عند استعراض مواجهات المنتخب الإنجليزي مع المنتخبات العربية في المونديال سنجد أنه تقابل وفاز على كل من الكويت في إسبانيا 1982، مصر في إيطاليا 1990، تونس 1998 وتعادل مع المغرب في المكسيك 1986، وفي كل هذه المباريات تمكن من فرض منطقه والسيطرة على منافسيه، ولكن الحال انقلب في آخر بروفة له قبل التوجه لمونديال إيطاليا 1990 حين اختار تونس لإنهاء تحضيراته، ويومها أبلى نسور قرطاج البلاء الحسن بفضل المبدع عبد الحميد الهرقال الذي تمكنا من الوصول إليه خلال تواجدنا الأخير بتونس بفضل صحفي تونسي فكانت هذه الدردشة.
السيد عبد الحميد الهرقال هل تسمح بحوار لجريدة الشروق الجزائرية ؟
على الرحب والسعة ومرحبا بكل الجزائريين في بلادهم تونس وسيكون لي الشرف للتحاور مع جريدة جزائرية بحجم الشروق..." درتو حالة في الفترة الأخيرة ( يضحك) "...
بمجرد سحب قرعة المونديال ووقوع الجزائر مع انجلترا تذكرنا ما فعلته بالإنجليز عندما لعبوا ضدكم وديا في المنزّه قبل مونديال 1990 ...
يعطيك الصحة يا سيدي أنك ذكرتني بواحدة من أهم المباريات التي خضتها وهكذا أنتم الجزائريون لا يفوتكم أي شيء وأمر جميل أنكم تتذكرون تلك المباراة التي كانت بالنسبة لنا مواجهة خاصة جدا بعد كل الذي حدث لنا وقتها...
وهل لك أن تعود بنا إلى ما حدث ؟
كان لدينا فريق ممتاز وقتها وكنا نهدف للتأهل لمونديال إيطاليا لكننا اصطدمنا في الدور التصفوي الأخير بشراسة المنتخب الكاميروني، وما حز في أنفسنا آنذاك أننا ركزنا للوصول على المونديال فضيّعناه في آخر لحظة وضيّعنا قبله الترشح لنهائيات كأس إفريقيا التي احتضنتها وقتها الجزائر.
بما أنك ذكرتنا بماضي المنتخب القومي التونسي فماذا تقول عن حاضره ؟
في الحقيقة كل تونس مصدومة من عدم الترشح لمونديال جنوب إفريقيا خاصة وأن منتخبنا استولى على ريادة المجموعة منذ الجولة الأولى بفوزه في نيروبي على كينيا، لكنه في الجولة الحاسمة تنازل عن الصدارة لنيجيريا بطريقة غريبة جدا أرجعها لضعف التحضير النفسي لكون منتخبنا في آخر مباراة له بالموزمبيق لم يكن مركزا على الفوز بل كان مهتما أكثر بما تفعله نيجيريا في كينيا فكان الإقصاء، وأتوقع أن يتحسن مردود المنتخب القومي مع تولي فوزي البنزرتي لمقاليده.
بالحديث عن المنتخب الجزائري هل تابعت مشواره التصفوي ؟
من المؤكد أني تابعت كل مباريات المنتخب الجزائري ولن أضيف شيئا إذا قلت أنه لم يسرق التأهل نظرا لقوة المجموعة المحترفة التي يتشكل منها والتي ذكرتنا بعمالقة الخضر كبلومي، ماجر...عصاد وغيرهم وباختصار الجزائر أنقذت الكرة العربية لكونها الممثل الوحيد لها وأنا جد متفائل بتأدية مشوار رائع كما عهدناكم دائما...
لكننا سنجد في طريقنا منتخب الإنجليز بقيادة الإيطالي الشهير كابيللو ؟
الترشح للمونديال يعني أنك ستقابل المنتخبات الكبيرة وأعتقد أن الجزائر قد أوقعتها القرعة في مجموعة متوازنة "فيها لعب" وأعتقد أن المواجهة الأولى ضد سلوفينيا هي الأهم لكونها مفتاح الدخول إلى المنافسة، أما ضد انجلترا فستكون المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات وبإمكان الخضر أن يبهروا العالم، خاصة وأن كل معطيات النجاح متوفرة وبالتالي لا خوف على الخضر لا ضد الإنجليز ولا ضد أمريكا.
حسب رأيك ما هي أهم شروط النجاح التي تراها في المنتخب الجزائري ؟
أهم سلاح للمنتخب الجزائري هو امتلاكه لمدرب عبقري في شخص رابح سعدان الذي يملك خبرة وحنكة طويلتين في مجال التدريب، يليه المهارات الفردية للمنتخب الجزائري وانضباطهم التكتيكي فوق الميدان...
ومن باب تسمية الأشياء بمسمياتها هل لك أن تذكر لنا أكثر اللاعبين مهارة حسب رأيك؟
الكرة الجزائرية معروفة منذ القدم بإنجابها لأمهر اللاعبين والمنتخب الحالي لم يشد عن القاعدة وأغلب لاعبيه ممتازين بداية بالحارس شاوشي الذي أبهرني في قمة الخرطوم واحترت في كونه لم يلعب سابقا، كذلك هناك بلحاج، بوقرة وطبعا زياني الذي هو مهندس الانتصارات الجزائرية بتمريراته الحاسمة.
ولو نطلب منك أن تختار اسما واحدا ليلعب نفس الدور الذي لعبته أنت ضد الإنجليز فمن تختار؟
أعتقد أن لاعب موشنجلادباخ الألماني الذي افتتح النتيجة ضد مصر في البليدة (يقصد مطمور) سيخطف كل الأضواء في جنوب إفريقيا لفنياته الراقية.
وحسب رأيك هل يمكن للخضر المرور للدور الثاني في بلاد مانديلا ؟
هذه هي أمنيتنا جميعا فنحن في تونس ندعو لكم من قلوبنا بالتألق الذي سيكون ممكنا جدا بالوقوف الند للند أمام أي منتخب وعدم الشعور بالنقص ضد أي كان وقبل ذلك ينبغي برمجة برنامج تحضيري دسم لشحن اللاعبين على كل الأصعدة بدنيا، فنيا وخاصة بسيكولوجيا.
قبل المونديال هناك "الكان" بأنغولا هل يمكن أن نرى نهائي جزائري / تونسي؟
هذا أجمل سيناريو لكن المشوار في أنغولا لن يكون سهلا على أي منتخب والكلمة هناك ستكون للأحسن تحضيرا دون إهمال عامل الحظ الذي يلعب دوره وعلى الجزائريين أن يثقوا في فريقهم وأن يركزوا على التحضير الجيد للمونديال حتى يكونوا خير سفراء لكل العرب.