وإليكم الموضوع:
قالت وهي تذرف دموع الندم:
كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية
تطورت إلى قصة حب وهمية
أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي
ثم طلب رؤيتي
رفضتْ
هددني بالهجر! بقطع العلاقة!
ضعفتْ
أرسلتُ له صورتي مع رسالة وردية مُعطَّرة
توالت الرسائل... طلب مني أن أخرج معَه
رفضت بشدة.. هددني بالصور التى معه
هددني بصوتي في الهاتف وقد كان يسجلَه
خرجتُ معه بعد طول انتظار
وعندما رجعتُ
رجعتُ وأنا أحمل العار
قلتُُ له: الزواج.. الفضيحة.
قال لي بكل احتقار:
أنا لا أتزوج فاجرة..
أختي الكريمة
أرأيتِ كيف تكون نهاية هذه العلاقات المحرمة؟
لذا فتنبهي جيدا واحذري كل الحذر من أن تتورطي بشيء من هذه العلاقات، وإياكِ إياكِ من أن تغويكِ إحدى رفيقات السوء، وتَجُركِ إلى شيء من هذه العلاقات الدنيئة،وتزينها لك، وتوهمك بأنه لن يحصل لكِ كما حصل لغيركِ من الفضيحة أو غير ذلك.
إياكِ إياكِ أن تصدقي شيئا من ذلك ؛ فإن هذا كله من مكائد الشيطان وألاعيبه، وإلا فإن نهاية العلاقات المحرمة دائما كهذه النهاية المذكورة أو أشد منها.
واحذري أيضا من أن تُصدقي أحدا من هؤلاء المجرمين الذين يتلاعبون بأعراض الناس ؛ فإنهم كلهم في النذالة والخيانة والكذب متشابهين، مهما تظاهر الواحد منهم بصدقه وإخلاصه لأن هدف هؤلاء دائما واحد، وهو معروف، ولا يخفى على عاقل. فكم سمعنا وسمع غيرنا عن جرائمهم البشعة مع بعض الفتيات !
وإذا كانت نيّاتهم سليمة فعلا، فلماذا لا يدخلون البيت من بابه الحلال ويطلبون حبيبتهم من أهلها ؟!!
لماذا لا يُتَوِّجُون هذا الحب ـ إن كان صادقا وحقيقيا ـ بنهايته الطبيعية وهى الزواج ؟!!
ولكن المصيبة أن بعض الفتيات - هداهن الله - لايتعظن أبدا بما يسمعن من الفضائح التي تحصل لغيرهن، ولا يصدقن ما يقال لهن إلا إذا وقعت الواحدة منهن فريسة لمثل هؤلاء المجرمين، وتورطت معه بمصيبة أوفضيحة، فحينئذٍ تصحو من غفلتها، وتندم على عملها هذا أشد الندم، وتتمنى الخلاص من هذه الورطة وهذه الفضيحة ولكن بعد فوات الأوان !...
فلماذا كل ذلك؟ !!!
كان الأَولى بمن تورطت بمثل ذلك - لو كانت عاقلة -أن تبتعد عن هذا الطريق من أولِه، ولا داعي للعناد والمغامرة بمثل هذه الأمور؛لأن المغامرة بمثل هذه الأمور تعتبر مغامرة بالشرف الذي هو أعز ما لدى المرأة، والذي لو ضاع لا يمكن تعويضه أبدا. ومَن هي الفتاة التي تريد أن تفقد أعز ما لديها من خلال نزوة عابرة ؛ لتعيش بعد ذلك بين أهلها ومجتمعها ذليلة حقيرة منكسة الرأس، لا يطلبها أحد، فتعيش بقية عمرها حسيرة كسيرة في بيتها.
لذا فكوني أنتِ أختي الكريمة عاقلة، وابتعدي عن مثل هذه العلاقات ؛ لئلا تكوني أنتِ الضحية القادمة، واعتبري بما حصل لغيرك،ولا تكوني أنت عبرة لغيرك، واعلمي أن الفتاة الأمينة ثمينة؟ فإذا خانت هانت. لذا فأبقي أنتِ على نفسك عزيزة كريمة، ولا تتسببي في إهانتها وإنزال قدرها وقيمتها.
أختي الكريمة
لاتصدقي أن زواجا يمكن أن يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة أبدا ؛ لأن لسان حال أهل المعاكسات دائما إذا طُلب منهم الزواج هو:
كيف الوثوق بها؟؟ وكيف أرضى بمن خانت العرض يوما؟؟
فإذا كان هذا هو الرد غالبا فيجب على كل فتاة عاقلة يهمها شرفها وعفافها أن تبتعد عن مثل هذه العلاقات ؛ لكي لا تضطر لسماع مثل هذا الرد المؤلم، ولكي تحفظ شرفها وكرامتها ما دام الأمر بيدها... ولو فُرِض و تم الزواج عن طريق العلاقة بالمكالمات الهاتفية، فإن مصيره غالبا إلى الضياع والفشل ؛ لما سيصاحبه بعد ذلك من كثرة الشكوك والاتهامات.
ولا تصدقي أيضا ما يردده أدعياء التقدم أو ما يسمون بدعاة تحرير المرأة من أنه لابد من الحب قبل الزواج، لأن الحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج حيث العِشْرة بالمعروف والمعاملة الطيبة والكلمة الحَسَنة.. وما سواه فهوفي الغالب حب مزيف مؤَسَس على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع وقضاء الشهوة، ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور.
أختي الكريمة
إذا كنتِ تريدين السعادة في الدنيا والآخرة، وتريدين النجاة من سخط الله وعقابه،والفوز بجنته ورضاه، وأن تعيشي عزيزة كريمة في هذه الدنيا، إذا كنت تريدين كل ذلك فالتزمي بهذه النصائح:
1: احذري المكالمات الهاتفية ومثلها المكالمات على الشات والميسنجر؛ فإنها تُسجَّل عند الله تعالى، ويسجلها شياطين الإنس"أدعياء الحب " فيستخدمونها سلاحا للضغط عليك، أو للنيل من سمعتك وعرضك. ..
2: احذري التصوير بشتى أنواعه فإنه علاوة على تحريمه ولَعِنْ صاحبه؟ فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها.
3: احذري كتابة الرسائل الغرامية؟ فهي أيضا من وسائلهم في التهديد والضغط.
4: احذري المجلات والروايات الهابطة والأغاني الماجنة والقصص المنحرفة.
5: احذري أيضا المسلسلات والأفلام الفاسدة المضللة، التي غالبا ما تكون سببا للانحراف والفساد ، واستبدلي ذلك بالكتب والمجلات النافعة والأشرطة الإسلامية التي تفيدك دينا ودنيا.
6: احذري التبرج والسفور؛ فإن تبرج المرأة دليل على جهلها وضعف إيمانها ونقص في شخصيتها، وهو انحطاط وسقوط اجتماعي ونفسي، ودعوة إلى الفاحشة والفساد، وهو عمل يتنافى مع الأخلاق والآداب الإسلامية.
7: وحافظي على حجابكِ؟ فإن الحجاب عفة وطهارة، وهو تشريف وتكريم لكِ، وليس تضييقا عليكِ كما يزعم أهل الشر والفساد وأعداء الإسلام، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، وهو تمييز لكِ عن الساقطات العاهرات.
8: احذري جميع المعاصي والذنوب ؛ فإنها - والله - سبب زوال النعم وحلول النقم ونزول المصائب، وهي سبب تعاسة الإنسان وشقائه في الدنيا والآخرة.
وأخيرا
9: تذكري - أختي الكريمة - أنك سترحلين عن هذه الدنيا عما قريب؟ فإن كنت قد ألممتِ بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح منها قبل أن يُحال بينكِ وبين التوبة؟
فإنّي والله لكِ من الناصحين، وعليكِ من المشفقين.
انتهى ............
وتقبلو تحيات اختكم فاطمة
تحية الايمان بنور الاسلام