بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أخوتي ورحمته و بركاته .
عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة صافية واضحة عادلة مع نفسها ومع الآخرين ..
كثير من الشباب يعرف و يحفظ جيداً ( نواقض الإسلام العشرة ) بأدلتها و مناطاتها و شروحها
لكن كثير للأسف يجهل ( موانع التكفير الأربعة ) بسبب أو بآخر و قد يكون هناك من يحرص على أن لا تصل للشباب و لا يعلمونها مع أنها ـ أي الموانع الأربعة ـ متفق عليها عند أهل المذاهب الأربعة وهي محل إجماع
و لها أدلتها من الكتاب والسنة تماماً مثل ( النواقض ) ، فما هي ( موانع التكفير الأربعة )؟!
ـ كل من وقع في ناقض من نواقض الإسلام _ وهي بالمناسبة أكثر من عشرة _ ولم يمنعه أي مانع من هذه الموانع الأربعة فهو : كــــافــــــر شاء أم أبى ..
لكن ما هي هذه الموانع الأربعة ؟!
{ مــوانــع الـتــكـــفـــيــر }
لمن وقع في الكفر و لم يقع الكفر عليه من أهل الإسلام و هي :ـ
1 ـ الإكراه
و دليله { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}النحل 106
و الدليل الثاني : عندما أُكره عمار بن ياسر رضي الله عنه من قبل كفار قريش لسب الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فأُكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لم ينكر عليه صلى الله عليه و سلم. فالإكراه هو المانع الأول من موانع التكفير لمن وقع في الكفر و لم يقع الكفر عليه . أما المانع الثاني فهو الجهل ..
2ـ الجهل
و دليله بعض الذين أسلموا يوم الفتح و لم يمض على اسلامهم إلا أيام عندما قالوا اجعل لنا ذات أنواط فقال صلى الله عليه و سلم :" الله أكبر، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون ، لتركبن سنن من كان قبلكم ". رواه الترمذي
قال شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :" ونحن حدثاء عهد بكفر "؛ أي قريبو عهد بكفر، ففيه دليل أن غيرهم لا يجهل هذا، وأن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات الباطلة ا- هـ.
3 ـ الخطـأ
الخطأ من موانع التكفير ، إذ قد يُخطيء المسلم في حق الله بغير قصد مثل الذي أضاع دابته فلما وجد دابته أخطأ من شدة الفرح فقال " اللهم أنت عبدي و أنا ربك , أخطأ من شدة الفرح " ـ لاحظ أن الحديث يتكلم عن توبة العبد و فرح الله بها ـ
قال صلى الله عليه و سلم { كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون}.
4 ـ التأول السائغ
التأول هو رابع و آخر موانع التكفير ، و هو المرجع و المآل أو التدبر والتفسير
{ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } (44) يوسف
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ (6) الآية يوسف
{ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) الآية الكهف
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)
و دليل التأول : فعل حاطب رضي الله عنه فلم يكفر برسالته التي أرسلها لكفار قريش ، فنزلت آية الله التي تنسخ هذا التأول ، فلا يصح أن يعاد التأول فيما صدر الحكم عليه كما يفعل بعض المنافقين من الجواسيس و غيرهم و العياذ بالله !
العلامة ابن القيم رحمه الله يقول :
واللهِ مَا خَوْفِي الذُّنوبَ فإنَّها **** لَعَلى سَبيلِ العَفْوِ والغُفْرانِ
لكِنَّما أخْشى انْسِلاخَ القَلبِ عَنْ ** تَحْكيمِ هَذا الوَحْيِ والقُرْآنِ
وَرِضاً بِآراءِ الرِّجالِ وَخَرْصِها **** لا كانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ
و في بعض الآثار : قبض الحرورية على أعرابي وهددوه بالقتل و قالوا له : ابرأ من علي و عثمان !
فقال : ـ (( أنا من علي و عثمان أبرأ ))
فكلامه هذا يـُأول على ثلاثة معان إذ قد يُأول قوله : ( على أنه تبرأ من عثمان فقط ) فيكون بذلك " شيعياً " ( أنا من علي ) ... ( ومن عثمان أبرأ )
أو قد يأول قوله : ( على أنه سؤال تعجبي ) !!! و يكون بذلك من " أهل السنة و الجماعة " والفرقة الناجية بإذن الله يوم القيامة .. ( أنا من علي و عثمان أبرأ ؟! )
أو أنه مثلهم تبرأ من كلا الصحابيين رضي الله عنهما فيكون بذلك " حرورياً خارجي "
هذه هي الموانع الأربعة ، فمن وقع في الكفر دون جهل ، ولا تأول سائغٌ مقبول ، ولا إكراه ، ولا خطأ غير مقصود فهو {{ كافر }} . شاء أم أبى !!
أرجو أن أكون قد قدمت لكم فائدة جيدة ، وطبتم بخير يا أهل الإسلام _ محبكم في الله _ فليت بن قنه _
منقووووووووووووووول