب استخدام هذه البطارية لتشغيل السيارات ووسائل النقل العام، استعمالها للتدفئة والتبريد وتزويد المراكز الكبرى كالمستشفيات او اى مبان اخرى بالكهرباء، كما يمكن على نطاق اضيق تجهيز المنازل واجهزة الكمبيوتر النقالة بها.
غير ان كلفتها الباهظة وحجمها الكبير وصعوبة نقل وتخزين مادة الهيدروجين المتفجرة، كل ذلك يعيق انتشار استعمالها، بحسب ما اوضح اخيرا خبراء مجتمعون فى طوكيو بمناسبة المؤتمر العالمى للغاز.
كما ان كلفة انتاج السيارات التى تعمل على مثل هذه البطارية مرتفعة جدا. وكان تايو كاواى مسؤول الابحاث فى هذا المجال فى شركة تويوتا العملاقة اليابانية اوضح ان كلفة انتاج مثل هذه السيارة يفوق مئة مليون ين (اكثر من 722 الف يورو)، مؤكدا ان "التسويق بالجملة لن يتم قريبا وقد يستغرق الامر عشر سنوات".
وتضاف الى هذه المصاعب الفنية تساؤلات حول المنافع الحقيقية لمثل هذه البطاريات على البيئة. واوضح خبراء انه لا يمكن العثور على الهيدروجين فى الطبيعة، ويتم انتاجه بصورة اجمالية حاليا انطلاقا من الغاز الطبيعي، والعملية تؤدى الى انبعاث غاز ثانى اكسيد الكربون الذى يساهم فى الاحتباس الحراري.
وقال اوليفييه ابير رئيس معهد النفط الفرنسي، الهيئة العامة للابحاث حول المحروقات، لوكالة فرانس برس انه "نظرا الى التقنيات المتوافرة اليوم، فان الاداء الاقتصادى والبيئى للهيدروجين امر قابل للجدل".
غير ان سوجى تانج من الجمعية اليابانية للسيارات الكهربائية اشار الى ان سيارة تعمل على بطارية الهيدروجين المستخلص من الغاز الطبيعى تبعث كمية من ثانى اكسيد الكربون اقل بمرتين او ثلاث مرات من سيارة تعمل على البنزين. واكد ابير ان "الامور ستتحرك لانه سيتم توظيف اموال ضخمة".
فتقوم وزارات يابانية مختلفة باستثمار 6،31 مليار ين (3،228 مليون يورو) (اكرر 3،228 مليون يورو) فى الابحاث حول بطارية الهيدروجين خلال العام الممتد حتى نهاية اذار/مارس 2004، كما اعلن الرئيس الاميركى جورج بوش فى شباط/فبراير عن تخصيص ميزانية بقيمة 7،1 مليار دولار على مدى خمس سنوات.
واطلق الاتحاد الاوروبى مشروعا يتضمن استخدام باصات تعمل على الهيدروجين فى عشر مدن اوروبية بالتعاون مع شركة دايملر كرايزلر الالمانية الاميركية لانتاج السيارات.
غير ان ديفيد هارت من مركز تكنولوجيا الطاقة البريطانى رأى ان البطاريات على الوقود "لم تدرك مرحلة تضمن اعتمادها ومن المحتمل تطوير عدد من الوسائل التكنولوجية المنافسة لاعتمادها محلها".