بدأ المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل جولته السادسة إلى المنطقة في إطار الجهود الرامية لدفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء محادثات سلام مباشرة بينهما.
وتتزامن زيارة ميتشل هذه مع قيام إسرائيل بهدم منازل فلسطينيين في القدس الشرقية، ومع مطالب حركة التحرير الفلسطيني” فتح” بإبقاء المحادثات بصورتها غير المباشرة.
كما تزامنت زيارة ميتشل مع قيام سلطات الاحتلال بهدم منازل فلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث هدمت الثلاثاء الماضي ستة مبان في القدس الشرقية، كما هدمت صباح الخميس منزلين جنوب مدينة الخليل.
ووصل ميتشل إلى إسرائيل أمس الخميس واجتمع في وقت متأخر من المساء مع وزير الدفاع إيهود باراك، وفي هذه الأثناء خرجت وزارة الخارجية الأميركية بتصريحات تقول إن المحادثات المباشرة ستستأنف إن عاجلاً أم آجلا.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحفيين في واشنطن أمس “أعتقد أنه لدينا إيمان قوي بأنه في مرحلة زمنية ما ستتجدد المفاوضات المباشرة” بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن “تلك اللحظة قد تكون على بعد أيام أو أسابيع من الآن”.
وتعتبر هذه التصريحات أكثر حذراً من تلك التي خرجت من البيت الأبيض الأسبوع الماضي عقب اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقالا فيها إنهما يأملان أن تستأنف المحادثات المباشرة قبل انتهاء المهلة الإسرائيلية بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية في سبتمبر المقبل.
ويواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضغوطاً من واشنطن للموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع نتنياهو، الذي قال إنه على استعداد للبدء فوراً في هذه المحادثات، كما يواجه ضغوطا داخلية من حركة فتح للبقاء بعيداً عن طاولة المفاوضات.
وفي بيان أصدرته أمس الخميس، قالت الحركة إن المحادثات غير المباشرة التي يتوسط فيها ميتشل منذ ماي لم تسفر عن شيء حتى الآن، مشيرة إلى “غياب المصداقية” من جانب إسرائيل، ومؤكدة ضرورة تحقيق تقدم في ملفيْ الحدود والأمن قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
وكانت الإدارة الأميركية انتقدت عمليات هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم، وقال كراولي إن هذه الأعمال تقوض بناء الثقة وتعوق الانتقال إلى المفاوضات المباشرة التي اعتبر أنها “السبيل الوحيد لبحث قضايا المرحلة النهائية”.
وفي هذا الإطار وجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أمس الخميس رسالة عاجلة إلى ميتشل حثه فيها على اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان عدم إقدام إسرائيل على تنفيذ أي من مخططاتها الاستيطانية وهدم البيوت وطرد الفلسطينيين.
وشدد على أنه إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من التصرف ومنع هذه الممارسات، فسيغدو واضحا عدم استشراف أي تقدم في المحادثات التقريبية أو إحراز أي تقدم نحو التوصل إلى اتفاق سلام، حسب قوله، منوها بأن الممارسات الإسرائيلية في القدس الشرقية “غير قانونية واستفزازية”.
وكان عباس أكد في خطاب السبت الماضي أن المحادثات غير المباشرة يجب أن تحقق تقدما بشأن الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.