أكد الإيطالي جياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية قدرة دولة قطر على استضافة وتنظيم مونديال 2022، بكل احترافية واقتدار مشيداً بما حققته من طفرة شاملة على كافة الأصعدة بحيث أصبحت مركز إشعاع حضاري ورياضي واقتصادي، بفضل قيادتها والنظرة الثاقبة للمسؤولين الرياضيين الذين يعون جيداً أهمية تنظيم التظاهرات العالمية الكبرى وما تمثله من مكاسب لا تقدر بثمن.
جاء كلام ميرلو خلال حوار خص به الجزيرة الرياضية إبان زيارته لمركز البث الدولي في جوهانسبورغ، تناول فيه العديد من الملفات الإعلامية والرياضية ورؤيته لمستقبل الإعلام الرياضي وطموحاته لبناء "كيان عالمي" قادر على توفير الحماية والكرامة للأسرة الإعلامية، كما كشف "عراب الصحافة الرياضية العالمية" عن العديد من المفاجآت والتسهيلات للإعلاميين أعضاء الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
قطر تملك فرصة ذهبية
ورأى ميرلو أن دولة قطر تتمتع بقدرة وطاقة هائلة وأن الرياضة جزء من الإستراتيجية القطرية لإيصال رسالتها، وتابع "في تقديري أن قطر تملك فرصة ذهبية لنيل شرف التنظيم، باعتبار الملف القطري مميز على صعيد البنية التحتية والملاعب الحديثة والصديقة للبيئة، وغيرها من التسهيلات الغير مسبوقة".
وعن المؤتمر العالمي للإعلاميين الذي سيعقد بالدوحة في أيلول/سبتمبر القادم بالتزامن مع الزيارة الأولى للجنة التفتيش والتقييم لملف 2022 التابعة للإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، قال رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية "في تقديري الشخصي المؤتمر ضربة معلم باعتباره خطوة هامة تؤسس لعلاقة راسخة مع قيادات "الرأي العام" في العالم واقصد بذلك الإعلاميين والقوة المؤثرة على صنّاع القرار والرأي".
وأكد ميرلو أن التسهيلات المتوفرة للصحافيين في جوهانسبورغ وكافة المدن المستضيفة للمباريات مميزة بفضل التعاون القائم بين "فيفا" والاتحاد الدولي للصحافة واللجنة العليا المنظمة، وأضاف "لا تخلو أي بطولة من السلبيات وهذه أمور طبيعية في التظاهرات العالمية فتباعد المدن المستضيفة يمثل عبء مالي على الإعلاميين المطالبين بالتنقل المستمر عبر المدن لتوفير التغطية المناسبة للقراء أو المشاهدين في مختلف أرجاء العالم".
تسهيلات للمنتسبين
وقال ميرلو "نحن نعمل منذ فترة للتعاقد مع رعاة من الطراز الرفيع قادرين على توفير الكثير من التسهيلات للمنتسبين إلى الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وحالياً نحن على بعد خطوات من التعاقد مع الخطوط الكورية الجنوبية باعتباره الطيران الرسمي للاتحاد، كما هناك سلسلة فندقية شهيرة سوف تكون الراعي الثاني للاتحاد وغيرها من الشركات العالمية أما على صعيد تجديد البطاقة عبر الشبكة الالكترونية فسنبدأ تفعيل النظام عامي 2012-2013 لتعبئة النموذج والحصول على العضوية الكاملة.
وأكد الإيطالي أن عدد المنتسبين للإتحاد الدولي بلغ 900 ألف إعلامي يمثلون 150دولة، "نحن كما ذكرت سابقاً نمضي في الاتجاه الصحيح لترجمة خططنا إلى ثمار مفيدة للإعلاميين المنتسبين وهناك العديد من المشاريع الكبرى لخدمة الإعلاميين الشباب من ناحية الدورات الإعلامية أو المشاركة في تغطية بطولات عالمية أو شبكة المعلومات عبر البطاقة الإعلامية، واقصد أن الصحافي وإبتداءً من العام 2012 يمكنه عبر استخدام جواله وبطاقته الإعلامية من الدخول إلى موقعنا للاستفادة من العديد من الخدمات الإعلامية العالية الجودة".
وعن كرة القدم الإيطالية قال ميرلو: "إيطاليا لم تعد قوة عظمى كروياً وتخلت عن موقعها الريادي بفعل التخطيط السيئ وأنانية الأندية الكبرى وهيمنتها على القرار الرياضي. لا نستطيع أن نعتبر أن إنتر ميلان وآي سي ميلان ويوفنتوس هي أندية إيطالية 100%، ففي الحقيقة هي شركات عالمية متعددة الجنسيات، ومن هنا فإن إًيطاليا تدفع الثمن غالياً، لقد خسرنا الريادة حتى على صعيد منتخبات الشباب والأولمبي والناشئين وأصبحت الكرة الإيطالية تعيش فقط على "السمعة" وارها سياسة وفلسفة ستؤدي إلى كوارث في المستقبل إذ لم يعود الجميع إلى الصوب ونعيد ترميم الكيان الكروي الإيطالي من الأساس، وهنا أشدد على كلمة الأساس".
واستطرد قائلاً: "الإرث الرياضي مكانه الطبيعي المتاحف، فهو لا يلعب لصالح أصحابه إذا لم يبذلوا المجهود داخل المستطيل الأخضر والجميع شاهد "الازوري" مجرد شبح للمنتخب الإيطالي حامل اللقب ولذا دفع الثمن غالياً وودّع البطولة من الباب الضيق، لكن نحن لا نملك إلا أن نعيش على الآمال والأمنيات وحالياً المدرب الجديد "بيرلندلي " مدرب فريق فورنتينا الأسبق يملك خبرة واسعة وهو سيتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لتجديد الدماء ولإعادة القطار الإيطالي إلى مساره الصحيح".