يبدو أن حالة الفتور التي عرفتها العلاقة بين مصر والجزائر في التسعة أشهر الماضية، وبالضبط منذ حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني، بعد بضع دقائق من وصول الوفد إلى مطار القاهرة يوم 12نوفمبر الماضي، قد كانت لها انعكاسات سلبية على سمعة مصر الدولية، وخاصة اقتصادها الذي عرف تراجعا محسوسا بفعل تجميد عدد من المشاريع والمؤسسات الهامة، مما أفرز ارتفاع عدد البطالين من إطارات وعمال، اضطروا للبقاء في بلادهم طيلة هذه المدة، كما تلقت سمعة مصر على صعيد الهيئات الرياضة الدولية ضرباتٍ موجعة بسبب موقف الرئيس المخلوع سمير زاهر الانتقامي، والذي كلفه في آخر المطاف الإبعاد من منصبه، بناء على قرار قضائي صدر ضده الأسبوع الماضي .
ومن أجل طي الصفحة نهائيا وإذابة الجليد بين البلدين والشعبين، بادر الرئيس المصري مطلع الأسبوع الماضي بزيارة حميمية إلى الجزائر، تحمل العديد من الدلالات في مقدمتها تقديم التعازي للرئيس بوتفليقة، بعد وفاة شقيقه مصطفى رحمه الله، ثم محاولة كسر الجليد الذي ساد العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، ومحاولة التطبيع من جديد، إدراكا منه لدور الجزائر وموقعها القوي في كل المناحي، تبعتها خطوات مماثلة، أولا من قبل رئيس الاتحاد المصري بالنيابة، هاني أبو ريدة، الذي تمنى إقامة مباراة صلح بين منتخبي البلدين، وها هي المبادرة الثانية من محافظ مدينة الإسماعيلية، اللواء عبد الجليل الفخراني، الذي دعا جماهير الدراويش إلى حسن استقبال فريق شبيبة القبائل "الشقيق"، الذي سينزل ضيفا على مدينتهم وفريقهم يوم 18 جويلية الجاري، بمناسبة مباراة اليوم الأول من دوري المجموعات لحساب رابطة أبطال إفريقيا، قائلا إن هذه المباراة يجب أن تكون بمثابة مبادرة صلح بين البلدين، بعد الأزمة التي اندلعت بين البلدين نهاية السنة الماضية، كما كان عدد من نجوم الدراويش قد بادروا مؤخرا بدعوات مماثلة، من أجل إنهاء الخلاف بين البلدين والشعبين.
هذا؛ وكان لاعب الإسماعيلي الدولي، حسني عبد ربه، قد صرح قبل بضعة أيام أن الخلافات بين الجزائر ومصر تكون قد انتهت، والمباراة بين الإسماعيلي والشبيبة القبائلية من المتوقع أن تحمل في طياتها بذرة خير نحو تهدئة الأجواء.
وقال اللاعب الدولي المصري : " يجب أن نعمل على تهدئة الأوضاع بين البلدين، لأننا في النهاية أمة إسلامية موحدة، ووطن عربي واحد، ولا يجب أن نترك شيئا يعكر صفو العلاقات بيننا " .
والسؤال المطروح: هل ستقبل الجماهير المصرية، سيما المتهورة منها، كل هذه الصرخات بخطوات ملموسة، وتجد كل هذه النداءات آذانا صاغية، حتى تكون الشبيبة في مأمن خلال سفريتها المقبلة إلى مصر، سواء في المباراة المقبلة أو في المباراة الثانية أمام الأهلي.