أصبحت جائزة البوكر للرواية العربية محطة هامة في أجندة دور النشر التي تضبط ساعتها على تاريخ موعد الترشح لهذه الجائزة حيث تتسابق لتقديم أفضل الأعمال التي ترى إمكانية فوزها بالجائزة.
وعلى عكس الطبعات الفارطة فإن جائزة البوكر لهذا العام تشهد مشاركة قوية لأدباء جزائريين رشحت أعمالهم من طرف دار فيسيرا، منشورات الاختلاف ومنشورات” آلفا” و “بغدادي “، ومن ضمن الأعمال التي تم ترشيحها للجائزة رواية “جبل نابليون الحزين للروائي الشاب شرف الدين شكري ورواية هلابيل لسمير قسيمي .
وفي هذا السياق أكد شرف الدين شكري لموقع الإذاعة الجزائرية أن روايته “جبل نابليون الحزين” المرشحة للبوكر اشتغال مبدئي على باب الشعرية الروائية التي أسسها مالك حداد في الرواية الجزائرية،وأضاف شكري قائلا :”لقد تمّ ترشيح روايتي من قبل ناشري – مؤسسة فسيرا للنشر- لجائزة البوكر،وبالرغم من أنني كنت أودّ ترك الأمر طيّ الكتمان حتى لا أتفاجأ بأي خبر غير صار!،إلا أن خِبرة الناشر وفريقه الاستشاري رأت ضرورة الاحتفاء بالعمل والإعلان عنه، من باب الإشهار لعملي من جهة – وهذا يخدمني طبعا ككاتب-،ثم من باب فتح الترشُّح للكتاب الجزائريين،والذين بادروا فعلا بذلك مباشرة بعد إعلان ترشيح عملي”.
ويرى شكري أن الضرورة باتت ملحة لتكثيف الجهود ،وتمتين اللُّحمَة، والعمل سويا على أن يكون تمثيل الجزائر أو المغرب العربي ،تمثيلا نزيها، وموحّدا،ومؤسِّسا،مثلما كان عليه ولا يزال الحال مع الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية والتي أثبتت رُقيها وتمايزها، بعد أن أثبتت تأسيسها الأصلي للرواية المغاربية
ويضيف شكري مؤكدا :”للأسف لا زالت بعدُ هالة تقديس الأسماء في العالم العربي- والتي هي صناعة قرّاء كلاسيكيين أكل الدهر ولم يعد يجد ما يتشرّبه من ذائقتهم المتقادمة،أو أشباه كتاب يشتغلون على تعظيم كتاباتهم البسيطة،بزجّ بعض الأقلام الصحافية المأجورة إلى اصطناع حروب وهمية حول أعمالهم- تلقي بظلالها جليا على الساحة الوطنية التي لم تأخذ حتى أبسط حجم مشاركة عربية حتى الآن،مما جعل تلك الحروب الواهمة تشتعل قبل الأوان، وترشّح بالفوز من ترشّح، وتلغي من تلغي-علما بأنها خارج إطار القرار أو التأثير أصلا!” .
وقال مدير منشورات “فيسيرا” توفيق ومان بخصوص رواية “جبل نابليون الحزين ” لشرف الدين شكري : ” الرواية تدور أحداثها حول العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في التسعينيات حيث تطرق شكري في عمله إلى أوضاع الصحافيين و الطلبة الجامعيين في تلك الحقبة و معانات شعب و بلد بأكمله .. ”
كما رشحت منشورات آلفا رواية “جلدة الظل ” للأديب والإعلامي عبد الرزاق بوكبة وهي أول عمله الروائي الأول صدرت في أكتوبر الماضي ، وتراهن الرواية على البلاغة الجزائرية وجمالية المكان الجزائري حيث تخيل فيها بوكبة تاريخا لأولاد جحيش قريته التي لا تعرف تاريخها على لسان علي بلميلود الراوي الذي يرافقه في معظم كتاباته ، وفي هذا الصدد يوضح بوكبة قائلا :”ترشحت لنيل جائزة البوكر بعد تردد كبير مني، غير أن حماس بعض من أثق فيهم من الكتاب جعلني أضع حدا للتردد، وهنا لا بد أن أشير إلى أنني لست متأكدا من وصول الرواية إلى المسابقة بحكم أني أرسلتها متأخرا، أسبوعا فقط قبل انتهاء أجل المسابقة، طبعا ”
ورشحت الدار العربية للعلوم ناشرون رواية “هلابيل ” لسمير قسيمي وهي رواية يحكيها ستّة أبطال مختلفون يبحثون بطرقهم الخاصة عن الحقيقة المتمثّلة حسب الروائي في الإسلام الفطري دون إضافات، وقد سبق لسمير قسيمي وأن رشح العام الفارط للجائزة بروايته “يوم رائع للموت” التي وصلت إلى اللائحة القصيرة
كما رشحت ذات الدار رواية “دمية النار للروائي بشير مفتي فيما رشحت منشورات بغدادي رواية الكاتبة والإعلامية زهرة ديك التي تتناول فيها الكاتبة صراع الفرد مع الأنا عبر مجموعة من الهواجس الفلسفية والنفسية، بطلها صحفي في جريدة يؤدي به هوسه إلى الجنون