تحاول الصحف الفرنسية قدر المستطاع تفادي ما حدث في 25 جوان الماضي عندما اقتحم بعض الشباب الفرنسيين مقر الاتحادية الفرنسية لكرة القدم وهم يهتفون "الجزائر ليست فرنسا" .. وقالوا لرئيس الاتحادية "إسكاليب" المستقيل إنهم يريدون منتخبا فرنسيا أبيضا بالكامل ومسيحيا، وهددوه بأنهم لو رأوا لاعبا مسلما أو أسودا فسيحطمون مقر الإتحادية ويكسرون مشوار المنتخب الفرنسي ..
ورغم أن البعض انتقد باحتشام هذه "المظاهرة المصغرة" وتساءلوا لماذا يبتهج الناس بالنصر، وينسون أنه من أقدام تيري هنري وزين الدين زيدان، ويتذكرون أصول اللاعبين وديانتهم وألوانهم في حالة الإخفاق، بالرغم من ذلك إلا أن الصحافة المكتوبة حاولت تجاهل الموضوع واعتباره مجرد رد فعل بعد الإقصاء المرّ للمنتخب الفرنسي الذي خرج من دون انتصار من المونديال الجاري حاليا في جنوب إفريقيا.. وكان جون ماري لوبان عام 2006 بعد خسارة فرنسا نهائي المونديال ضد إيطاليا وبعد حادثة زيدان الشهيرة قد تساءل كيف لفرنسا أن تشرك لاعبين لا يحفظون النشيد الفرنسي، وقال إنه يفضل أن تنسحب فرنسا من المشاركات الرياضية على أن يمثلها عرب وزنوج .. لكن العارفين بشؤون الكرة الفرنسية يعلمون أنها ما كانت لتكون لولا الأجانب من حيث جميعهم منذ العهد الذهبي القديم للكرة الفرنسية ليسوا فرنسيين مثل كوبا الذي قاد الديكة لنصف نهائي كأس العالم في السويد وهو إسباني الأصل، وبلاتيني الإيطالي الأصل وفيرنانديز الإسباني الأصل الذين أوصلوا فرنسا في مناسبتين في إسبانيا والمكسيك إلى نصف نهائي كأس العالم، وانتهاء بزيدان الجزائري الأصل الذي حقق لفرنسا بلوغ نهائي واحد وكأس عالمية واحدة وحتى في الأصناف الصغرى فإن الأجانب هم من حققوا لفرنسا الألقاب وفي مختلف الرياضات، بمعنى أن فرنسا إذا أرادت أن يكون منتخبها أبيضا ومسيحيا فعليها أن تنسى التألق العالمي نهائيا .