[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]$في كل مرة يصدر الفنان، الشاعر والملحن والمطرب مروان خوري جديداً، تأخذ الأقلام حريتها في التعبير والنقد، سلباً أو إيجاباً، ما يعني أن كل عمل يقدم عليه، يأخذ رصيده من النجاح والتقدير، الأمر الذي يُحَمل الفنان مسؤولية أكبر أمام ذاته وجمهوره . وهذا ما يؤكده خوري في هذا الحوار:
تعيش حالة قلق عموماً عند صدور ألبوماتك أم أن ثقتك بما تقدم تجعلك مرتاحاً؟
أعيش قلقاً قبل صدور الألبوم وبعده إلى أن تصلني ردود الفعل، فهمّ الفنان الأول تحقيق أغنية ناجحة، وفي هذا الإطار، المسؤولية
مضاعفة فقد عوّدت الناس على تقديم أعمال جديدة وناجحة معاً .
كيف ينتظر منك الناس جديداً وأنت معروف بخطك الرومانسي؟
صحيح أنني حددت لنفسي خطاً معيناً، ومشيت على أساسه كمغني أكثر من كوني ملحناً وشاعراً، ومن هنا جاء التنافس إن لم أقل التناقض بين “المروانين”، مروان المغني الرومانسي، ومروان الموسيقي الذي يبحث عن التجديد، والتغيير، وفي الحالين أحاول دائماً أن أسير بخط ثابت مع إيجاد جديد يرضي الجمهور .
هل تجد صعوبة في هذا الإطار أم أن الأمور تأتي بتلقائية؟
ليس من شيء عبثي إنما نتيجة دراسة ومرحلة زمنية طويلة، بحيث أبتعد عن التلحين نحو ثمانية أشهر أحاول خلالها هضم الأشياء بطريقة خاصة لإخراجها بطريقة مختلفة . وفي هذا الإطار لا يأتي التجديد دائماً جذرياً وقد يأتي جزئياً، ففي ألبومي الأخير هناك أغنيات لحنتها قبل عامين، وأغنيات أخرى لحنتها قبل شهرين فقط، لذلك فهو ضمن أكثر من حالة عشتها في أكثر من مرحلة .
هل تعتبر ألبومك الأخير عودة للواقع بعدما لامست السحاب برومانسيتك؟
ربما تكون فيه محاولة لتلمس الواقع، لأن الإنسان يكون عُرضة للانتقادات إذا زادت الأمور عن حدّها، لذلك لا بُد أن يقولوا لي، كفى أحلاماً، كان لزاماً عليّ ألا أمشي بعكس إرادة الجمهور والناس الذين يحبونني .
البعض يجد أن الأغنية الرومانسية مطلوبة في ظل إيقاع العصر المتسارع لتكون ملجأ للحلم، والبعض الآخر يرى أن الأغنية يجب أن تعايش الواقع، فمع أي منهما أنت؟
إيماني العميق بأن الفن تجميل للواقع وليس تجاهلاً له، ولكن من دون أن يكون نسخاً مطابقاً له . هذا هو الخط العريض الذي أعتمده نهجاً في عملي . وفي هذا الإطار أجد أن أغلبية الناس ومن خلال ردود الفعل التي تردني من حولي ومن خلال أحاديثي اليومية مع مثقفين وشرائح مختلفة من الجمهور والإعلاميين تميل إلى أن تكون الأغنية عملاً جمالياً ينقلنا لواقع أجمل . ولكنها يمكن أن تكون أحياناً نقلاً لواقع ومعالجة لموضوع معين وبهذا المعنى أستطيع كشاعر وملحن أن أسير باتجاهات مختلفة، بشرط ألا أضيّع هويتي وألا أنجرّ وراء خط مختلف، لذلك وبرغم تنوع الأغنيات العشر في ألبومي الأخير، إلاّ أن من يستمع له يشعر بأنه يسير في خط واحد لا يخرج عن إطار ثقافتي على الرغم من اختلاف طريقة التعبير التي تعم العالم حالياً وليس لبنان أو مصر فقط، في محاولات لنقل الواقع بقساوته وجفائه وأنا ضد هذا المبدأ، يبقى أن من يراقب أعمالي يجد أن السيطرة فيها للأغنية التي تجمل الواقع .
ذكرت أكثر من مرة أنك ترصد ردود الأفعال وتستمع لآراء من حولك وأن الفنان لا يمكن أن يسير بعكس الاتجاه، هل هذا اعتراف ضمني منك بمجاراة السوق أكثر من مجاراة قناعاتك الشخصية؟
حتى الآن ومن خلال تجربتي المتواضعة في الغناء والتلحين والشعر، لم أساير السوق بنسبة مائة في المائة، وأنا دائماً أقول إنه ما من فنان نخبوي وآخر جماهيري، بل هناك من يتلّمس أذواق الناس، ويقدم لهم معرفته وأنا أؤمن بمعادلة دقيقة وليست سهلة، هي أن الفنان لا يمكن أن ينزل كثيراً إلى الناس، وفي الوقت نفسه، لا يستطيع أن يعيش في برج عاجي، أو في مكان منعزل .
قدمت في الألبوم أغنيتين وطنيتين بطريقة مختلفة، كيف جاءت أصداؤهما في لبنان وخارجه؟
في الأغنيتين أردت تسجيل موقف ومحاولة تعبير خاص، ربما تكون مسّت الناس بالعمق . أردت أن تأتيا في إطار الألبوم وليس في إطار مناسبة وطنية معينة لتُشكّل موقفاً ثابتاً . وبطريقتي الخاصة بالتعبير عن موقف وطني، حاولت أن أعبر عما يحصل للإنسان في هذا الوطن في أغنية أولى . وفي الثانية “الحدود” قدمتها في مهرجان كبير في المغرب خلال مشاركتي فيه مع 16 فناناً حين طلب مني أغنية إنسانية فقدمت هذه الأغنية التي تعبّر عن موقف إنساني، وأطالب فيها بإلغاء الحدود بين الناس . هذا إيماني، لأنني شعرت من خلال وجودي في كل الدول العربية، ومن خلال حفلاتي، أن الإنسان العربي واحد، وهويته واحدة .
هل تعتقد أن الأغنية الوطنية يمكن أن تكون ناجحة إذا لم ترتبط بحدث وطني معين؟
الحدث يساعدها كثيراً على النجاح والانتشار .
هل اكتفيت بنفسك اليوم كمثلث أساسي للأغنية، في التلحين والكتابة والغناء، أم لا تزال بحاجة للتعامل مع آخرين؟
عملي في المجالات الثلاثة لا يمنعني من التعامل مع الآخرين، ولكن ما يحصل معي أنني أحاول تنفيذ الأفكار التي أريدها، والتي لا يزال كثير منها في رأسي لم أنفذه بعد، استعنت من قبل بأغنيات لغيري مثل أغنية “دواير” للشاعر عبدالرحمن الأبنودي . وكذلك وفي مناسبات كبيرة في مصر مثل مهرجان الإعلام قبل عامين تعاملت مع عمار الشريعي، ولكني ضمناً أعتبر أن وجود الشاعر والملحن بداخلي هما الحافز لمروان المغني .
شاركت في غناء “التترات” للمسلسلات، كيف تصف هذه التجربة؟
صحيح أنني أدرس أعمالي بشكل عميق جداً، ولكن في بعض الأحيان تأتي الأمور بشكل عفوي، وأنا أحب الفن المصري، علماً بأنني لا أساير في الموضوع الفني ولم أقدم أغنيات مصرية لأنني وصلت بأغنياتي اللبنانية إليها وليس بشكل شعبي، بل نخبوي من خلال مسارح كبيرة مثل دار الأوبرا ومهرجانات كبيرة في التلفزيون والإعلام وحفلات شم النسيم، وعندما يُطلب مني تقديم عمل ما من اصدقاء ملحنين من باب الحب وليس أكثر .
هذا يعني أن التجربة ستتوقف عند هذا الحدّ؟
ربما وقد أكررها تلحيناً لكلام شاعر مصري إذا شعرت أنها سوف تضيف لي .
ومتى نراك تشدو باللهجة الخليجية؟
لا أعرف، أنا لا أقدم هذه الأمور بتخطيط مسبق، بل عندما أشعر بأنني أقدّم عملا فنيا، لذلك لن أسير وراء الموجة الطاغية اليوم، واللافتة التي يسير ضمنها الفنانون اللبنانيون والعرب لمجاراة السوق الخليجي هذه خطة لا أحبذها وقناعتي بأنه يمكنني دخول هذه السوق بكل احترام بأغنية لبنانية أقدّمها بصدق بعيداً عن المسايرة