خطر ابتلاع معجون الأسنان على الصحة الفموية للطفل
إن
العناية بالأسنان وتنظيفها من الواجبات التي ينصح بالاعتياد عليها منذ
الصغر ومن بداية ظهور أول سنة للطفل, وذلك بسبب أهمية المحافظة على الأسنان
صحية وخالية من التسوس أو من أي مشاكل, لكن على أن لا يتم المبالغة في
استعمال معجون الأسنان خاصة في السنوات الأولى من العمر.
وذلك
لأن التعرض لتراكيز عالية من مادة الفلورايد وهي من المواد الموجودة في
تركيبة معجون الأسنان, قد يتسبب في الإصابة بما يسمى تفلور الأسنان, حيث
تؤثر هذه الحالة سلباً في تطور الأسنان الذي يحدث خلال الفترة ما بين الشهر
السادس من العمر والأعوام الخمسة الأولى.
وتتمثل أعراض حالة تفلور
الأسنان في ظهور بقع بيضاء على الأسنان, وقد تكون هذه البقع صفراء اللون في
حالات الإصابة الشديدة, كما أن الأسنان الدائمة أكثر تأثراً بالتفلور من
الأسنان اللبنية.
ولقد أظهرت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين أن
ابتلاع الطفل مادة معجون الأسنان قد تسبب في زيادة تعرضه لعنصر الفلورايد,
وذلك بمقدار يزيد عما هو موصى به لغايات المحافظة على صحة الفم والأسنان.
وقد شملت الدراسة 33 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين العام
الواحد
وثلاثة أعوام, وجميع هؤلاء الأطفال يسكنون في مناطق تزود بمياه يضاف إليها
الفلورايد, وكان الهدف من هذه الدراسة احتساب كمية الفلورايد التي يتعرض
لها الطفل في تلك الفئة العمرية بشكل يومي, سواء كان مصدر الفلورايد من الماء أو من الغذاء أو من مادة معجون الأسنان التي يتم
ابتلاعها بشكل لا إرادي أثناء تنظيف الأسنان.
وأثناء الدراسة تم تقييم كل حالة فيما يتعلق بكمية معجون الأسنان
التي
تستخدم للتنظيف والكمية التي يبتلعها الطفل, وذلك من خلال إيجاد الفرق ما
بين كمية المعجون الموجودة على الفرشاة والكمية التي تخرج من الفم عقب
التنظيف, وأيضاً أجريت قياسات للكشف عن الفلورايد الموجود تحت أظافر
الصغار,
هذا إلى جانب تحديد كمية الفلورايد التي يتناولها كل طفل من مصادر أخرى مثل المياه والحليب وغيرها.
فظهر للباحثين أن كمية معجون الأسنان الموضوعة على الفرشاة ارتبطت بشكل واضح بالمقدار الذي تم ابتلاعه من قبل الطفل, كما تبين
أن ابتلاع معجون الأسنان قد تسبب في زيادة كمية الفلورايد التي يتعرض لها الطفل يومياً.
وأشارت نتائج الدراسة أن 5.81% من كمية الفلورايد التي حصل عليه الطفل بشكل يومي كان مصدرها مادة معجون الأسنان التي تم ابتلاعها.