مرة أخرى ستكون الجزائر غائبة عن منصة التتويج بالكرة الذهبية الإفريقية لهذا العام بعد أن أعلن الاتحاد الإفريقي مؤخرا عن قائمة اللاعبين الخمسة، ويتعلق الأمر بكل من إيتو (الكامرون)، إيسيان (غانا)، دروغبا (كوت ديفوار)، كايتا (مالي)، توري (كوت ديفوار)، الذين سينتخب أحدهم للظفر بلقب أحسن لاعب لسنة 2009.
يذكر أن سجل الجزائر فيما يخص هذا الاستفتاء القاري الذي يتم عن طريق الانتخاب من طرف جميع الاتحاديات الإفريقية اقتصر لحد الآن على تتويجين فقط، الأول أحرزه لخضر بلومي في 1981، والثاني تحصل عليه رابح ماجر في 1987.
هذا ومرت23 سنة على تتويج صاحب الكعب الذهبي الذي كان يحمل في تلك الفترة ألوان نادي بورتو البرتغالي والجزائر لازالت تنتظر صاحب الحظ السعيد الذي باستطاعته خطف هذا التاج الغالي، غير أن الأمور ليست بسيطة كما يتصوره البعض، لأن تألق اللاعب عموما مرتبط أساسا بتألق منتخبه الوطني. وإذا عدنا إلى نتائج المنتخب الجزائري في العشرين سنة الأخيرة، فإننا نجدها سلبية على طول الخط. حيث أن الخضر ظلوا بعيدين عن التأهل إلى المونديال خلال هذه المدة، وهو ما انعكس مباشرة على الاستفتاء الذي يعين أحسن لاعب إفريقي في نهاية كل سنة. لكن المعطيات قد تتغير بالنسبة للجزائر العام المقبل بعد وصول الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا حيث ستشارك الجزائر هذه الصائفة للمرة الثالثة في أكبر تظاهرة كروية عالمية، إلى جانب منتخبات دولية كبيرة تصنع دائما الحدث في نهائيات كأس العالم، على غرار البرازيل ، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا والأرجنتين.
تاريخ الكرة الذهبية بدأ في 1970 بمبادرة من جريدة "فرانس فوتبول" الفرنسية التي رسمت هذا الحدث الإفريقي واستمرت في رعايته إلى غاية 1995، أين تسلم الاتحاد الإفريقي المشعل، حيث أصبح المتكفل بمسيرة الكرة الذهبية الإفريقية.
أول لاعب تحصل على الكرة الذهبية كان المالي ساليف كايتا في 1970 وآخر متوج بهذه الكأس في 2008 الطوغولي أديبايور.
هذا وقيمة الكرة الإفريقية دفعت بالمخرج الغيني الشيخ دوكوري سنة 1994 إلى إنتاج فيلم يروي حياة ساليف كايتا، سماه "الكرة الذهبية" .
إيطو، ليلي، ووياه الأكثر تتويجا
في انتظار الإعلان عن اسم اللاعب الدولي الذي سيتحصل على الكرة الذهبية الإفريقية لعام 2009 فإن تاريخ الكرة الذهبية يسيطر عليه الكامرون بـ 10 تتويجات، تليه غانا بـ 5 تتويجات، ثم المغرب بـ 4 تتويجات لتأتي الجزائر بتتويجين. أما بالنسبة للتتويجات الفردية فإن هناك ولحد الآن 3 لاعبين تحصلوا على هذه الكرة الذهبية في 3 مناسبات، ويتعلق الأمر باللاعب الحالي لنادي إنتير ميلان الكاميروني إيطو ساموال في سنوات 2003، 2004 و2005. نجد كذلك اللاعب الدولي الغاني السابق أبيدي بيلي في سنوات 1991، 1992 و1993، إضافة إلى اللاعب الدولي الليبيري الأسبق جورج وياه في سنتي 1994 و1995.
بلومي يكسر الحاجز
"انتظرت الجزائر 11 سنة بعد إنشاء الكرة الذهبية الإفريقية لترفع اسمها عاليا في 1981 بفضل اللاعب المميز لخضر بلومي الذي أدهش المتتبعين والاختصاصيين الأفارقة والأوروبيين بإمكاناته الفنية الكبيرة وذكائه في اللعب. فضلا عن النتائج الممتازة للخضر في تلك الفترة وتأهل الجزائر لأول مرة مونديال 1982 في إسبانيا، كلها عوامل ساهمت في اختيار بلومي أحسن لاعب في القارة السمراء في1981. هذا التتويج كان بمثابة كسر حاجز نفسي كبير بالنسبة للجزائريين الذين عانقوا من جديد هذه الكرة الذهبية في1987 بواسطة رابح ماجر الذي كتب اسم الجزائر بأحرف من ذهب بعد أن توِّج مع نادي بورتو في رابطة أبطال أوروبا بفضل الهدف الخرافي الذي سجله في مرمى بايرن ميونيخ الألماني.
هل ستعود الجزائر في 2010...؟
الجزائر التي انتظرت 24 سنة حتى تشارك مجددا في المونديال قد تعود كذلك في 2010 لتنتزع الكرة الذهبية من جديد للمرة الثالثة، لكن كل هذا يتوقف على إنجازات اللاعبين الجزائريين في »الكان« وكأس العالم وتألقهم مع أنديتهم. فالفرصة مواتية أمام الدوليين الجزائريين لإبراز إمكاناتهم لإثارة اهتمام الاختصاصيين في إفريقيا ودفعهم إلى انتخاب لاعب جزائري ليصعد فوق منصة التتويج بهذه الكرة الذهبية الغالية على أبناء القارة السمراء.
أغلب اللاعبين والمدربين الجزائريين الذين سألناهم حول إمكانية عودة الجزائر للتتويج بالكرة الذهبية أكدوا لنا بأن حظوظنا كبيرة لانتزاع اللقب بالنظر لقدرات عدد كبير من اللاعبين الدوليين الجزائريين الحاليين على غرار زياني، عنتر، حليش، بوڤرة وحتى يبدة".
تراجع الكرة الجزائرية وراء غياب لاعبينا عن الأضواء
وتبقى الأسباب الحقيقية في غياب الجزائر عن التتويج بالكرة الذهبية طيلة الـ 23 سنة الأخيرة تعود أساسا إلى تراجع مستوى الكرة الجزائرية وضعف التأطير، إضافة إلى غياب استراتيجية واضحة على المستوييْن القريب والبعيد للرفع من مستوى اللعبة الأكثر شعبية في بلادنا. هيمنة "البزناسية" على تسيير شؤون الأندية الجزائرية زاد الطين بلة، حيث أصبحت السيطرة في يد هؤلاء أشباه المسيرين الذين عاثوا فسادا وأصبحوا يبيعون ويشترون في اللاعبين كالأقسام مقابل الاستفادة من مبالغ مالية كبيرة تذهب إلى جيوبهم في غياب الرقابة بتواطؤ مع الهيئة المشرفة على شؤون الكرة في الجزائر العشرية السوداء التي مرت بها بلادنا التي كان لها تأثير سلبي في الأندية الجزائرية، وهو العامل الذي انعكس على نتائج المنتخب الوطني الجزائري الذي أصبح غيابه عن المونديال أمر عادي، ناهيك عن عجزه حتى على التأهل إلى كأس أمم إفريقيا كما حصل في نسختي 2006 و2008.
التغييرات الكثيرة التي طرأت على العارضة الفنية للخضر جعلت المنتخب الوطني الجزائري لا يجد ضالته ومن ثَم أصبح اللاعب الجزائري يفتقد إلى الطموح مكتفيا بظهور محتشم لا يعبر عن الإمكانات الحقيقية التي يتمتع بها. عدم الاستثمار في الشبان وغياب المراكز التكوينية ساهمت أيضا في تراجع الكرة الجزائرية التي بقيت بعيدة عن المشاركات الدولية في الأصناف الشبانية لمدة 30 سنة، حيث انتظرنا تنظيم كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة في الجزائر لتخطف الجزائر بطاقة التأهل إلى مونديال هذه الفئة الذي احتضنته نيجيريا في نوفمبر الماضي. الأكيد أن تأهل الخضر إلى أنغولا وجنوب إفريقيا من شأنه أن يعطي ثقة كبيرة للاعبين الجزائريين ويحفزهم أكثر من أجل بلوغ هدف التتويج بالكرة الذهبية في 2010."
بلومي: "أرشح زياني، يبدة وعنتر"
"أعتقد بأن عدم تتويج أي لاعب جزائري منذ 1987 يعود إلى تراجع الكرة الجزائرية، حيث أن نتائج الأندية الجزائرية كانت سلبية على طول الخط، كما أن المنتخب الجزائري غاب عن المونديال طيلة 24 سنة. فالبطولة الوطنية هي مرآة كرة القدم الجزائرية، وعليه فإن الجميع يكون قد أدرك الأسباب الحقيقية التي أدت إلى غياب اللاعبين الجزائريين في قائمة أفضل اللاعبين الأفارقة منذ 23 سنة. تأهل المنتخب الوطني الجزائري إلى كأسي أمم إفريقيا، وعام 2010 سيفتح الطريق دون شك أمام اللاعبين الجزائريين من أجل الطموح لانتزاع الكرة الذهبية الإفريقية في 2010. وأرشح زياني، يبدة وعنتر للتتويج بهذا اللقب القاري".
حسين باجي: "زياني أوفر حظا"
"يجب أن نعترف بأن كرة القدم الجزائرية مرت بظروف صعبة بدليل النتائج السلبية المسجلة في السنوات الماضية. كل شيء مرتبط بنتائج المنتخب الوطني الجزائري، فبعد غيابنا عن المونديال طيلة 23 سنة جاء الفرج يوم 18 نوفمبر المنصرم بالخرطوم. علينا استغلال هذه الديناميكية الموجودة لإعادة النهوض بكرة القدم الجزائرية. وأتمنى من كل قلبي أن تعود الجزائر بكل قوة إفريقيا ودوليا وتحقق إنجازات أخرى كبيرة. بالنسبة للكرة الذهبية لسنة 2010 أظن بأن حظوظ بوڤرة، زياني وعنتر كبيرة لخطف التاج أو على الأقل التواجد بين الخمسة الأوائل".
تاج بن ساولة: "حليش أبهرني"
تأهل "الخضر" إلى المونديال لم يكن سهلا، لكنه جاء مستحقا. الفوز على المنتخب المصري جاء ليؤكد صحوة المنتخب الجزائر. يجب علينا أن نستغل هذه الظروف لنعيد بناء كرة القدم الجزائرية على أسس صحيحة. ورغم تأهلنا مازال عمل كبير ينتظرنا مستقبلا خاصة على المستوى الوطني. فمن الضروري فتح مراكز التكوين وإعطاء الفرصة للمواهب الشابة حتى نصل إلى القمة. تأهل الخضر ما هي إلا بداية لفتح صفحة جديدة، أتمنى أن يواصل المنتخب الجزائري بنفس الروح ويحقق نتائج إيجابية في أنغولا وجنوب إفريقيا. فيما يخص الكرة الذهبية أرشح حليش، بوڤرة وزياني للتتويج بهذا اللقب في 2010.
صالح عصّاد: "زياني أو يبدة"
"المنتخب الوطني الجزائري أثبت خلال التصفيات بأنه قد عاد بقوة. فالتأهل على حساب المنتخب المصري لم يكن سهلا لكنه كان مستحقا، كنت أعلم بأن المنتخب الجزائري لديه الإمكانات لتخطي عقبة الفراعنة.
في الوقت الحالي نمتلك منتخبا قويا، عليه فقط مواصلة اللعب بنفس الروح لتحقيق إنجازات أخرى، أما بالنسبة لكأس أمم إفريقيا فإن حظوظنا كبيرة للتأهل للدور الثاني، ويبقى كل شيء مرتبط بقدرة اللاعبين على الاسترجاع والتأقلم مع الأجواء الإفريقية. أما بالنسبة لتراجع كرة القدم الجزائرية في السنوات الفارطة فهو راجع إلى ضعف البطولة الوطنية وغياب مشروع كروي واضح. وعليه يجب استغلال هذا الظرف لتحسين أوضاع كرة القدم الجزائرية. أعتقد بأن زياني ويبدة لديهما حظوظا وفيرة لانتزاع اللقب الإفريقي في 2010".
نور الدين قريشي: "أرشح بوڤرة"
"غياب الجزائريين عن التتويج بالكرة الذهبية في السنوات الماضية يعود إلى تراجع مستوى الكرة الجزائرية. التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا من شأنه أن يعيد الأمل للاعبين الجزائريين حتى يكونوا ضمن الأوائل في قائمة أفضل اللاعبين الأفارقة.
بالنسبة لعام 2010 أعتقد أن حظوظ الجزائريين كبيرة لانتزاع الكرة الذهبية الإفريقية، أنا أرشح بوڤرة وحتى عنتر للظفر بهذا اللقب القاري".