مارادونا يتطلع إلى الثأر من ألمانيا
ع – رياضة
يتطلع المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني دييجو مارادونا، إلى رد اعتباره أمام المنتخب الألماني، في المواجهة المرتقبة، التي ستجمعهما بدور الثمانية، لبطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في جنوب أفريقيا يوم الجمعة القادم.
مارادونا الذي كانت وما تزال خسارة لقب كأس العالم، قبل عشرين عاماً، أمام ذات المنتخب، بركلة جزاء ظالمة، اعترف الحكم المكسيكي، الذي أدار اللقاء آنذلك بخطأ احتسابها بعد ذلك بسنوات، يتطلع إلى مسح مرارة هذه الخسارة، التي أبكته أمام ملايين المشاهدين، من مختلف أنحاء العالم، وتحقيق الفوز الثمين.
ويبدو أن المنتخب الأرجنتيني عازم على الثأر كذلك، من الخسارة التي مني بها أمام ذات المنتخب، قبل أربعة أعوام في ذات الاستحقاق. وقال جونزالو هيجوين، مهاجم ريال مدريد وهداف كأس العالم لغاية الآن :"إنهم (المنتخب الألماني) منافس قوي، لكنني أعتقد أنه من الآن فصاعداً، سيكون كل المنافسين أقوياء"، وأضاف: "لقد فازوا، وعن استحقاق، لكننا أيضاً فعلنا... لابد من الفوز واللعب بنفس الرغبة المعتادة".
وبلغت الأرجنتين دور الثمانية، بعد الفوز على المكسيك 3 - 1 الأحد، في دور الـ16، في لقاء كشف فيه لاعبو التانجو، عن ترسانتهم الهجومية القوية، لكن عابتهم بعض الأخطاء التكتيكية، كما جاء أول أهدافهم من تسلل واضح، احتسبه الحكم الإيطالي روبرتو روزيتي.
وحذر المدافع الأرجنتيني نيكولاس بورديسو، من أن مباراة ألمانيا بمدينة كيب تاون يوم السبت المقبل "ستكون مختلفة عن لقاء المكسيك بكل تأكيد"، وقال لاعب روما الإيطالي: "بالنسبة لنا نحن الذين شاركنا في مونديال ألمانيا 2006، يمكن أن تمثل المباراة لنا ثأراً، لكنني لا أفكر في ألمانيا بل في الأرجنتين، نعرف كيف نأخذ جميع الاحتياطات وبالتأكيد سنفعل، أتمنى أن نكون الفائزين هذه المرة".
ويمتد تاريخ المباريات بين الأرجنتين وألمانيا ويزخر بالأحداث، فالمنتخب الأرجنتيني انتزع ثاني وآخر ألقابه في المونديال، بالفوز على "الماكينات" 3- 2 في المكسيك عام 1986، في البطولة التي رفعت دييجو مارادونا إلى القمة لاعباً.
ولا زالت الهزيمة في دور الثمانية لمونديال 2006 تمر بأذهان الأرجنتينيين، وخصوصاً بعد ما أثير عن ورقة التعليمات الصغيرة، التي كان يضعها الحارس الألماني ينز ليمان في جوربه، لإيقاف تسديدات لاعبي التانجو، في ذلك الحين لم يكن مارادونا موجوداً في الاستاد الأوليمبي في برلين بعد موقف غريب، إذ حضر إلى مقاعد الجماهير لدقائق معدودة، قبل أن يرحل عن الملعب.
وعلى العكس، جاء الفوز الودي على المنتخب الألماني 1 - صفر في آذار الماضي، ليعطي فرصة لتنفس الصعداء، أمام مارادونا المدرب، بعد مشوار ضعيف في تصفيات كأس العالم، خلف صورة فقيرة عن الفريق الأرجنتيني، إذ جاء ذلك الانتصار كجرعة كبيرة من الثقة للمدير الفني وللاعبيه وحتى للجماهير أيضاً، التي بدأت تنظر إلى مونديال جنوب أفريقيا بشكل مختلف.
لكن ألمانيا التي لعبت قبل ثلاثة أشهر ليست هي التي اجتاحت إنجلترا أمس 4 - 1 ، فمن دون النجم الأشهر مايكل بالاك المصاب، ظهر فريق شاب وسريع ويقظ، قدم أوراق اعتماده تحت قيادة المدرب يواخيم لوف.
ويقول الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، إن "ألمانيا فريق كبير ويلعب بشكل جيد، لقد قدم مثلنا مستوى جيداً، وستكون مباراة جيدة للجميع... ليس أمراً هيناً أن نكون بين أفضل ثمانية منتخبات، لكننا نتمتع بالإيمان والرغبة في الاستمرار في هذه البطولة".
أما مارادونا فكان حديثه قاطعاً:"إنها ليست مباراة نهائية ، بل إحدى مباريات دور الثمانية"، لكنه رغم ذلك لم يتمكن من تجنب الكشف عما يعتبره الجميع سراً مذاعاً: "كنت أود المشاركة... أن أرتدى قميص الفريق وألعب"، وأضاف مارادونا إنه يتوقع أن يكون اللقاء مع المنتخب الألماني اختباراً أصعب لفريقه، من لقاء الفريق مع نظيره المكسيكي أمس الأحد.
وستكون المباراة بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني يوم السبت المقبل في كيب تاون، مواجهة مكررة للقاء الفريقين، في العاصمة الألمانية برلين، ضمن منافسات دور الثمانية أيضا في مونديال 2006 بألمانيا، عندما فاز المنتخب الألماني في تلك المباراة 4 -2 بضربات الترجيح، بعدما بعدما انتهت المباراة بالتعادل 1- 1، وقال مارادونا "إننا في دور الثمانية، ولكننا نعلم أن المنتخب الألماني فريق يختلف عن نظيره المكسيكي، إنه أقوى ولكننا سندفع بالتشكيل المناسب، من أجل التغلب على ألمانيا".
وأضاف "نفتخر تماماً بفريقنا، وأعتقد أن هذه الانتصارات الأربعة في كأس العالم، ساعدتنا على أن نتطور سوياً... نحاول أن ندفع سوياً بأفضل فريق لنظهر موهبتنا وإمكانياتنا في مواجهة المنتخب الألماني".