القاهرة - قال محمود طه سويلم المتهم بارتكاب مذبحة (المقاولون العرب) التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين، إنه ليس نادما على ارتكاب جريمته، بل إنه يشعر بالفخر لقتله من أهانه.
وأوضح سويلم (54 عاما) انه لم يكن بينه وبين أحد الضحايا ثأرا عائليا قديما، لكنه ارتكب الجريمة لمجرد أنه شعر بالإهانة والخزي من قيام 3 من الضحايا بالاستهزاء به أمام العاملين بالشركة لأنه، على حد قولهم، رجل مغفل يرفض التنقيب عن الآثار أسفل منزله مثلما يفعل العديد من أبناء المنطقة التي يسكن بها في حلوان.
واكد المتهم انه كان يحيا حياة كريمة مع زوجته وابنائهما الاربعة، وكان راتبه يقارب الـ3 الاف جنيه، فلم يكن يعاني من اية مشكلات مادية، الا انه بدأ يفكر مؤخرا في زيادة دخله حتى يستطيع الانفاق على ابنائه ليلتحقوا بالجامعة ويصبحوا مهندسين كهؤلاء الذين يعمل معهم بصورة يومية، ويقوم بتوصيلهم الي منازلهم.
وبدأ يروي بداية التخطيط للجريمة والتنفيذ قائلا، ان منطقة عزبة غنيم بحلوان التي يقطن بها، يشاع عنها انها عائمة على بحر من الاثار، ويكثر بها التنقيب اسفل المنازل بصورة عشوائية، مما ادى إلى تصدع العديد من المنازل ومنها منزله، الامر الذي دفعه لابلاغ الشرطة التي حضرت ولم تفعل سوى تحرير محضر بالواقعة للمنزل، بحسب صحيفة الأهرام السبت.
وقال انه شكا لزملائه في العمل الذين يسكنون معه بالشارع، ولكنه علم انهم يقومون بعمليات تنقيب عن الاثار بالاتفاق مع عدد من التجار، وقاموا بالسخرية منه، لانه لم يقم بالتنقيب عن الاثار، كما يفعل جيرانه.
وأضاف أنه عندها ثارت الدماء الصعيدية بعروقه وقرر الانتقام، وقرر قتل الثلاثة مهندسين في اتوبيس الشركة باعتباره المكان الوحيد الذي يجمعهم معا.
وكشف المتهم ان شخصا نصحه بشراء البندقية الالية بدلا من المسدس، لان طلقاتها لاتخطئ وتؤدي الغرض في أقل من دقيقة، وان فرق السعر بين الاثنين ليس كبيرا.
وقال انه اوشك على تأجيل تنفيذ الجريمة ولكن قبل امتار قليلة من مقر الشركة بابوالنمرس، قرر تنفيذ الجريمة وقام بايقاف الاتوبيس، وتناول البندقية من اسفل كرسي القيادة، وفوجئ بالركاب يصرخون.
وأشار إلى أن الضحايا قد علموا بمصيرهم فسارعوا بالاختفاء اسفل المقاعد، فقام بالنداء على احدهم وعندما لم يرد صاح "هذا هو مصيركم والصعايدة ماينضحكش عليهم، ثم قمت باطلاق الرصاص عليه وناديت علي الاثنين الآخرين واطلقت عليهم الرصاص وبعد ان تأكدت من موتهم وهممت بمغادرة الاتوبيس، فوجئت باحد الركاب يحاول الامساك بي فخرجت الطلقات لتقتل الـ3 الآخرين وتصيب الـ6".
وأكد انه حاول الهرب إلا انه عدل عن الفكرة وعاد إلى مكانه مرة ثانية وقام بقيادة الاتوبيس حتى مقر الشركة، وسط صرخات الموظفين الذين كانوا موجودين داخل الاتوبيس.
وقال ان اكثر ما يؤلمه هو اختفاء زوجته وابنائه منذ وقوع الحادث، حيث لم يقم احد بالسؤال عليه، وقال انه علم انهم هجروا المنزل خوفا من ان يفتك بهم اسر الضحايا.
واختتم حديثه قائلا "لست نادما علي ارتكاب الجريمة لكن مايؤلمني ان هناك ابرياء راحوا ضحايا لثأر لاذنب لهم فيه وهو مايسبب لي عذاب الضمير".