وفقة لرمضان قبل رحيله

وفقة لرمضان قبل رحيله

رمضان مبارك للجميع وصح فطوركم

مرت ستة أيام على رمضان ولم يبق بين أيدينا منه إلا أيام قلائل، فعسى أن نكون من ركب المقبولين ، وعسى من استوجب النار يُعتق.
يجب
علينا قبل أن تُشيع الضيف الميمون العودة إلى أنفسنا والتأمل في ما قدّمنا
بين يديه ؟ وما هي الأسرار التي بيننا وبين ربنا في أيامه المباركة؟
وقد يتساءل البعض عن سبب عدم شعوره بفقد الشهر، وتحسّره على فوات أيامه؟
إن
عدم الشعور بفقد الشهر المبارك بسبب عدم المكانة الموجودة في القلب له،
وعمد الاهتمام به، فلو زارك صديق حبيب لك له مكانة في قلبك فإنك تهتم به كل
الاهتمام وتقدم له كل ما تحب، وعندما تحين ساعات رحيله وفراقه لك فإنك لا
تشعر بفقده فحسب وإنما تدمع العين لفراقه وتنتظر عودته، وتتشوق للقائه.
فإذا
أسررت المعصية، وتجاهلت الطاعة، وتشهد صلاة التراويح، وإن شهدتها فصورة
بلا معنى، وحركات بلا روح، والقرآن عهده بك من زمن بعيد، وواقعت أنواعاً من
المعاصي مراراً في شهر رمضان، فعينك تخطّت ستار المعروف، وأذنك أبت إلا أن
تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ما حرم الله...، فأنى لقلب مثل هذا يستشعر
فراق الشهر ويتشوق للقائه مرة أخرى.
أخي الصائم لا زال في الأمل فسحة،
وفي الوقت بقية، ونحن نشهد هذه العشر المباركة، التي يعتق الله فيها رقابا
من النار، فسارع وسابق إلى مغفرة الله وجنة عرضها السماوات والأرض، ولا
تيأس من رحمة الله قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك، فهذه الأيام
هي الخاتمة، وهي سر الشهر، وأفضل أيامه على الإطلاق، فكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر، فلك
فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
كما تتميز هذه الأيام العشر
المباركة بالليلة العظيمة، ليلة القدر التي قال فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من
ذنبه). وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين
فقال تعالىإنا
أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف
شهر)) وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر
حين قال صلى الله عليه وسلم: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)
فأقبل
أخي المسلم على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون
ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً، تزوّّد فيها بالطاعات، احرص على الفريضة مع
الإمام، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام، و أكثر من قراءة القرآن،
ولتكن عنايتك بالتدبّر في آياته فإن في ذلك خير كثير. قم ببر والديك واحرص
على طاعتهما والإحسان إليهما فذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان، وصل
أرحامك، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم. صح سحوركم

» الاستعداد لرمضان
» 14 ساعة تصوير .. هدية ديانا لرمضان
» أغنية لرمضان هدية لطيفة التونسية
» بن بادة يدعو التجار للتحلي بالمسؤولية تحسبا لرمضان
» صور و فيديو : أطول مائدة افطار لرمضان في تركيا ب10 كيلومترات