-أهل الفتن استثمروا في "ماتش كورة" والمبادرة الإماراتية لم تأت في وقتها
اتصلت الشروق اليومي بالحارس الأسبق لمنتخب الفراعنة "نادر السيد" والذي حوّل وجهته عقب اعتزاله ميادين كرة القدم نحو المجال الإعلامي، حيث برز بشكل لافت في الآونة الأخيرة من خلال تقديمه لبرنامج رياضي يومي على قناة "أو تيفي"، بالإضافة لحضوره الدائم كمحلل لقناة الجزيرة الرياضية عبر الأستوديو التحليلي لكأس رابطة أبطال أوروبا ووقفت الشروق من خلال هذا الحوار على وجهة نظر نادر السيد من التداعيات التي أعقبت لقاء الجزائر ومصر بالقاهرة والسودان إذ كان من أشد المعارضين للمساس برموز وتاريخ البلدين مهما كانت الظروف، كما أطلعنا محدثنا عن توقعاته بالنسبة للفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى في كأس أمم إفريقيا بأنغولا يوم 10 جانفي القادم وحظوظ الخضر في التأهل للدور الثاني من كأس العالم مع تواجد منتخبات انجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا.
أولا..الأيام الأخيرة شهدت احتقانا كبيرا بين الجزائريين والمصريين بسبب لقاءي القاهرة والخرطوم، هل عاد الهدوء إلى شوارع القاهرة؟
نعم الأمور بدأت تتجه نحو التهدئة بعد أيام من التهييج الإعلامي في البلدين والشارع المصري أضحى مقتنعا بأن ورقة المونديال ذهبت للجزائر وعلينا مساندتهم جميعا بعيدا عن الأحقاد، وهذا ما يظهر جليا من خلال تغيّر لغة الخطاب في وسائل الإعلام ودعوتها لتشجيع الجزائر في المونديال وهي مؤشرات إيجابية تدعو للتفاؤل.
-كنت بعيدا طوال الفترة الماضية عن التصريح حول ما حدث في لقاءي 14 و18 نوفمبر الماضي، هل لنا أن نعرف أسباب ذلك؟
لا، لم أكن بعيدا أبدا عما يحدث بل كنت أفضّل التزام الصمت في أحيان كثيرة وسط الفوضى وكثرة القيل والقال، مما جعلني أبتعد بشكل مؤقت تجنبا للدخول في دائرة السب والشتم ولا أخفيكم سرا بأنني تأسفت كثيرا لما حصل فنحن أشقاء ولا يجوز لماتش كورة أن يفرق بيننا.
-كيف ترى حظوظ الخضر في كأس أمم إفريقيا بأنغولا ومن ترشح عن المجموعة؟
الفريق الجزائري جيد يستطيع لعب الأدوار الأولى بكأس الأمم القادمة لأنه يضم لاعبين محترفين ينشطون على أعلى مستوى، إضافة إلى أن تأهله لكأس العالم بعد غياب دام ربع قرن أعطاه دافعا معنويا كبيرا للتواجد في نصف النهائي على الأقل. وبالنسبة للمجموعة التي وقع فيها فأنا أرشح الجزائر وأنغولا للمرور للدور الثاني رغم الأسماء الكبيرة الموجودة بالمنتخب المالي، إلا أنهم يفتقدون لروح المجموعة والتجانس وأنغولا تملك عاملي الأرض والجمهور يضاف إليهما الدعم المتوّقع من اللجنة المنظمة للبطولة، وكذا الاتحاد الإفريقي تجنبا لخروج البلد المنظم في الدور الأول للمحافظة على الحضور الجماهيري القوي.
-الخضر سيواجهون فرقا قوية وفي مقدمتها انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، هل أنت متفائل بإحداث المفاجأة؟
أتمنى ذلك من كل قلبي لأن الجزائر هي الممثل الوحيد للعرب وعليها تقديم أداء يليق بسمعة الكرة العربية، وفي نظري فإن بوابة الخضر للدور الثاني مرتبطة بتحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق الولايات المتحدة الأمريكية وهو ممكن للغاية إذا ما لعب أشبال سعدان بنفس الروح القتالية التي ظهروا بها خلال التصفيات الإفريقية فأصعب لقاء هو انجلترا والحسم يجب أن يكون قبل مقارعة ترسانة كابيلو.
-باعتبارك محللا بقناة الجزيرة الرياضية منذ بداية الموسم وتواجدك باستوديو تحليل »الكان« شبه مؤكد، هل ستتولى تحليل مباريات الفريق الجزائري؟
لا شك في ذلك، فالجزيرة الرياضية عرضت علي التواجد بالأستوديو التحليلي لكأس الأمم الإفريقية، وهذا شرف كبير إذ سأقوم بتحليل أكبر عدد من المباريات المنقولة عبر الشاشة البرتقالية، حسب ما تسمح به الظروف ومن بينها مقابلات الجزائر بل أتمنى في الأخير أن يكون التتويج عربيا سواء بحفاظ مصر على اللقب القاري أو تتويج تونس والجزائر فأنا أولا وأخيرا محلل رياضي محايد، يجب أن يظل بعيدا عن حساسيات سببها مباراة كرة قدم بين أشقاء.
-ما رأيك في المبادرة التي أطلقها الإتحاد الإماراتي لكرة القدم لإقامة مباراة ودية بين الخضر والفراعنة بدبي لرأب الصدع وتهدئة النفوس؟
المبادرة كفكرة تلقى دعم الجميع، لكن توقيت إعلانها غير مناسب من طرف الاتحاد الإماراتي، فإقامة مباراة ودية في الوقت الراهن غير ممكن في ظل الظروف المتشنجة والاحتقان بين الجماهير، فعلينا بالصبر قليلا قبل اتخاذ أي مبادرة صلح لكي لا تتحوّل هذه المبادرات إلى طريقة أخرى.