هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى. الملقب بمفدي زكريا. ولد يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1326هـ، الموافق لـ: 12 يونيو 1908م، ببني يزقن ، بغرداية ,في جنوب البلاد.وفي بلدته تلقّى دروسه الأولى حيث حفظ القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربيّة. ثم رحل إلى تونس والتحق ( بالمدرسة الخلدونية) ثم ( بجامع الزيتونة) وهناك تفتقت شاعريته. ونال شهادتها. وبعد عودته إلى أرض الوطن . انضم إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينات. فكان مناضلاً نشيطاً في صفوف جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين.و كان عضواً نشيطاً في حزب نجمة إفريقيا الشمالية. وكان عضواً نشيطاً في حزب الشعب. ثم انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائري. وشارك في النضا بقلمه فسجنته فرنسا بسبب ذلك خمس مرات، ابتداء من عام 1937م، وفر من السجن عام 1959م.والتحق بصفوف جبهة التحرير في الخارج و ساهم مساهمة فعالة في النشاط الأدبي والسياسي في كامل أوطان المغرب العربي. و ألهب الحماس بقصائده الوطنية التي تحث على الثورة والجهاد حتى لقب: بشاعر الثورة الجزائرية. فهو صاحب نشيد الثورة الجزائرية و النشيد الوطني الجزائري المعروف "قسما". انتقل إلى رحمة الله تعالى في أول رمضان عام 1397هـ الموافق 1977م بمدينة تونس.ونقلت جثمانه إلى أرض الوطن ودفن بمسقط رأسه.
من إنتاجه الأدبي تحت ظلال الزيتون (ديوان شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1965م. واللهب المقدس (ديوان شعر) صدر في الجزائر عام 1983م صدرت طبعته الأولى في عام 1973م. و من وحي الأطلس (ديوان شعر). وإلياذة الجزائر (ديوان شعر).
وله عدد من دواوين الشعر لازالت مخطوطة تنتظر من يقوم بإحيائها. بالإضافة إلى عدد ما الكتب النثرية أشهرها: (الأدب العربي في الجزائر عبر التاريخ) في أربعة أجزاء . وكتــاب ( تاريخ الصحافة العربية في الجزائر).
وتعتبر الإلياذة أشهر ما أبدع الشاعر قدم من خلالها وصفا لحقائق التاريخ وتسجيلا لوقائع الأحداث، وتحذيرا من كثير من المغبات.. وقد بلغ عدد أبياتها ألفا نظمها في مائة مقطوعة ، وفي كل منها عشرة أبيات تنتهي بلازمة جميلة.[/justify][/color]
نموذج من شعره
القطع الأول من الإلياذة:
جزائر يا مطلع المعجــزات ** و با حجة الله في الكائنــــات
و يابسمة الرب في أرضـــه ** و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجل الخلـو د ** تموج بها الصور الحالمــات
و يا قصة بث فيها الوجـــود ** معاني السمو بروع الحيــــاة
و يا صفحة خط فيها البقـــآء ** بنار و نور جهاد الأبــــــــاة
و يا للبطولات تغزو الدنــــا ** و تلهمها القيم الخـــــــالدات
و أسطورة رددتها القــــرون ** فهاجت بأعماقنا الذكريـــات
و يا تربة تاه فيها الجـــــلال ** فتاهت بها القمم الشامخـــات
و أهوى على قدميها الزمان ** فأهوى على قدميها الطفـــــاة
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر[/b]