أياما قليلة قبل انطلاق مباريات كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها أنغولا، ما زالت بعض الدول الإفريقية تعاني من مشكلة حقوق النقل التلفزيوني التي اعتبرت أسعارها خيالية. وإلى غاية يوم أمس، لم تتوصل دول إفريقيا الصحراوية المعنية بالموضوع إلى حل مع مؤسسة " الـ- سي- 2 " المالكة لحقوق النقل بمنطقة دول الصحراء.
جبهة إفريقية موحدة لمواجهة " ال- سي- 2 "
و لأول مرة في تاريخ كأس أمم افريقيا، تطرح قضية حقوق النقل التلفزيوني بهذه الحدة، حيث اعتبرت دول افريقيا الصحراوية أن الأسعار التي عرضتها الشركة المحتكرة للحقوق بالباهظة والتعجيزية. وقد شكلت دول بوركينا فاسو ومالي والكامرون وساحل العاج جبهة موحدة للتفاوض مع "الـ- سي- 2 " كما التحقت بها دول أخرى مثل البينين، لكن دون التوصل إلى نتيجة مقبولة من الطرفين. وتقود دولة بوركينا فاسو حملة تعبئة واسعة لحسم الموضوع قبل انطلاق الدورة في العاشر من جانفي القادم.
6 ملايين فرنك إفريقي، السعر جديد... مرفوض
و تقول آخر التقارير أن شركة " الـ- سي- 2 " قد شعرت بالخطر وحاولت إيجاد حل للأزمة بينها وبين الدول الإفريقية المذكورة. وآخر عروضها كان مبلغ 6 ملايين فرنك إفريقي، وهو المبلغ الذي رفضته الدول الإفريقية المعنية التي قالت إنه ما زال بعيدا عن الأسعار المعروفة والتي اعتادت على دفعها في كل الدورات السابقة.
وفي ذات السياق قال وزير الإعلام البوركينابي أنه غير مستعد لدفع هذا المبلغ، وأنه يفضل منح هذا المبلغ لهيئة التلفزيون حتى تتمكن من اشتراء تجهيزات جديدة، بدل دفعه في مباريات كأس الأمم الإفريقية. ولم يتردد بعض المسؤولين في الدول الإفريقية في القول أن تدخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كان سيخفف من وطأة المشكل، وهناك حتى من ندد بموقف"الكاف" واعتبره غريبا في موضوع يهم الكرة الإفريقية.
لا شيء تغير منذ 2008 ورفع الأسعار غير مبرر..!
و تقول الدول الرافضة لدفع المبلغ الذي حددته شركة " الـ- سي- 2 " إنها لم تفهم لماذا تقرر رفع السعر لأكثر من الضعف، وبالتالي فهي غير مستعدة وغير قادرة على تسديد هذا المبلغ.
وتضيف دول "الجبهة" أن دورة غانا 2008 قد تم تسويقها بخمسة ملايين فرنك إفريقي، و رغم ذلك فقد وجدت بعض الدول الإفريقية صعوبات كبيرة في اقتناء حقوق النقل. ولا ترى هذه الدول أن محتكري صور"الكان" قد أضافوا شيئا جديدا وعليه فليس من حقهم رفع الأسعار.
الحل مفقود... والأفارقة قد يحرمون من عرسهم
و قبل انطلاق موعد كأس الأمم بأسبوعين، ما زالت الجماهير الإفريقية تترقب جديد المفاوضات بين مؤسساتها التلفزيونية والشركة المحتكرة. ومن المحتمل أن تعزف ذات الدول عن دفع المبلغ المطلوب. ويقول المتابعون لملف حقوق النقل أن العادة جعلت الإتفاق النهائي يحصل لحظات قبل بداية الدورة وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أن دورات سابقة قد عرفت اتفاقا بعد انطلاق الدورة، وهو ما يعني أن الباب ما زال مفتوحا لمفاوضات جديدة قد تستمر لأيام أخرى. وحتى يحين موعد العاشر من جانفي تاريخ إنطلاق الدورة، تبقى كل جهة متمسكة بموقفها، لكن المنطق يقول أن شركة " الـ- سي- 2 " مجبرة على إيجاد مخرج لها من مأزق حقوق النقل التلفزيوني قبل فوات الأوان، وليس مستبعدا أن تحجم الدول الإفريقية المعنية عن اشتراء مباريات "الكان" لأن الأمر تجاوز دائرة الرياضة وبلغ مكاتب السياسيين المطالبين بحل مشاكل أخرى أكبر من كرة القدم.