عائشة الحشاش نموذج يمتلئ تحديا..
تمّ التواصل معها عن طريق لوحة الأحرف..
قالت: قصتي هي قصة فتاة معاقة عاجزة عن المشي وعن الكلام
لا تستطيع الوقوف أو استعمال يديها ولديها صعوبة في البلع
والمضغ وصعوبة في تناول الطعام، ولكن عوّضني الله كثيرا
فقد أعطاني نعمة الفهم والذكاء والقدرة على التواصل
بل واعطاني حبي للكفاح والتشبث في الأمل للوصول الى الهدف
فاستطعت اتقان اللغة العربية واللغة الانجليزية واللغة السلوفاكية
قراءة وكتابة ...
واجهتْ والدة عائشة مشكلة أن الكويت ليس فيها مدرسة للإعاقة المزدوجة
فتركت الأم , التي تعمل موجهة تربوية , عملها وجنّدت نفسها لتعليم
المهارات لابنتها وابتكرت طرقا للتواصل مع ابنتها ذات الأكثر من إعاقة
حالة ميؤوس منها
وتفيد أم عائشة بعد إفادة الأطباء في الكويت أن لا فائدة من العمل
مع ابنتي إلا انني اتجهت إلى الدول الاوروبية
وكان رأيهم مطابقا للرأي في الكويت بأن حالتها ميؤوس منها
وشعرت بحزن عميق الا انني قررت في تلك اللحظة اجراء
اختبارات لأعرف إن كانت حالتها ميؤوس منها أم لا؟!
فقربتُ رِجل عائشة قرب المدفأة وكنت أترقب ما هي ردّة فعلها
فوجدتها ترفع رجلها بتلقائية لتبعدها عن مصدر الحرارة فشعرت
بأنني وضعت يدي على كنز ثمين لم يكتشفه أحد غيري وأكملت الاختبارات
مدرسة الحياة
أدركتْ أم عائشة بأن الحياة مدرسة فأخذت تعلمها الأماكن والأسماء
والألوان وفصول السنة مشيرة الى ان الناس كانوا ينظرون اليها
نظرة تعجب مستنكرين تكلم الام مع نفسها في السيارة
حيث تأخذ الطفلة بشكل يومي للتعرف على المناطق والشوارع بشكل عملي
وتفيد أن عائشة بدأت مرحلة التدريس للمواد الدراسية في المنزل
ومع الاستعانة ببعض المدرسين بعد رفض مدارس التربية الخاصة
بسبب ازدواجية الاعاقة التي تعاني منها عائشة
وكان حلم عائشة بأن تحصل على شهادة فتم العثور على مدرسة
متخصصة في الشلل الدماغي في احدى الدول الاوروبية، وعند عمل
الاختبارات تفاجأوا باستطاعتها الإجابة بزمن قياسي
واسرع من الطلبة والطالبات ولكنهم اصروا على ان تكون اقامتها
هناك دائمة
إحتضان
بعد العودة الى الكويت احتضنتها مدرسة خليفة وفتحت لها فصلا
دراسيا لمن هم في سنها، وهي اليوم في الصف الحادي عشر،
وتطمح بأن تدخل الجامعة وتدرس تخصص علم نفس
ولعائشة عدة مقالات باللغة العربية والانجليزية وكانت تكتب
رسائلها ومقالاتها عن طريق كمبيوتر خاص صمم حسب احتياجاتها
مستخدمة الكوع
وشاركت عائشة في عدة بطولات دولية في لعبة البوستة
واحرزت نقاطا ممتازة وكان آخر اعمالها تأليف كتاب للإعاقة
وعن تجربتها بعنوان
«إعاقتي سر نجاحي»