رغم نجاح فريق براون جي.بي في أن يكون أول فريق يفوز بلقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا 1 لفئتي السائقين والصانعين (الفرق) في أول موسم له بالمسابقة ، سيظل موسم 2009 عالقا فى الاذهان بوصفه الموسم الذي شهد انسحاب شركتي بي.إم.دبليو الألمانية وتويوتا اليابانية لصناعة السيارات وشركة بريدجستون لصناعة إطارات السيارات من عالم فورمولا 1 .
كما شهد الموسم أيضا اكتشاف فضيحة للتلاعب بالنتائج بالإضافة للفوضى التي تسببت فيها التغييرات في اللوائح كما خيمت الإصابة الخطيرة التي تعرض لها السائق البرازيلي فيليبي ماسا على أجواء هذا الموسم.
ومن أبرز ملامح موسم 2009 أيضا كانت الاحتمال الذى ثار لفترة وجيزة بشأن عودة أسطورة سباقات فورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر إلى السباقات بالإضافة إلى إعلان شركة مرسيدس الألمانية لصناهة السيارات عن عودتها للمشاركة في السباقات من خلال فريق خاص بها للمرة الأولى منذ 55 عاما.
وتأسس فريق براون على أنقاض فريق هوندا ووسط شكوك كبيرة حول مشاركته في البطولة حتى قبل السباق الأول الذي أقيم في أستراليا خلال آذار/مارس الماضي.
ورغم ذلك نجح الفريق ، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ، في الفوز بلقب البطولة متفوقا على جميع منافسيه مستفيدا من القواعد التقنية الجديدة بعد أن شهدت قواعد البطولة أكبر تغييرات فيها منذ 20 عاما.
وربما كان الناشر الزوجي في سيارات فريق براون جي.بي ترجمة مثيرة للجدل للقواعد الجديدة ولكنه ساعد السائق البريطاني جنسون باتون في الفوز بستة من أول سبعة سباقات في الموسم وهو ما كان قاعدة رائعة بنى أنشأ عليها باتون طريقه نحو التتويج باللقب للمرة الأولى في مسيرته الرياضية رغم الصحوة المتأخرة من سيباستيان فيتيل ومارك ويبر سائقي فريق ريد بول.
وفي الوقت الذي زأر فيه فريق براون جي.بي هذا الموسم عانى فريق فيراري العريق كثيرا وكانت أكبر معاناة له خلال سباق جائزة المجر الكبرى في تموز/يوليو عندما تعرض سائقه البرازيلي فيليبي ماسا لإصابة خطيرة للغاية في رأسه بسبب جسم معدني انفصل عن سيارة مواطنه روبنز باريكيللو واصطدم برأسه بعدما أطاح بالخوذة.
وجاء هذا الحادث بعد أقل من أسبوع على وفاة هنري سورتيس نجل أسطورة السباقات جون سورتيس نتيجة اصطدامه بإطار انفصل عن سيارة في سباق لفورمولا 2 .
واحتاج ماسا لإجراء جراحة طارئة ولم يستطع خوض أي سباقات أخرى في موسم 2009 مما أدى للإعلان عن إمكانية تراجع مايكل شوماخر الفائز بلقب البطولة سبع مرات سابقة عن اعتزاله ليعود إلى المشاركة مع فريق فيراري كبديل مؤقت لماسا.
ولكن شوماخر لم يتمكن من العودة بسبب تحذيرات الأطباء والفحوص الطبية التي أكدت تأثره بإصابة قديمة في العنق تعرض لها خلال حادث تصادم في أحد السباقات الألمانية للدراجات النارية في شباط/فبراير الماضي.
وفي آب/أغسطس ، انتهى النزاع بين الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) ورابطة الفرق المشاركة في بطولة العالم لفورمولا 1 (فوتا) وذلك بتوقيع اتفاقية "كونكورد" جديدة بعد شهور من التهديدات المتبادلة بين الطرفين.
ورسمت هذه الاتفاقية خريطة بالقاعدة التي ستحكم مشاركة الفرق في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا 1 حتى عام 2012 بالإضافة لنصيب هذه الفرق من المقابل المالي لبيع حقوق البث التلفزيوني كما حددت الاتفاقية الجديدة القواعد الجديدة التي تلتزم بها جميع الفرق المشاركة في البطولة.
وبينما عاد الوئام مجددا بين (فيا) و(فوتا) خيمت فضيحة التلاعب بالنتائج التي فجرها السائق نيلسن بيكيت ، بعد إبعاده من فريق رينو ، بظلالها على عالم فورمولا 1 حيث أكد بيكيت أنه تعمد التصادم في سباق جائزة سنغافورة الكبرى عام 2008 بتعليمات من مسئولي فريق رينو وذلك لصالح زميله الأسباني فيرناندو ألونسو الذي توج بلقب السباق.
ومنح (فيا) حصانة لبيكيت بإعفائه من العقوبات أو عدم مقاضاته ليكشف بيكيت الحقيقة كاملة وتسفر التحقيقات عن إقصاء كل من فلافيو برياتوري رئيس الفريق وبات سيموندس المدير التقني للفريق من منصبيهما.
كما فرض (فيا) عقوبة بالإيقاف مدى الحياة على برياتوري والإيقاف لمدة خمس سنوات على سيموندس.
ونجح جان تود في التغلب على منافسه آري فاتانين في الانتخابات على رئاسة (فيا) ليخلف ماكس موسلي في هذا المنصب.
وبعدها مباشرة أعلنت شركة تويوتا عن انسحابها من عالم سباقات فورمولا 1 بداية من موسم 2010 .
وفي نفس الوقت ، أعلنت شركة مرسيدس أنها ستشتري معظم أسهم فريق براون جي.بي ليخوض هذا الفريق بطولة عام 2010 تحت اسم فريق مرسيدس جي.بي بينما انتقل باتون إلى فريق ماكلارين ليقود سيارات الفريق بجوار مواطنه لويس هاميلتون.
وكجزء من الصفقة ، سيستعيد فريق ماكلارين نسبة 40 بالمئة من شركة دايملر قبل عام 2011 بينما ستواصل شركة مرسيدس إمداد فريقها السابق (ماكلارين) بمحركات السيارات حتى عام 2015 .