كشفت مصالح أمن ولاية الجزائر، هذا الثلاثاء، عن تسجيلها تراجعا لافتا في الجرائم بالعاصمة خلال السداسي الأول من السنة الحالية، وشهدت تلك الفترة ما يربو عن 19 ألف قضية بين جرائم وجنح.
وخلال ندوة صحفية عقدتها مصالح أمن ولاية الجزائر، أوضح العميد الأول “بوعلام بلعسل” أنّ عدد القضايا المسجلة خلال السداسي الأول من السنة الجارية بلغ تحديدا “19.612 قضية تتوزع على مختلف أنواع الجرائم والجنح.
ويعكس هذا الرقم “تراجعا معتبرا” في ظاهرة الإجرام على مستوى ولاية الجزائر مقارنة بالفترة نفسها من السنة الفارطة، وهي النتيجة التي تم تحقيقها بفضل “تكثيف تواجد عناصر الأمن عبر أحياء العاصمة خاصة خلال الليل”.
تقلص الجرائم الليلية في العاصمة إلى حدود حادثين
أدت كثافة الانتشار الأمني بالعاصمة، إلى تقليص عدد الجرائم التي تقع في الفترة الليلية والتي أضحى عددها لا يتجاوز حادثين فقط على مستوى ولاية الجزائر ككل، ويشير العميد بلعسل إلى وجود 127 سيارة نجدة تابعة لقوات الشرطة تجوب أحياء العاصمة خلال الليل، وتلعب “دورا وقائيا” في ردع المجرمين وتفادي الاعتداءات.
وأفاد بلعسل أنّ عمليات المراقبة والتحقق من الهوية التي تقوم بها عناصر الأمن بصورة منتظمة شملت خلال الفترة عينها 445.857 شخصا من بينهم 1083 إناث تمكنت عقبها من وضع اليد على 530 مبحوث عنهم، فضلا عن توقيف أشخاص آخرين بتهم حيازة المخدرات أو الأسلحة المحظورة أو الإقامة غير الشرعية.
هامل يدعو كوادر الأمن الوطني لمواصلة مسيرة الأسلاف
دعا اللواء “عبد الغني هامل” المدير العام للأمن الوطني، اليوم، كوادر الأمن الوطني، إلى مواصلة مسيرة الأسلاف.”
ولدى إشرافه على حفل تكريمي بالمدرسة العليا للشرطة (شاطوناف) بمناسبة الذكرى الـ48 لعيد الشرطة الجزائرية، خاطب هامل الموظفين المتقاعدين المكرمين : “من أخلاقكم العالية وحسن أدائكم، استطعتم نيل الاحترام والتقدير، وأؤكد لكم أن المديرية العامة للأمن الوطني أنتم منها وهي منكم وباب المؤسسة دائما مفتوح لكل أبنائها الذين شرفوا الشرطة أحسن تشريف”.
كما دعا بهذه المناسبة جميع إطارات الأمن الوطني رتباء وأعوان إلى مواصلة المسيرة بنفس الروح والعزيمة التي تحلى بها أسلافهم في خدمة الوطن و المواطن.
” لا يمكن تقديم الخدمة الأمنية العمومية دون أداء نوعي واحترافي ”
من جهته، أكد العميد الأول “قارة بوهدبة عبد القادر” مدير التعليم والمدارس بالمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم، على أن تقديم الخدمة الأمنية لا يمكن أن يتحقق دون التركيز على الأداء النوعي والاحترافي.
ولبلوغ هذين العنصرين، تصوّر بوهدبة أنّه لابد من قيام كل عضو بمهامه على أكمل وجه بأقل تكلفة وبأكثر فعالية ونجاعة وتقرب من المواطنين.
وتتجلى أهمية نوعية الأداء والإحترافية في التعامل والتواصل الجيد مع المواطن والتصدي لمختلف أنواع الجريمة، كما أنّ ذلك لا يتأتى إلا بإشراك الجميع في تنفيذ البرامج المتعلقة بالقطاع، وإتاحة الفرصة للشباب وتسهيل انخراطهم في هذا السلك مع تمكينهم من التكوين المستمر والفعال.
تجاوز التغطية الجغرافية إلى التغطية النوعية
أشار قارة بوهدبة إلى أنّ نسبة التغطية الأمنية على المستوى الوطني تعتبر “مقبولة جدا” وسترتفع عند استلام كافة المشاريع التي هي الآن قيد الإنجاز، مشددا على “عدم الإكتفاء بالتغطية الجغرافية بل الوصول إلى التغطية النوعية كذلك”.
وفي هذا السياق، دشّن العميد بوهدبة، مركز للتكوين والتحضير بالأغواط الذي يتربع على مساحة 380 متر مربع بتكلفة مالية قيمتها 20 مليون دينار، موجه لتلبية الاحتياجات التكوينية المحلية وضمان الرسكلة والتكوين المتواصل لأعوان الشرطة على اختلاف رتبهم.
وأشرف أيضا على تدشين عشر سكنات وظيفية محسنة بحي 150 سكن بعاصمة الولاية من نوع أربع غرف وأمن حضري بنفس الحي، وهو السادس من نوعه وسيوفر التغطية الأمنية لأكثر من 11700 ساكن وكذا مقر للأمن الحضري بمدينة آفلو سيسهر على ضمان الأمن لحوالي 14130 ساكن وهي المشاريع التي خصص لتجسيدها غلاف مالي بقيمة 104 مليون دج ضمن البرنامج القطاعي حسب الشروحات المقدمة.