يستهل المنتخب الوطني اليوم مشواره في تصفيات كأس إفريقيا 2012 بمواجهة المنتخب التنزاني في المباراة الأولى عن مجموعته الرابعة التي تضم كذلك منتخبي المغرب وإفريقيا الوسطى.
ويلعب أشبال رابح سعدان أول مباراة رسمية لهم منذ المشاركة في المونديال في تحد خاص للخضر عقب الوجه الشاحب الذي ظهر بها المنتخب منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا.
ويدخل المنتخب مباراة اليوم في ظروف خصوصية في ظل تراجع شعبية المنتخب عقب النتائج السلبية والفضائح التي سيطرت على الفريق في الآونة الأخيرة.
مطمور يخلط الحسابات.. وسعدان في ورطة
تبدو معالم تشكيلة الخضر واضحة، والتي ينتهجها المدرب الوطني في كامل مبارياته السابقة، مفضلا الإبقاء على نفس التشكيلة، لكن هذه المرة سيجد نفسه مضطرا لإحداث بعض التعديلات على التشكيلة الاضطرارية مثل غياب عنتر يحيى بسبب العقوبة ولحسن الذي يدعي الإصابة.
وجرّب المدرب الوطني عددا من الخطط التجريبية، لكن الواضح أن الناخب الوطني سيعتمد على الدفاع المسطح المشكل من ثلاثة لاعبين وانتهاج خطة 3-5-2 ثم تحوّلها إلى 3-4-3 في حالة الهجوم.
وسيكون مبولحي في حراسة المرمى بعد حالة التردد التي عاشها بينما سيكون الدفاع مشكلا من بلحاج وعنتر وحليش ومجاني، هذا الأخير الذي أبان عن قدرات كبيرة في مواجهة الغابون الودية.
وسيكون كالعادة بلحاج كجناح أيسر، بيد أن الإشكال سيكون بشأن الجناح الأيمن، في ظل الإصابة التي تراود مطمور والشكوك التي حامت أمس حول مشاركته.
ويفكر المدرب الوطني في إقحام غزال أو لعيفاوي في هذا المنصب أو إسناد المهمة للوافد الجديد سفيان شاقوري، أما ثلاثي المحور فسيتقاسم أدواره كل من زياني وقديورة ويبدة، وفي خط الهجوم تبدو الصورة واضحة في ظل تواجد الثنائي جبور وزياية، وسيكون لهذا الأخير فرصة المشاركة لأول مرة في مباراة كأساسي من بدايتها.
الخضر يقيسون شعبيتهم اليوم
وستكون مباراة اليوم فرصة للمنتخب ليقيس شعبيته بعد التراجع الرهيب إثر الوجه المتواضع الذي ظهر به في المونديال ثم الخسارة غير المبررة أمام الغابون في الاختبار الودي الأخير، وهي أمور لم تعد تطمئن على حالة المنتخب.
وكان الاتحاد الجزائري قد طرح 18 ألف تذكرة للبيع في المباراة التي نقلت من ملعب 5 جويلية نحو ملعب تشاكر بالبليدة الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى حدود 43 ألف متفرج، ما يؤكد بأن المنظمين قد لجأوا إلى صورة أخرى من أجل حشد أكبر قدر من الجماهير من خلال توجيه الدعوة لعدد من أعوان الأمن من العسكر والحماية المدنية لتغطية الفراغ الرهيب الذي ستتركه الجماهير.
العبرة بالنتائج ..وكذلك بالأهداف
وسيجد المنتخب الوطني نفسه أمام تحد مضاعف، الأول هو تحقيق الإنتصار وجمع ثلاث نقاط لابد منها إذا رغب في التأهل لكأس إفريقيا في طبعتيه المقبلتين، والثاني هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف لتفادي الحسابات.
وتقتضي قوانين الاتحاد الإفريقي تأهل صاحب المرتبة الأولى بينما تبدو حظوظ صاحب المركز الثاني ضعيفة جدا، إذ يتأهل اثنين من أفضل أصحاب الوصافة في المجموعات 11 .
وفي حال تساوي الجزائر والمغرب في النقاط فإنه سيتم الفصل في نتيجتي الذهاب والإياب وفي حال التساوي فيتم اللجوء لفارق الأهداف الإجمالي ما يعطي أهمية التهديف بأكبر عدد في المباريات التي ستجمع الخضر مع بقية منافسيه في المجموعة.
الخضر في مواجهة المجهول
وسيجد المنتخب الوطني نفسه اليوم في مواجهة المجهول فالمنتخب التنزاني غير معروف المعالم، وحتى لاعبيه ينشطون في البطولة المحلية أو في أندية مغمورة، لكنه لا يفتقد كثيرا للمهارات الكروية، خاصة وأنه شديد التأثر بالكرة البرازيلية.
ويقود المنتخب التنزاني المدرب الدنماركي بولسن الذي أكد بأنه سيواجه منتخبا موندياليا، لكنه أكد بأنه لن يستسلم فوق الميدان على الرغم من تفوق الجزائر على الورق.
ويحاول المنتخب التنزاني تحقيق المفاجأة في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من سلطات بلاده التي وعدته بعلاوات مغرية في حال العودة من الجزائر بنتيجة إيجابية.
وتبدو الظروف كذلك متشابهة للمنتخبين، خاصة وأن أغلب تعداد المنتخب التنزاني مسلم، وسيدخل المباراة مجهدا كغيره من لاعبي الخضر بعد تأثير الصيام.