لم يكن الشوط الثاني من مباراة المنتخب الفرنسي الودية الأخيرة ـ التي لعبت سهرة أول أمس بأوسلو أمام منتخب النرويج ـ عاديا بالنسبة للجالية المغاربية في فرنسا، وحتى بالنسبة لعنصريي فرنسا، حيث بلغ عدد اللاعبين العرب أربعة من بين 11 لاعبا فوق الميدان، وهو رقم ضخم يمثل أكثر من ثلثي التشكيلة الفرنسية ويقارب النصف، إضافة إلى أن اللاعبين الأربعة مرشحون جميعا لأن يكونوا أساسيين في الجولات القادمة،
كما أن سنهم الصغير يجعلهم مرشحين للبقاء سنوات في المنتخب الفرنسي، على الأقل لمدة قد تقارب العشر سنوات، مع احتمال أن يلتحق بهم لاعبون مغاربة آخرون، أي أن تشكيلة الديكة بعد أن تلوّنت بالسواد في العشرية الماضية، عادت الآن للسمرة المغاربية، من خلال اللاعبين الذين أبهروا أمام النرويج وحصلوا على أعلى العلامات، ولعبوا قرابة نصف ساعة جنبا إلى جنب، إلى درجة أن الكرة كانت تسافر من عربي إلى عربي آخر، من كريم إلى سمير إلى حاتم إلى عادل، دون أن يلمسها بقية اللاعبين إلا نادرا.. فبعد أن استعاد المدرب الفرنسي الجديد لوران بلون الجزائريي الأصل: كريم بن زيمة وسمير ناصري، والتونسي الأصل حاتم بن عرفة، قدم للديكة مدافعا من أصول مغربية هو عادل رامي، حيث أبهر المتفرجين بمستواه، وقيل إن لا أحد الآن سينتزع منه منصبه الدفاعي في الديكة لمدة قد تقارب الثمان سنوات.. وما يقلق العنصريين في فرنسا أن اللاعبين الأربعة صغار السن، حيث مازال اللاعب كريم بن زيمة في سن 22 سنة ونصف ،فهو من مواليد 19 ديسمبر 1987 بمدينة ليون، إضافة إلى أن تجربته مع ليون وخاصة مع ريال مدريد قد تجعله أحد أحسن لاعبي المعمورة، كما أن سمير ناصري في سن 23 فقط، فهو من مواليد 26 جوان 1987 بمرسليا، وبروزه مع الأرسنال الإنجليزي يرشحه لأن يكون المايسترو الأول للديكة، وهو نفس سن حاتم بن عرفة المولود في 7 مارس 1987 في باريس، حيث أصبح ظاهرة كروية في مارسيليا، وبالتأكيد مع الديكة، بعد أن حرره لوران بلون معنويا، وحتى سن المغربي عادل رامي يساعد المدافعين للبقاء زمنا أطول، حيث لا يزيد عمره عن 24 سنة ونصف، فهو من مواليد 27 ديسمبر 1985 بباستيا، وينشط حاليا مع ليل، الفريق الذي يقال إنه سيكون الحصان الأسود في البطولة الفرنسية، وبدأ الحديث عن اهتمام برشلونة بعادل لخلافة بويول.. تبقى النقطة التي تقلق المغاربيين أن هذا الإنزال سيجعل النجوم الصغار يرفضون منتخبات بلدانهم الأصلية، طمعا في اللعب مع أبطال العالم .1998