يعكف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على إعداد خطة سياسية لطرحها على المجتمع الدولي قريبا تقضي بفصل قطاع غزة عن إسرائيل بشكل كامل، كما يسعى في خطته أيضا إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الجمعة أن دوافع وضع الخطة الجديدة ترجع إلى قلق ليبرمان من أن خطة الانفصال عن غزة التي تم تنفيذها في فترة ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون قبل خمس سنوات لم تحظ باعتراف دولي.
وأضافت بأن الخطة السابقة لم تمنع المجتمع الدولي من الاستمرار في مطالبة إسرائيل بتزويد القطاع باحتياجاته، كونها الجهة التي تحتله وتسيطر عليه رغم تفكيك المستوطنات فيه وانسحاب جيشها منه.
وقالت يديعوت أحرونوت إنه بهذه الطريقة ستحظى إسرائيل للمرة الأولى باعتراف دولي بإنهاء احتلال غزة بشكل كامل.
وأشارت إلى وثيقة داخلية سرية تم تقديمها إلى ليبرمان مؤخرا جاء فيها أنه “ينبغي المبادرة والتوجه بصورة سرية إلى الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وخبراء في القانون الدولي يتمتعون بسمعة دولية من أجل البحث في الشروط المطلوبة من وجهة نظرهم لكي تحظى إسرائيل باعتراف دولي لتعريف نهاية الاحتلال لقطاع غزة فقط”.
ولفتت الصحيفة إلى أن خطة ليبرمان تصرف الأنظار عمليا عن العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتركزها على “حكم حماس في غزة.”
ونقلت الصحيفة عن ليبرمان القول “بعد كل ما سنقترحه فإنهم في السلطة الفلسطينية سيستمرون في طرح مطالب جديدة من دون أن يحصل الجانب الإسرائيلي على شيء ما في المقابل”.
واقترح ليبرمان تغيير سياسة الحصار الإسرائيلية على قطاع غزة ، وتحسين أوضاع سكانه، كما اقترح أن تتوقف إسرائيل عن اعتراض كل سفينة متوجهة إلى غزة واقتيادها إلى ميناء أسدود.
رفع المسؤولية
ووفقا لخطة ليبرمان فإن إسرائيل”تريد رفع مسؤولياتها حيال القطاع بشكل مطلق وأن من يريد الدخول إلى غزة فليدخل، وحدودنا ستكون مغلقة بإحكام” .
ويعتزم ليبرمان استعراض خطته أمام وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، وستة وزراء خارجية لدول الاتحاد سيزورون إسرائيل الأسبوع المقبل في محاولة لتجنيد أوروبا للمشاركة في نقل المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة إلى حركة حماس كونها الجهة التي تسيطر فيه.
ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن ليبرمان يعترف بذلك بشرعية الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية، ويمهد لإجراء حوار بينها وبين دول أوروبا.
ويتوقع أن يطلب ليبرمان من المسؤولين الأوروبيين أن تساعد دولهم حماس في بناء ثلاثة مشاريع كبيرة في قطاع غزة، هي محطة توليد كهرباء ومعمل لتحلية مياه البحر ومنشأة لتطهير مياه الصرف الصحي.
كذلك فإن ليبرمان سيؤيد جميع الخطط التي ستطرحها المنظمات الدولية لإعمار القطاع وبناء المساكن الشعبية فيه.
إضافة إلى ذلك سيقترح ليبرمان على الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية دولية إلى المعابر الحدودية من أجل تطبيق الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها على جميع الأطراف ذات العلاقة.
وتقترح الوثيقة السرية التي تم إعدادها في وزارة الخارجية الإسرائيلية مطالبة فرنسا بنشر قوة عسكرية تتضمن قوات كوماندوز من جيوش دول أوروبية أخرى من أجل منع تهريب أسلحة إلى القطاع.
ويقترح ليبرمان أيضا أن تتراجع إسرائيل عن مطلبها بإفراغ حمولة السفن القادمة إلى القطاع في ميناء أسدود وتفتيشها، وبدلا من ذلك تنفيذ هذه المهمة في ميناء ليماسول في قبرص أو في موانئ يونانية وبعد ذلك سيكون بإمكان السفن مواصلة طريقها إلى غزة.