أكد رئيس نادي وفاق سطيف عبد الحكيم سرار في اتصال هاتفي مع الشروق أنه استقال عشية أول أمس بصفة رسمية من على رأس إدارة وفاق سطيف بعد نهاية مباراة الكأس الممتازة لرابطة اتحاد شمال إفريقيا .
وقال إن قراره لا رجعة فيه، وأوعز أسباب رميه للمنشفة بسبب تعرضه إلى وابل من السب والشتم الذي طال روح والدته التي لم يمر على وفاتها 20 يوما .
وأضاف سرار بالقول إن انسحابه كان مبرمجا ومخططا له منذ يوم الجمعة الماضي، لكن احتضان مدينة سطيف لفعاليات الكأس الممتازة دفعه إلى التريث، مؤكدا أن الأمور خرجت عن النص بعدما أصبح الشارع يتحكم في مستقبل الفريق ويفرض منطقه بالقوة .
وأضاف الرئيس المستقيل أن هناك أطرافا كثيرة في محيط الوفاق منحت ضمانات للمدرب وأعطته صكا على بياض مفاده: "عند الضرورة ترحل الإدارة ويبقى زكري "، وهو الواقع الذي كشف على وجود تداخل الصلاحيات في بيت الوفاق ووجود مقاومة شرسة بين أصحاب المصالح في الفريق بدليل تفاوض بعض الأطراف مع اللاعبين دون علم الرئيس سرار .
وقال سرار : "أنا مستقيل مادام الشارع يتحكم في تسيير فريق بحجم وفاق سطيف، وأنا اليوم أنسحب وأترك للشارع والمدرب زكري أمور تسيير الوفاق وحتى إلى الذين زكوا ودافعوا على هذا المدرب الذي طالما تغنى وتحدى وأقنع الجميع بأنه يملك مساندة الجمهور ... أنسحب وضميري مرتاح بعد سلسلة النتائج الايجابية المحققة طيلة سبع سنوات، وأعتز وأفتخر وسيسجل التاريخ أنني ساهمت في تطوير ونمو المدينة وتفتحها على العالم الخارجي، ولطالما زرعت الأمل في نفوس الشباب. وفي الأخير، أنا متخوف من أن تطال تصرفات الشارع في ظل غياب أي صمام أمان بيتي وعائلتي ".
استقالة الرئيس سرار في ظرف عصيب أخلط الأوراق وبعثر الأفكار وخلق إشكالا قانونيا بدليل عدم توقيع اللاعبين القدامى على تجديد إجازاتهم وانتظارهم المطول لمستحقاتهم بالاضافة إلى حاجة الفريق إلى أموال كثيرة لتأمين سفرية يوم الأربعاء القادم إلى زيمبابوي.
عبد الحكيم سرار .. صانع نجاحات الوفاق
قليلون فعلا هم الرؤساء الذين حققوا طيلة مشوارهم ما حققه رئيس الوفاق السطايفي عبد الحكيم سرار، قد يعود نجاحه كونه لاعب دولي يعرف أكثر من غيره خبايا الكرة وقد يكون ذلك أنه رفع التحدي، فإعادة أمجاد النسر الأسود، فمعه عادت الإنتصارات والتتويجات، كما عاد معها الأمل لآلاف الأنصار في مدينة عبن الفوارة .
وبالرغم ما يحدث له اليوم، إلا أنه يبقى واحد ممن صنعوا نجاحات وفاق سطيف من كأس أفريقيا للأندية عام 1988 إلى الكأس العربية التي عاد من خلالها النسر الأسود، بقي عبد الحكيم سرار رافعا راية التحدي والتضحية حتى يجعل من فريقه فريقا يتحدى كبار افريقيا.
وإذا تحدثنا بلغة الأرقام، فإن "حكوم" مثلما يحلو للسطايفية تسميته يحوز اليوم على 15 تتويجا كلاعب وكمدرب مما يجعله في مصاف أكثر الرياضيين الجزائريين تتويجا وهم في الواقع قليلون جدا. كلاعب قال لنا الرجل لدى زيارته الشروق مباشرة بعد تتويج فريقه بكأس الجمهورية، أنه نال لقب البطولة الوطنية سنة 87 ثم في السنة الموالية كأس إفريقيا للأندية البطلة وبعدها بسنة حاز الكأس الأفرو أسيوية وعدة ألقاب أخرى .
وعلى صعيد المنتخب الوطني، توج سرار مع الخضر بكأس أمم إفريقيا سنة 90 بالجزائر أيام المدرب عبد الحميد كرمالي، بيمنا كرئيس فريق فقد توج ببطولتين وكأس الجزائر إضافة إلى كأسين للعرب، قبل أن يصل إلى نهائي كأس الكاف ويضيعها، لكنه تدارك الموقف وتوج بكأس شمال إفريقيا ناهيك عن المشاركات الأخرى في المباريات الدولية التي بلغت لحد الآن 107 مباراة .
ولما كانت الكرة جحودة دائما، فإن مسيرة عبد الحكيم سرار لا يمكنها أن تتوقف هنا، لأن أجيال أنصار الوفاق القادمة ستذكر كل ما حققه هذا اللاعب والمسير، ولا يمكن لقصة الحب التي نسجتها الإنتصارات والألقاب أن تنتهي بهذه البساطة، ليبقى اسم عبد الحكيم سرار يقترن دائما باسم النسر الأسود وذلك إلى الأبد