ن الكثير من الدول الكبرى منخرطون في ما يسمي " الحرب الالكترونية الباردة" وتكديس البرامج المتطورة والقيام بعمليات تجسس وتجهيز شبكات خاصة معقدة لاختبار استعدادها لاستخدام الانترنت للقيام بحرب ، وفقا لتقرير جديد سيصدر من قبل شركة مكافي.
ومن الدول التي تستعد لهذه الهجمات هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا ، كما ورد في التقرير الذي أعده مستشار الأمن الداخلي السابق في البيت الأبيض "بول كورتز" واستنادا إلى مقابلات مع أكثر من عشرين خبيرا في مجال العلاقات الدولية والأمن القومي وأمن الانترنت.
وقال ديمتري البيروفيتش ، نائب رئيس البحوث الأمنية في شركة مكافي "لا اعتقد أننا شهدنا حالات الحرب الإلكترونية" ، وأضاف "الأمم المتحدة كانت غير راغبة في استخدام هذه القدرات بسبب احتمال أن هذا النوع من الهجمات يمكن أن يحدث خسائر كبيرة وأن العالم مترابط بشكل كبير في هذه الأيام."
تهديدات الحرب الإلكترونية قد تم ترويجها لعقود من الزمان. وكانت هناك اختراقات غير مصرح بها في أنظمة الحكومات ، حيث انه من المعروف منذ زمن طويل أن البنية التكنولوجية التحتية الولايات المتحدة هي عرضة للخطر الشديد.
ومع ذلك يقوم الخبراء بوضع النقاط معا ومتابعة الأنماط التي تشير إلى أن هناك زيادة في جمع المعلومات الاستخبارية وتطوير منظومة هجمات إلكترونية متطورة ومعقدة، وفقا لتقرير بعنوان "تقريبا هنا : عصر الحرب السيبرانية".
كما يقول التقرير "على الرغم من أننا لم نشهد حتى الآن حرب إلكترونية بين القوى الكبرى ، إلا أن الجهود التي تبذلها الدول الكبرى لبناء قدرات لاختراقات وهجمات إلكترونية متطورة تسير بنحو متزايد ، وفي بعض الحالات تبدي بعض الدول استعدادها لاستخدامها ، وتشير إلى أن' الحرب الالكترونية الباردة 'قد تكون بدأت بالفعل ".
وبما انه في العادة يكون من الصعب إن لم يكن مستحيلاً معرفة مصدر الهجمات الالكترونية ،لذا لا يمكن إلا التكهن بالدوافع وراء اي هجمة إلكترونية ، مما يجعل كل النقاش حول الحرب الالكترونية ممارسة فكرية في هذه المرحلة. لكن التقرير يقدم بعض النظريات.
على سبيل المثال ، يتوقع الخبير ديمتري البيروفيتش بأن هجمات الرابع من تموز التي أدت إلى تعطيل العديد من خدمات تزويد الانترنت في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد يكون اختبارا من قبل كيان أجنبي لمعرفة ما إذا عملية مهاجمة شبكات الاتصالات الكورية الجنوبية ، وشبكة النقل عبر القارات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من شأنه أن يعطل قدرة الجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية على التواصل مع القادة العسكريين في العاصمة واشنطن ، وقيادة المحيط الهادئ في هاواي.
وقال "إن قدرة كوريا الشمالية على تعطيل الاتصال الالكتروني بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يعطيهم ميزة إستراتيجية كبيرة " في حالة الرغبة في مهاجمة كوريا الجنوبية ، وأضاف "حدث في وقت سابق بعض الهجمات التي تتسم بنمط الحرب الإلكترونية. حيث أن الحكومة الاستونية والمواقع التجارية عانت الحرمان وتوقف الخدمات الالكترونية بالكامل نتيجة هجمات إلكترونية في عام 2007 ، والكثير من المواقع في جورجيا العام الماضي هوجمت خلال حرب أوسيتيا الجنوبية ، وتم شن هذه الهجمات من قبل مخترقين مدنيين.
ويخلص التقرير إلى أنه بالرغم أننا لا نرى ذلك بالفعل ، الا أن الحرب الإلكترونية سوف يكون واقعا في المستقل القريب.
وقال ويليام كرويل نائب مدير وكالة الأمن القومي للولايات المتحدة السابق "على مدى عشرين الى ثلاثين سنة قادمة ، سوف تصبح الهجمات الالكترونية متزايده وعنصراً من عناصر الحرب. وأضاف "ما لا استطيع التكهن هو حجم انتشار شبكات متخصصة ومجهزة بأنظمة متطورة ومعقدة غير معلن عنها ولكن ما هو واضح ان شبكة الانترنت باتت أداة للهجوم العسكري."