عاود لاعبو المنتخب الفرنسي يوم الاثنين في كنيسنا تدريباتهم الروتينية في اليوم التالي من الإضراب احتجاجاً على استبعاد زميلهم نيكولا انيلكا من صفوف المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وشوهد اللاعبون يتدربون في الملعب، في حين كان المدرب ريمون دومينيك يتحدث إلى مساعديه.
وكان لاعبو المنتخب الفرنسي رفضوا التدريب الأحد احتجاجاً على استبعاد زميلهم انيلكا من صفوف المنتخب لتوجيهه عبارات نابية باتجاه مدربه بين شوطي المباراة بين فرنسا والمكسيك.
هجوم لاذع
وشنت الصحف الفرنسية الصادرة يوم الاثنين هجوماً لاذعاً على لاعبي المنتخب الفرنسي لكرة القدم بعد رفضهم التدريب واعتبرت أن منتخب "الديوك" جلب العار لفرنسا بأسرها.
وجاء في تعليق صحيفة لو باريزيان أن "المنتخب الفرنسي جلب العار لنا جميعا"، وكتبت عبارة "تمرد" على صدر صفحتها الأولى فوق صورة للاعبي المنتخب حيث كان من المقرر أن يجري الحصة التدريبية في كنيسنا.
وأوردت الصحيفة وفق لمعلومات خاصة بها أن عددا من اللاعبين لم يؤيدوا مقاطعة التدريب التي قادها اللاعبون الكبار وليام غالاس وفلوران مالودا واريك ابيدال، وأشارت إلى أن بعض اللاعبين الآخرين "نفذوا الأمر مثل الغنم" أو "لأنه لم يكن لديهم أي خيار آخر" تحت ضغط زملائهم.
وتابعت الصحيفة "في كل يوم، يقوم المنتخب الفرنسي بتصرفات غير مقبولة، بالأمس ولإظهار دعمهم لنيكولا انيلكا المطرود من المنتخب في اليوم الذي سبقه أعلنوا مقاطعة التدريب، هذه المجموعة من الأطفال المدللة يسمح لها من قبل المسؤولين عنهم بفعل ما يريدون، من دون حدود أو شعور بالمسؤولية قبيل المباراة مع جنوب أفريقيا".
ويمر منتخب فرنسا بطل عام 1998 في إحدى أسوأ الأزمات في تاريخه، ففضلا عن التخبط الداخلي، فإنه وضع نفسه في موقف حرج تماما بعد تعادله في مباراته الأولى أمام الاوروغواي صفر-صفر وخسارته أمام المسكيك صفر-2 في الجولتين الأوليين اللتين لم يقدم فيهما أي شيء يذكر، حتى أن الصحف المحلية اتهمت اللاعبين بافتقاد الروح القتالية والاستسلام خصوصا أمام المكسيك.
ريمون دومينيك الذي احتفظ به الاتحاد الفرنسي مدربا في النهائيات رغم دعوات الجميع لاستبداله نال نصيبه أيضا من الانتقادات، فاعتبرت الصحيفة ذاتها "هل كان اللاعبون سيتجرأون على التصرف بهذه الطريفة بوجود مدرب كبير مثل الايطالي فابيو كابيلو (انكلترا) ومارتشيلو ليبي (إيطاليا) أو الألماني اوتمار هيتسفيلد (سويسرا)؟ ".
يذكر أن الاتحاد الفرنسي تعاقد مع المدرب لوران بلان لتولي مهمة الإشراف على المنتخب بعد مونديال جنوب أفريقيا.
حتى أن الصحيفة ساوت بين ما حصل على أرض الملعب في التدريب وبين واحدة من أقسى الهزائم المؤلمة لفرنسا التي تسببت في نهاية العصر الذهبي لنابوليون الأول وقالت في هذا الصدد "التمرد في كنيسنا سيبقى في الذاكرة دائما كواترلو الكرة الفرنسية".
صحيفة "ليكيب" التي فجرت المشكلة إلى العلن بنشرها الشتائم التي توجه بها انيلكا إلى دومينيك، كانت قاسية جداً على قائد المنتخب باتريك ايفرا بقيادة التمرد بقولها "باتريك ايفرا اظهر بشكل قاطع أنه أساء فهم دور القائد من كونه زعيما لعصابة"، مضيفة "ليس لديه القدرة ولا الكاريزما ولا الصفات لحمل شارة القائد".