لم أتحدث عن المنتخب المغربي منذ استقالتي حتى لا أفهم خطأ وأتهم بالتشويش
أكد بادو الزاكي، حارس مرمى أسود الأطلس في مونديال مكسيكو 86 والمدرب السابق للمنتخب المغربي في حوار للشروق، بأنه لا يريد التحدث عن الفريق الوطني منذ أن استقال من منصبه، وذلك تجنبا للوقوع في سوء تفاهم مع اتحاد الكرة أو وضع نفسه محل اتهام بالتشويش وإثارة المشاكل، خاصة في هذا الوقت الحساس من تدهور حال الكرة المغربية، وأي كلمة سيكون لها رد فعل سيء لا يريد أن يكون سببا فيه.
وأضاف محدثنا حول التقارير الإعلامية المغربية، التي أشارت إلى وجود اسم بادو الزاكي، في مفكرة الفاف للإشراف على العارضة الفنية للخضر، عقب استقالة رابح سعدان، بعد التعادل أمام المنتخب التنزاني، قال أنه لم يتلق لحد الآن أي اتصال رسمي من طرف المشرفين على شؤون الكرة في الجزائر، وتبقى تلك مجرّد أخبار تناقلتها الجرائد، مؤكدا أنه وفي حال وجود مثل هذا العرض، لن يرفض الاشراف على المنتخب الجزائري، باعتباره مدربا محترفا والمهم ـ حسب رأيه ـ الاتفاق على الأهداف دون النظر إلى الجنسيات أو الانتماءات.
بداية، كيف هي أحوال بادو الزاكي؟
بخير والحمد لله وكل شيء يسير على ما يرام، وأنا سعيد بالفعل بالتحدث إلى وسيلة إعلامية جزائرية، وبمناسبة عيد الفطر المبارك أتقدم للشعب الجزائري الشقيق وكل العرب والمسلمين في شتى بقاع العالم، بأحر التهاني وأعاده الله علينا بالخير والبركات.
بطبيعة الحال، فقد تابعت انطلاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية أواخر شهر رمضان الماضي، كيف تقيم المشاركة العربية لحد الآن؟
نعم، لقد شاهدت بعض المباريات فقط، وهي أول جولة وما زال المشوار طويلا بالرغم من أن المنتخبات العربية لم تحرز نتائج طيبة باستثناء السودان و ليبيا، لكن الجولات القادمة ستكون أقوى وحاسمة.
لكن تعادل الجزائر أمام تنزانيا أدى إلى استقالة رابح سعدان من منصبه، ما رأيك فيما حصل؟
أعتذر منك، فأنا إنسان يحترم الآخرين دائما، حتى أُحترم أيضا، ولست مخولا بالفعل للحديث عن الخضر لا من قريب ولا من بعيد؛ وما حدث لسعدان، يحدث لكل المدربين في العالم وهي تقديرات مرتبطة بالنتائج، لذا أفضل عدم الخوض في أشياء لا علم لي بها مع تمنياتي بالتوفيق لمحاربي الصحراء في بقية المشوار.
ولكنك تعلم بأن الخضر، سيواجهون منتخب بلادك شهر مارس المقبل، ونتائج المنتخب الجزائري تهمك أليس كذلك؟
فعلا، تهمني كأي مواطن مغربي يناصر منتخب بلاده، بيد أنني قطعت وعدا على نفسي ألا أتدخل في شؤون أسود الأطلس منذ تقديم استقالتي؛ فهناك اتحاد للكرة هو أعلم بما يضر وينفع المنتخب الوطني وفي الأخير سيتحمل نتائج الانتصارات أو الإخفاقات فلا داعي لأن يتحدث بادو الزاكي لأنني حريص على إحاطة نفسي بالاحترام المتبادل.
هل لنا أن نعرف الأسباب التي جعلتك تصر على عدم إبداء وجهة نظرك بخصوص الأزمة الكروية المغربية في الوقت الحالي؟
هي أسباب بسيطة وموضوعية، فالوضع الحالي للكرة المغربية لا يحتمل الجدال والصراعات في وقت حساس كهذا ومع انطلاق تصفيات كأس أمم إفريقيا، وأنا أعلم جيدا أن أي تصريح مني سيُفهم بطريقة خاطئة ويضعني محل اتهام بالتشويش وإثارة الفتن والمشاكل وهذا لا أقبله وصورتي وإنجازاتي مع أسود الأطلس لا ينبغي لأحد أن يشوهها، فأنا خارج أسوار المنتخب وعلى الجميع تحمل مسؤولياته.
تتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الرياضي المغربي، وحتى المغاربي والجميع يطالب بإعادتك على رأس المنتخب، ما رأيك؟
الحمد لله على كل شيء، فمحبّة الناس لي شيء جميل وأينما ذهبت يقدرني الجميع، وبخصوص مطالبة الشارع الرياضي بعودتي للإشراف من جديد على المنتخب فإنه لأمر يسعدني كثيرا، لكن الحل والربط بيد الجامعة المغربية لكرة القدم، التي تبقى المسؤولة الأولى عن اختيارات المدربين والكفاءات، حسب الأهداف المسطرة؛ وعن احتمال عودتي للعارضة الفنية من جديد، فأقول بأن ذلك ليس تفضلا مني بل واجب اتجاه وطني ولطالما كنت جاهزا ولاأزال، تكفي أن تكون النية الصادقة من أجل إعادة الاعتبار للكرة المغربية.
وفي حال وصول عرض رسمي لك، هل ستقبل بذلك؟
لا مشكلة لدي، المهم أن يكون العرض رسميا وبعدها كل شيء يتوقف على الأهداف المسطرة، حسب الاستحقاقات الكروية المقبلة والمشروع الرياضي هو الذي يحفز المدربين غالبا ويحمسهم على خوض تجربة جديدة، فهناك تشابه كبير بين الكرة الجزائرية والمغربية بحكم التقارب الجغرافي وهو عامل مساعد بأن تتواجد وسط أشقائك، فتدريب الخضر فعلا أمر لا يرفض.
لكن ذلك قد يسبب حرجا لك لوقوع الخضر مع أسود الأطلس في مجموعة واحدة؟
لا أبدا، فأنا مدرب محترف يزاول عمله دون النظر إلى الجنسيات أو الانتماءات ووقوع المغرب والجزائر في مجموعة واحدة لا يسبب لي شخصيا أي حرج، فكم من مدرب عالمي لعب ضد منتخب بلاده و فاز عليه دون أن يحدث أي إشكال، لذا علينا نحن كعرب أن نتخلى عن هذه الأفكار المتخلفة ونتطلع للأمام لتطوير الرياضة في مختلف المجالات وهو السبيل الوحيد لتحقيق نتائج مبهرة .