يبدو أن السينما الجزائرية ستعرف منعرجا آخر من خلال الفيلم الأخير للمخرج دحمان أوزيد المعنون بـ “الساحة”، الذي احتضنت أمس قاعة الموقار عرضه الشرفي بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وجمع غفير من المدعوين ،غير الذي كانت تتسم به في السنوات القليلة الفارطة والذي اتسم بطغيان الأفلام التي تروي العشرية الحمراء التي شهدتها الجزائر في التسعينات .
قصة الفيلم، تعد سابقة في نوعها الكوميدي الموسيقي في الفن السابع الجزائري، تناولت من خلال الغناء و الرقص يوميات الشباب و طموحاتهم أمام حياة صعبة.
فعلى مدار ساعتين من الزمن دارت أحداث هذه القصة الخيالية حول جماعة تتكون من ستة شباب بطالين و يقطنون حيا شعبيا يقضون جل وقتهم في ساحة مهيأة كفضاء للإبداعات الفنية.
و كان هؤلاء الشباب يحلمون بتصميم كوميديا موسيقية و القيام بجولة عبر العالم ليصبحوا مشهورين غير أن الظروف الاجتماعية التي يعيشونها ترغمهم على التصدي لعدة مشاكل تتعلق بالبطالة و العزوبية و أزمة السكن و الفراغ.
فجأة قدمت مجموعة من الفتيات إلى هذا الحي و انطلاقا من هنا يبرز المشهد نزاعا جديدا أي النزاع بين الجنسين و عليه “تناقش” العلاقة بين الرجال و النساء بطرق تارة عصرية و تارة أخرى تقليدية.
و قد تم خلال هذه الكوميديا الموسيقية التعبير بقوة عن القيم الإنسانية المتمثلة في العيش بكرامة و المحبة بصدق و بلوغ الأهداف و السماع للآخر و العيش في وفاق و مع الآخرين.
و قد تمكن الكوميديون بأدائهم المميز من إقناع المشاهدين رغم أن التجربة تعتبر الأولى بالنسبة لهم في مسارهم الفني.
و كانت الموسيقى التي أعدها الشيخ سيدي بيمول و يوسف بوكلة و أمينوس مزجا ناجحا حيث تضمنت مقاطع من موسيقى القناوي و الأندلسي و الشعبي مع بعض المقاطع الأخرى من موسيقى هيب-هوب بإيقاعات تقليدية و عصرية.
للإشارة فان فيلم “الساحة” من إنتاج مشترك بين “إنتاج ماشاهو” و التلفزة الجزائرية .