نظر الأردنيون إلى مشاركة منتخبهم في نهائيات كأس العالم لكرة السلة التي تنطلق بعد غد السبت في تركيا على أنها تشكل حدثاً تاريخياً يتوّج سلسلة انجازات كرة السلة الأردنية على امتداد عقود.
ويظهر المنتخب الأردني لأول مرة على هذا المستوى العالمي الكبير بعد أن بلغ قبل 15 عاماً نهائيات كأس العالم أيضاً إنما على مستوى الشباب في اليونان.
ويبدأ المنتخب الأردني مشواره في مونديال السلة السبت بلقاء أستراليا قبل مواجهة أنغولا في اليوم التالي، ويعلق آمالاً واسعة على هاتين المباراتين كبوابة لتجاوز حدود الدور الأول عن المجموعة الأولى، التي يلعب فيها أيضاً مع صربيا الاثنين ثم الأرجنتين وألمانيا الأربعاء والخميس المقبلين.
المنتخب الأردني هو أحد ثلاثة منتخبات عربية تشارك في البطولة إلى جانب تونس (في المجموعة الثانية مع البرازيل وكرواتيا وإيران وسلوفينيا والولايات المتحدة)، ولبنان (في المجموعة الرابعة إلى جانب إسبانيا وليتوانيا ونيوزيلندا وفرنسا وكندا).
في الطريق لكأس العالم، حل المنتخب الأردني ثالثاً في نهائيات كأس آسيا في الصين منتصف العام الماضي، ففي الدور الأول تجاوز إندونيسيا 105-47 والإمارات 79-67 ولبنان 84-67، وتغلب في الثاني على حساب كازاخستان 98-80 وقطر 84-70 مقابل خسارة أمام الصين 83-69، قبل أن يتجاوز في ربع النهائي الفيليبين 81-70، ويخسر في نصف النهائي أمام إيران 75-77، ثم فاز في مباراة المركزين الثالث والرابع على لبنان 80-66.
12 لاعباً اختارهم مدرب منتخب الأردن البرتغالي ماريو بالما الذي كان قاد أنغولا إلى أكثر من ظهور في نهائيات كأس العالم السابقة، لكنه يؤكد انه ذاهب إلى البطولة بطموح العودة برأس مرفوع، معترفاً في الوقت ذاته بصعوبة المهمة أمام منتخبات كبيرة، ويؤكد ثقته بلاعبيه وقدرتهم على تحقيق النتائج الجيدة.
وتضم التشكيلة زيد الخص وأيمن دعيس وزيد عباس ومحمد حمدان وسام دغلس وإنفر شوابسوقة وسام الصوص وموسى العوضي وعلي جمال ومحمد شاهر وفضل النجار، والمجنس الأمريكي راشيم رأيت، فيما يفتقد بالما جهود لاعب الارتكاز إسلام عباس بداعي إصابة شديدة تعرض لها هذا الشهر خلال بطولة ستانكوفيتش في بيروت.
ويتفق زيد الخص وأيمن دعيس وهما اللذان شاركا كذلك في كأس العالم للشباب في اليونان عام 1995 على أن المشاركة في تركيا وعلى هذا المستوى الكبير ينبغي أن تشكل بداية مشوار طويل وصولا إلى أولمبياد لندن 2012، فيما يخشى البعض أن يشكل مونديال تركيا نهاية حزينة لمشوار طويل ولجيل من اللاعبين ينظر إليه في الشارع الأردني على انه الجيل الماسي لكرة السلة الأردنية بعدما قاد مراد بركات وهلال بركات وسمير نصار وسمير مرقص ويوسف زغلول ومروان معتوق وغيرهم العصر الذهبي وتحديداً في الثمانينات والتسعينات.
هذا وتولي اللجنة الأولمبية الأردنية التي يرأسها الأمير فيصل بن الحسين أهمية خاصة بمنتخب كرة السلة الذي أوصل الرياضة الأردنية إلى أجواء العالمية.
وينظر الأمير فيصل إلى منتخب السلة كواجهة مشرفة للرياضة الأردنية ويعده تتويجاً لنجاحات اللجنة الأولمبية التي أنفقت في السنوات الماضية ملايين الدولارات على إعداده.
أما مروان جمعة الذي تولى مؤخراً رئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون اللعبة بعد حل اتحادها منذ العالم الماضي، فيرى أن تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم يشكل حالة افتخار وطني.
وشدد جمعة وهو وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحكومة الحالية، وكان لاعباً سابقاً وعضواً في اتحاد اللعبة، خلال لقائه بلاعبي المنتخب بعد أخر حصة تدريبية بعمان قبل سفرهم صباح اليوم إلى تركيا على أهمية بذل أقصى جهد ممكن في كأس العالم لإظهار صورة مشرفه عن كرة السلة الأردنية والعربية والأسيوية.
رحلة إعداد طويلة
استعد منتخب الأردن جيداً لخوض غمار النهائيات من خلال سلسلة مباريات ودية ومعسكرات محلية وخارجية والمشاركة في سلسلة من بطولات ودورات، وقد خاض على امتداد قرابة الأشهر الثلاثة الماضية قرابة 30 مباراة حقق الفوز في 22 منها مقابل 8 خسائر.
بدأ المنتخب الأردني رحلة الاستعداد لكأس العالم بفوزين في عمان على ضيفه المحرق البحريني 76-56 و76-50، قبل السفر إلى الصين لإقامة معسكر تدريبي تخلله 8 مباريات حيث تبادل الفوز مع ليبرتا الأرجنتيني 77-60 و54-63 مقابل الفوز على جيانو الصيني 79-59 و98-77 و101-83 وبريناي الليتواني 90-89 و98-77 و94-76.
وشارك المنتخب الأردني لاحقاً في بطولة رباعية في الفيليبين حيث فاز على جينزا الفلبيني 84-81 ومواطنه سمارت 83-75 ودنجوان الصيني 59-55 قبل خسارته النهائي أمام سمارت 80-89 ، ثم نال كأس بطولة البرتغال الدولية في لشبونة بفوزه على البرتغال 64-55 و71-68 والمجر 72-62.
وبعد الفوز بكأس البطولة الودية الثلاثية بعمان بفوزين على قطر 68-66 و79-75 وآخر على سوريا 86-55، شكلت المشاركة في النسخة السابقة لبطولة النخبة الأسيوية (كأس ستانكوفيتش) في بيروت مطلع الشهر الجاري خيبة أمل أردنية بفقدان المنتخب لقبه ولتعرضه لسلسة خسائر أمام قطر 59-63 والفيليبين 71-75 ولبنان 54-63 واليابان 80-94 مقابل الفوز على سوريا 78-66 وتايوان 85-70 وإيران 78-67 ليحتل المركز الخامس.
آخر الاستعدادات كانت هذا الأسبوع ببطولة كرواتيا الدولية حيث حقق الفوز على نيوزيلندا 65-62 مقابل خسارتين أمام روسيا 63-83 وكرواتيا 75-85.