ملاحظة: لا نتكلم هنا عن الحياء لأن الحياء مطلوب.. بل نتكلم عن مرض وهو الخجل.
P
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد :
لقد وضعت في هذا الكتاب التفسير المنطقي للخجل كما أراه من وجهة نظري وأدرجت فيه عدة "طرق" مفيدة جدا للتخلص السريع من الخجل. وعمدت أن يكون الكتاب مختصرا ليقرأه ويستفيد منه أكبر عدد من الناس والله الموفق..
حقيقة الخجل
الخجل: مرحلة انتقال من شخصية إلى أخرى.. فمثلا عندما يكون المصاب بالخجل جالسا في المنزل وأراد الخروج في نزهة فإنه يحمر وجهه, يرتبك, يتلعثم.. الخ.
دعونا نفسر هذه الحالة الشخص المصاب بالخجل كان في المنزل فعندما أراد الخروج قام باستدعاء شخصية أنيقة جميلة متزنة وعاقلة..الخ. فهنا العقل لا يتحمل تلك الاستدعاءات السريعة فيقوم العقل بجهد عظيم ليحقق المطلوب فيأمر القلب بضخ الدم بشكل متزايد لكي يصل إلى أنحاء الجسد ليتهيأ للأمر المطلوب ويعطي العقل أوامر إلى جميع أعضاء الجسد بعدم عمل أي حركة لا إرادية إلا بموافقة العقل.. هنا نرى الخجول كأنه مشلول تماما فلا يستطيع الحركة ولا يستطيع السيطرة على نفسه..
فأقول لو أنك تدربت على هذه المرحلة أي الانتقال بسرعة من شخصية ضعيفة مثلا إلى شخصية قوية لما خجلت بحياتك..
وأنصحك بخير من هذا وهو أن (( لاتكون ذو وجهين ))
طرق عملية لسرعة الانتقال من شخصية لأخرى للقضاء على الخجل نهائيا: من شخصية خجولة إلى شخصية جريئة مثلا..
الطريقة الأولى:
إذا كنت خجولا ولا تقدر على مواجهة الأقوياء أو الغرباء:
قف أمام المرآة واستحضر الشخصية الضعيفة كتذكر أمر ما قد حدث معك وكنت فيه ضعيفا جدا حتى تشعر بالحالة كأنها تحدث الآن - أي الضعف - وعند ذلك أفرغ ما في نفسك بصرخة قوية وقل "أنا قوي" حتى تشعر بالقوة.. كرر هذه التجربة عدة مرات في اليوم حتى تصل إلى النتيجة المرجوة ..
ملاحظة : لا تقل "أنا لا أخجل" لأن العقل يحذف " لا " وتكون النتيجة عكسية ..
الطريقة الثانية : هذه أكثر فاعلية من الأولى
تعتمد هذه الطريقة على قطع الضحك أي عندما تضحك من أمر ما حاول قطع ضحكتك خلال ثواني واستدعي شخصية قوية... يفضل تكرير الطريقة لمدة خمس أيام ولاحظ الفرق.. وهذه أفضل طريقة لتمتلك شخصية جذابة قوية محبوبة لأنك تستطيع أن تتحكم في جسدك وتستطيع أن تستدعي أي شخصية في لحظات سواء كانت قوية أو عاقلة أو رومانسية و هكذا.....
الطريقة الثالثة :
تعتمد هذه الطريقة على إقناع العقل بأنك جريء ولست بخجول .. فالعقل لا يصدق أمر إلا بدليل حسي أو منطقي ولإقناع عقلك بأنك لا تخجل قدم لعقلك دليلا عل ذلك مثلا إذا كنت تخجل الحديث أمام الناس قم بالاستئذان من مؤذن المسجد وأنت أذن عنه لوقتين أو ثلاثة.. وقل أنا لا أخجل والدليل أنني فعلت كذا.. وإن كنت امرأة اذهبي إلى ندوة نسائية مثلا واستأذني في النهاية من المقدمين وألقي كلمة صغيرة ولو سلام واحد.. وقولي أنا لا أخجل والدليل أنني فعلت كذا..
* لماذا أخجل *
هذا سؤال نردده كثيرا ولكن الإجابة غالبا تكون " لا أدري "
نعم لأننا هكذا تبرمجنا منذ الصغر أو نحن برمجنا أنفسنا لا إراديا وذلك أننا نتابع المسلسلات والأغاني فلا نجد أحدا من الرجال أو النساء منهم ناقصون لأننا نجدهم في أعلى درجة من الجمال والثبات و ... و ....و .فعندما نقارن أنفسنا بهم فلا بد أن نكون ناقصين مما يؤدي بنا إلى الخجل وعدم الرضى بأنفسنا , فلا يستطيع أحدنا الخروج من المنزل مثلا حتى يلبس كذا أو يمشي بطريقة معينة فكل تركيزه ينصب على الجانب الخارجي فلو جاء أحد يناقشه في أمر ما لخجل .. لأنه ملأ الجانب الخارجي وترك الجانب الداخلي أي الجزء الأهم وهو العقل فلو أن أحدنا استعمل عقله لوجد أن الناس على ثلاث طبقات :
• الطبقة الأولى : " مؤمنين بالله " قال الله فيهم {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37
فيجب علينا تجاه هؤلاء أن نقارن أنفسنا بهم ونقرب تلك الفجوة الكبيرة بيننا وبينهم مثلا: ضع لنفسك كل يوم ورد خاص , ومن ثم إحفظ القرآن ومن ثم إحضر دروس العلم وبعد فترة قصيرة تجد نفسك من السعداء لقوله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
• الطبقة الثانية : "منافقين" فإننا نعامل هؤلاء كما يظهرون لنا والله أعلم بما في صدورهم {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }النساء143 فلا تقارن نفسك بهم وابتعد عنهم مااستطعت .
· الطبقة الثالثة " كافرين بالله " وأن الله تعالى قال فيهم {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44
فعاملهم هكذا ولا تقتدي بهم لأنهم كالدواب بل هم أضل .. فمن اقتدى بهم فقد خاب وخسر ..
*فإذاً الآن ممن تخجل*