بدت الجزائر في الإقصائيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 1982 مثل الغول المخيف حيث عبثت بكل من واجهوها..
وبينما تم اختيار قسنطينة في تلك الفترة لإقصائيات كأس العالم، احتضنت وهران التصفيات الإفريقية، فبدأها الخضر بخماسية مقابل واحد أمام مالي رغم الهزيمة الثقيلة في لقاء العودة بباماكو، ثم تلتها سباعية أمام بوركينا فاسو، وتعادل بهدف لمثله في لقاء الإياب.
وسافرت الجزائر إلى ليبيا مكان احتضان أمم إفريقيا وهي المرشح الأكبر، وربما الوحيد، خاصة أن الدورة جرت أمام 15 ألفا من أنصار الخضر وعلى العشب الاصطناعي، ففي أول لقاء سيطر المنتخب الوطني على زامبيا ولم يتم تسجيل سوى هدف وحيد في آخر اللقاء من المدافع مرزقان، ثم قدم عرضا قويا أمام نيجيريا وتغلب بهدفين مقابل هدف واحد رغم أنه كان خاسرا بهدف من إيسمبا رد عليه ماجر قبل نهاية المرحلة الأولى، وفي الشوط الثاني سجل عصاد من رأسية "قنبلة" كانت أجمل أهداف الدورة على الإطلاق، ليتأهل الخضر للمربع الذهبي بعد تعادل سلبي أمام إثيوبيا رفقة المفاجأة زامبيا وليبيا وغانا، وواجهوا هذا الأخير في نصف نهائي مثير استدعى فيه خالف مهاجم كورتري البلجيكي جمال زيدان.. وبينما فازت ليبيا وتأهلت للنهائي على حساب زامبيا بهدفين مقابل هدف واحد.. وكانت مواجهة غانا في منتهى الإثارة حيث خادع "الحسن" سرباح في الدقيقة 20 وعادت الجزائر لتسيطر وتسجل عن طريق زيدان ثم عصاد في الشوط الثاني، وأضاعت عدة فرص لقتل المباراة من فرڤاني ورفاقه، خاصة أن الحكم الملاوي لم يؤد ما عليه، وجاء هدف التعديل في الوقت بدل الضائع من ذات اللاعب الغاني "الحسن"، وفي الوقت بدل الضائع ارتكب سرباح هفوة العمر حيث تباطأ في إبعاد كرة تسللت إلى شباكه وبخرت الحلم الجزائري الذي ضاع بسبب نقص التركيز.
وكانت ليبيا أهم فرصة لتحقق الجزائر التاج الإفريقي خاصة في تلك الدورة حيث غابت كل المنتخبات القوية مثل مصر والمغرب وتونس والكامرون، وهي فرصة من ذهب لم تتوقف عند تضييع اللقب وإنما أيضا المركز الثالث أمام المنتخب الزامبي المتواضع حيث خسر الخضر بثنائية نظيفة، وأضاع ماجر حينها ضربة جزاء ارتطمت بالقائم ..
وفازت بالكأس غانا بضربات الترجيح أمام البلد المنظم ليبيا وتحصل على لقب الهداف "الحسن الغاني" بأربعة أهداف أمضى ثلاثية منها في مرمى سرباح.. ووجهت لخالف وترسانته انتقادات لاذعة خاصة أننا كنا على بعد ثلاثة أشهر فقط من المونديال، وهو ما جعله يسرع في دعوة نجوم محترفين أهمهم المايسترو مصطفى دحلب.
مصطفى كويسي: "كنا الأفضل في ليبيا... ولم نوفَّق"
يعتبر مصطفى كويسي من اللاعبين الذين سجلوا اسمهم بأحرف من ذهب في سجل المنتخب الوطني في الثمانينيات، مشاركته في كأس أمم افريقيا 1982 في ليبيا كانت جيدة له كلاعب، رغم أن اللقب الإفريقي قد فلت من الخضر، حيث قال في هذا الشأن: "في كأس الأمم الإفريقية 1982 التي جرت بليبيا كنا نملك فريقا قويا بفضل مجموعة من اللاعبين، شاركت في نهائيات كأس افريقيا 1980 وكنا مرشحين للفوز باللقب لكن للأسف لم نوفَّق."
و ما زال كويسي يتذكر كيف ضاع اللقب من "الخضر" لما خسروا أمام غانا في مباراة كانت في متناولهم: "لعبنا بطريقة جيدة وصعدنا إلى نصف النهائي، وقابلنا منتخب غانا الذي كان يلعب له أبيدي بيلي، وما زلت أتذكر أن خروج فرڤاني بالبطاقة الحمراء أثر فينا. كنا متقدمين في النتيجة (2/1) لكن غانا عادلت النتيجة ثم تفوقت علينا (3/2)"
ويرى المدافع السابق للخضر أن كأس الأمم الإفريقية 1982 كانت في متناول رفاقه، لكن للأسف ضاعت من النخبة الوطنية، "ما زلت أعتقد بأن اللقب الإفريقي قد ضاع منا عام 1982 لأنه لم يقدَّر لنا ذلك، لكنني أعرف بالتجربة أن الكرة لها مفاجآتها دائما".
يتبع