"عشت لحظات صعبة، تألمت ولن أفقد الأمل في العودة إلى المنتخب"
أعلن خالد لموشية، أمس، لـ"الشروق" أن مسلسل الناخب الوطني السابق، طوي بصفة نهائية، ضاربا للجزائريين ومحبيه ـ خاصة ـ في المباراة أمام المنتخب المغربي.
لاعب الوفاق الذي أوقفت مغامرته في المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، لما قرر الناخب الوطني السابق إبعاده من المجموعة لأسباب انضباطية، اعترف في هذا الحوار الذي خصنا به، أنه عاش حالة إحباط شديدة بسبب ما حدث له، لكنه بفضل الله ـ كما قال ـ تمكن من تجاوز ذلك، بدليل أن مردوده في فريقه ظل جيدا، والمستقبل ـ على حد قوله ـ في صالحه، وهو الذي تحذوه إرادة كبيرة في استعادة مكانه في التشكيلة الوطنية، خدمة للألوان الوطنية مثلما فعله في الماضي...
خالد، الظاهر أن معنويات لاعبي الوفاق تأثرت كثيرا بعد الإقصاء من رابطة أبطال في تونس الجمعة الماضي؟
صحيح أن اللاعبين تأثروا، لكن ليس بالدرجة التي يتصورها الأنصار والمتتبعون ربما، لأن الوفاق كان أقصي منذ عدة أشهر وليس الجمعة الماضي في تونس، فحظوظنا في التأهل كانت ضئيلة، ومؤشرات الإقصاء في اعتقادي لاحت في الأفق، بمجرد أن انهزمنا في المباراة الأولى أمام الترجي في الذهاب بسطيف، لأن المهمة في الملاعب الإفريقية لن تكون سهلة، إضافة إلى ذلك، المشاكل التي اندلعت بين المسئولين والمدرب السابق زادت هي الأخرى في تعكير الأجواء، ولا أخفي عليك أننا دخلنا أرضية الميدان أمام الترجي دون عقدة ولا خوف، فلعبنا دون ضغط، وكانت لدينا النية في العودة بالفوز، سيما بعد الهدف الأول الذي سجلناه، لكن منطق الكرة والظروف التي جرت فيها المباراة جعلتنا نقصى.
لكنكم قبل التوجه إلى تونس وعدتم الجزائريين بتحقيق نتيجة إيجابية، وبعثِ حظوظكم في التأهل من جديد؟
بالفعل، الأمل في العودة بنتيجة جيدة ظل في أذهاننا، لكن منطق الكرة يحمل دائما معطيات مخالفة للتوقعات، انظر مثلا الحكم الذي أدار اللقاء، لقد عرقلنا بقراراته، صدقني لا أريد أن أبرر الهزيمة بالتحكيم، فبعد الهدف الذي سجلناه مبكرا، ظروف المباراة تغيرت وعشنا ضغطا رهيبا جعل المنافس يعود ويفوز علينا، المهم أن كل ما حدث نسيناه ويبقى درسا يتوجب حفظه، والفريق اليوم بصدد التحضير للبطولة الوطنية في أجواء عادية، طالما أن التأهل في رابطة أبطال إفريقيا لم يكن مبرمجا منذ مدة، سيما وأن المنافسة ستكون شديدة مع فرق مثل شبيبة القبائل، أولمبي الشلف والمولودية التي تدعمت وحضرت نفسها للمنافسة.
والأقدار شاءت أن تواجهون فريقا تونسيا آخر في منافسة كأس شمال إفريقيا؟
نعم، تقصد الأولمبي الباجي، لكن شخصيا لا أعرف عنه الكثير، ما عدا أن مدربه هو رشيد بلحوت، وقد نال كأس تونس للموسم الماضي، المؤكد أن الوفاق لن يتخلى عن هذا اللقب الذي ناله باستحقاق، ولدينا كل الإمكانات المادية والبشرية التي تسمح لنا بالحفاظ على التاج.
وما رأيك في قرار تعيين عبد الحق بن شيخة على رأس العارضة الفنية للخضر؟
عادي جدا، التغيير على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الوطني كان ضروريا في الأشهر الأخيرة، بسبب تراجع مستوى الخضر، وكذا النتائج سيما في المباراة الأخيرة أمام تنزانيا، ولا شك أن مجيء بن شيخة سيقدم الشيء الكثير للمنتخب الوطني، لا سيما من الجانب المعنوي، فالمهمة صعبة جدا في إفريقيا الوسطى، وأعتقد ان بن شيخة قادر على العودة من هناك بنقاط الفوز أو التعادل على الأقل.
ترى إذن أن لمسته ستكون واضحة في هذا اللقاء؟
أكيد، أعرفه جيدا من خلال تجربتي معه في المنتخب الأولمبي، فهو قادر على الفوز، صراحة المهمة لن تكون صعبة لو نقارنها بتلك التي تنتظر الفريق أمام المغرب مارس المقبل، بن شيخة يحسن شحن اللاعبين معنويا، بدفعهم نحو التضحية فوق الميدان.
قلت إنه قادر على الفوز، وربما لم تشاهد منتخب إفريقيا الوسطى الذي ترك انطباعا جيدا في المباراة أمام المغرب؟
لا، شاهدت تلك المباراة، لكن المنتخب الوطني هو أيضا قوي ولديه مجموعة في المستوى، لا تنس أن لديه أيضا سمعةً يدافع عنها، وبن شيخة لما يتعلق الأمر بمباريات هامة مثل هذه، سيجد بدون شك الكلمات المناسبة لتحفيز اللاعبين.
وهل هتفت له لتهنئه على الأقل؟
لا، لم أتحدث معه منذ مدة، فقد كلف بمهمة صعبة وهو بحاجة إلى التشجيع، لا لشيء آخر، فهو مطالب بتأهيل المنتخب الوطني لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، وتدارك التعثر الأول، وأتمنى له من صميم القلب التوفيق.
إذن العودة إلى المنتخب الوطني باتت مشروعة بالنسبة لك اليوم، أليس كذلك؟
حتى في عهد رابح سعدان كنت أفكر في العودة، لأن المنتخب الوطني هو لكل الجزائريين وليس ملكا لشخص معين، المهم أنا أعمل بجدية كبيرة، ولم أتراجع أو أتخاذل يوما واحدا، رغبتي في العودة للمنتخب تبقى دائما قائمة، لأن المنتخب هو حلم كل لاعب ومكافأة له.
ربما كنت تنتظر أن يستدعيك للمباراة أمام إفريقيا الوسطى، لكنه أعلن في ندوته الصحفية احتفاظه بنفس الأسماء التي واجهت تنزانيا؟
بالعكس، لم أنتظر منه شيئا هذه المرة، لأن الوقت لا يسمح كما قال بذلك، بينما تفصلنا حوالي ستة أشهر عن المباراة أمام المغرب، وساعتها سيكون بإمكانه التغيير ومراجعة عدة نقاط في التشكيلة.
إذن لن تضيع الفرصة للبروز قبل مباراة المغرب؟
أعرف جيدا إمكاناتي، وأعرف جيدا المدرب بن شيخة، سأعمل جاهدا لأكون ضمن التعداد في مباراة المغرب، وبإذن الله سأكون حاضرا، لأن رغبتي في استعادة مكانتي في صفوف الخضر لا تقدر بثمن، لقد لعبت له تقريبا كل المباريات التصفوية لكأسي العالم وإفريقيا السابقتين، وأتمنى أن تتحقق رغبتي وأعود للتشكيلة من الباب الواسع.
إذن متاعبك السابقة وضعتها في طي النسيان؟
بمجرد أن سمعت أن سعدان استقال، أحسست أن صفحة طويت في مشواري الكروي وصفحة جديدة فتحت.
صراحة، كيف عشت تلك الشهور التي أعقبت إبعادك من المنتخب؟
صدقني، تعبت كثيرا وتألمت أيضا، لكنني قررت يومها عدم التحدث وعدم البوح بآلامي، حفاظا على وحدة المنتخب الوطني واستقراره، لأن مصلحته أولى مني، وأتمنى ألا يذهب صبري أدراج الرياح، وأعود للمنتخب وأستعيد أجمل الذكريات.