"شاوشي حارس ممتاز.. ومكانته في المنتخب مستحقة"
يبقى الحارس مهدي سرباح بلا منازع و لا منافس من أفضل الحراس الذين لعبوا للخضر. سطع نجمه في العاب المتوسط عام 1975 لما توج المنتخب الوطني بأول لقب له بنيله الميدالية الذهبية على حساب منتخب فرنسا.
طيلة عشر سنوات كاملة، حرس سرباح بأمانة شباك المنتخب وتألق في خيخون وساهم بشكل كبير في الفوز على الألمان. استحقاقه للقب الحارس الأول في المنتخب الذهبي أكده في ثلاث دورات متتالية من كأس الأمم (نيجيريا 1980، ليبيا 1982 وساحل العاج 1984).
وبالرغم من مرور ثلاثين سنة عن أول كأس إفريقيا لعبها "الخضر"، مازال مهدي سرباح يتذكر...
يستعد المنتخب الوطني للمشاركة في كأس أمم إفريقيا في أنغولا بعد أيام، ماذا تعني لك هذه المنافسة؟
بالتأكيد أن كأس الأمم الإفريقية تعتبر منافسة هامة بالنسبة للمنتخب الوطني، وبالنسبة للاعب سابق للمنتخب الوطني فهي مناسبة تحرك المشاعر وتعيد الذكريات إلى الأذهان، وهي بكل صراحة بطولة كبيرة أصبحت محل اهتمام الكثيرين.
وأنت شاركت فيها عام 1980 بعد أن غاب عنها المنتخب الوطني لمدة طويلة...
عام 1980 لما لعبت الدورة في نيجيريا، شاركنا لأول مرة، و أقول لأول مرة، لأن المنتخب الوطني شارك عام 1968، لكنه غاب بعد ذلك لمدة 12 سنة ليعود عام 1982 لما استضافت نيجيريا الدورة.
كانت تجربتك الأولى مع بقية اللاعبين، هل كنتم متخوفين باعتبارها أول مشاركة لكم في كأس الأمم الإفريقية؟
الحقيقة أننا لم نتخوف أبدا من المشاركة في كأس افريقيا، لأننا تأهلنا بقوة للنهائيات، لكنها كانت تجربة جديدة على اللاعبين الذين سمعوا عن هذه المنافسة ولم تكن لهم فرصة المشاركة فيها.
هل كنتم تعتبرون السفر إلى نيجيريا والمشاركة في الدورة مغامرة أو تحد تحاولون رفعه لأول مرة؟
كنا نريد رفع التحدي، لأن كلاما كثيرا قيل حول دورة نيجيريا.
لكن مشاركتكم كانت تعني أيضا عودة الكرة الجزائرية إلى الساحة الإفريقية ومنافسة كبارها، هل كنتم واعون بهذه المسؤولية؟
كنا كلاعبين متحمسين للمشاركة في النهائيات، خاصة وأننا كنا نريد اكتشاف كأس أمم افريقيا التي غاب عنها منتخبنا ولم يشارك فيها إلا مرة واحدة منذ الإستقلال. وكلاعبين كنا على أتم الإستعداد، خاصة وأننا اكتسبنا نوعا من الخبرة خلال التصفيات التي لم تكن سهلة في تلك الفترة.
ما تقصد بالتحديد؟
أريد القول أن الظروف التي لعبت فيها التصفيات (عام 1979) كانت صعبة، لم تكن هناك التغطية الإعلامية التي نعرفها اليوم زيادة عن عوامل أخرى صعبت من مهمتنا في درة نيجيريا.
و بالرغم من ذلك، تمكن المنتخب الوطني من تسجيل أفضل النتائج في مشاركته الأولى.. كيف كانت مبارياتكم في تلك الدورة؟
المجموعة التي لعبنا فيها كانت قوية وضمت المغرب وغانا حامل اللقب وغينيا. وكانت مجموعة قوية في تلك الفترة والدليل على ذلك المباراة القوية التي لعبناها ضد غينيا والتي انتهت بفوزنا (2/3). أما المباراة ضد المغرب فكانت هي الأخرى كبيرة وسادها التنافس الحاد وفزنا بها في الدقائق الأخيرة بهدف من بلومي. ومجمل القول هو أننا أظهرنا مستوى كبيرا اعترف به كل من تابعوا الدورة بالرغم من أنها كانت أول مشاركة لنا.
هل كان لظهوركم القوي في تلك الدورة الصدى الكبير كما هو الحال اليوم بالنسبة لتأهل "الخضر" إلى كأس العالم وكأس أمم إفريقيا؟
كان للنتائج التي سجلناها الوقع الكبير لدى الجمهور الجزائري وخاصة لما بلغنا المباراة النهائية، وبالرغم من خسارتنا على يد نيجيريا، إلا أن الإجماع كان أننا قدمنا الكثير في دورة نيجيريا. أما مقارنة بما يحدث اليوم مع منتخبنا الوطني، فدعني أقول أن الوضع تغير الآن والتغطية الإعلامية أصبحت أوسع والوسائل أقوى من الثمانينيات هذا أكيد.
حرست مرمى الخضر لسنوات عديدة ولعبت أكثر من مائة مباراة، ما رأيك في حراس المنتخب الوطني اليوم؟
هذا السؤال من المفروض أن يوجه للمدرب الوطني، وليس من حقي أن أحكم على اللاعبين...
لكنك تعرف ڤاواوي و شاوشي.. ما رأيك في شاوشي الذي تألق في مباراة الخرطوم؟
بكل تأكيد،شاوشي حارس كبير ومستواه جيد وقد برهن على ذلك في العديد من المناسبات وليس في مباراة الخرطوم فحسب. واعتقد بأن شاوشي سيفيد المنتخب الوطني كثيرا حاضرا ومستقبلا.
هل تعتبر بأن شاوشي هو الحارس الأول في المنتخب الوطني اليوم؟
قلت لك أنه حارس ممتاز، وحتى ولو كان لا بد من تصنيف حراس المنتخب، يجب القول أنه من الضروري القول أن يكون لديك حارسان من نفس المستوى في المنتخب، لأن حارس المرمى عنصر هام في أي فريق وهو المدافع الأول والأخير.
وهل تعتقد بأن المنتخب الوطني يتوفر اليوم على حراس في مستوى طموحات الخضر في كأس إفريقيا وكأس الأمم الإفريقية؟
بلا شك أن الحراس الذين اختيروا لحراسة شباك "الخضر" في مستوى المسؤولية ولا أشك لحظة في قدراتهم الفنية والبدنية لحراسة مرمى المنتخب.
بعد أيام قليلة، يدخل المنتخب الوطني نهائيات كأس الأمم الإفريقية في أنغولا، كيف تتوقع ظهور "الخضر" في هذه الدورة؟
مجموعة الجزائر تضم كل من مالاوي ومالي والبلد المستضيف أنغولا. ومن الظاهر أنها مجموعة قوية، لكنها تبقى مفتوحة ويمكن للخضر أن يقولوا فيها كلمتهم. منتخب مالي على سبيل المثال يضم لاعبين ممتازين يلعبون لأندية أوروبية كبيرة، وبما أن منتخبنا متأهل إلى المونديال، فسيكون له دور مميز في أنغولا، لأنه سيدخل الدورة بمعنويات عالية.
أما المنتخب الأنغولي فهو معروف وسيلعب على أرضه، لكن المنتخب الوطني يملك الإمكانيات للتفوق على منافسيه.
الكثير يسأل عن مهدي سرباح، أنت الآن في دولة قطر وبعيد عن المنتخب الوطني...
أنا الآن في قطر أدرب حراس السد القطري وكنت من قبل قد أشرفت على حراس نادي الريان لمدة سنتين. أعمل للسنة الخامسة في دولة قطر وهذا هو قدري.
وهل كانت لديك عروض للعمل في الجزائر؟
بالطبع، لكن كما نقول في الجزائر، المكتوب قادني إلى للعمل في قطر.