حظي الوفد الجزائري الذي يمثل رسميا الجزائري في الندوة البرلمانية الروسية- الإفريقية الأولى التي تصادف خمسينية حركة التحرير في إفريقيا ، باستقبال من لدن رئيس الدوما الروسي ، والتي كان موضوعها”آفاق التعاون إفريقيا-روسيا” بحضور برلمانيو قرابة ثلاثين بلدا إفريقيا .
مثل الجزائر كل من نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد بورايو ، و نائب رئيس مجلس الأمة السيد رشيد عساس، وبهذه المناسبة ، أعرب غريزلوف ، عن ارتياحه لمستوى تمثيل الجزائر في الندوة ملحا على نوعية العلاقات القائمة بين الجزائر و روسيا و استعداد هذه الأخيرة لترقية هذه العلاقات.
و في رسالة قرأها ، غريزلوف ، في بداية الأشغال أبرز الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أهمية هذا اللقاء في دفع العلاقات بين روسيا و إفريقيا مؤكدا على استعداد روسيا لتطوير علاقاتها السياسية و الاقتصادية مع القارة الإفريقية و ترقية “شراكة تعود بالمنفعة” على الطرفين.
الجزائر تذكر المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بكل تغيير للحكومة منافي للدستور”
و في ذا ت السياق ، ذكر بورايو قرار القمة الإفريقية التي عقدت بالجزائر سنة 1999 المتمثل في “عدم الاعتراف بكل تغيير للحكومة منافي للدستور” ملحا على أهمية “الموافقة على الصيغة الجديدة للسلام و الأمن التي سمحت بتقليص عدد النزاعات في القارة من 13 إلى نزاع واحد حاليا”.
و أشار بورايو ، إلى أنه بالرغم من ظروف دولية صعبة فان إفريقيا تعمل على “وضع أدوات تنمية تضامنية و إرساء لبنات حكامة سياسية و اقتصادية أصبحت حتمية اليوم “.
…ورغبة إفريقيافي أن تصبح فاعلا في العولمة ومشاركا في المفاوضات
و أضاف أن إفريقيا التي تعد 53 دولة و مليار ساكن و التي تتوفر على ثروات معتبرة “تواجه تحديا تاريخيا يتمثل في تحقيق اندماجها في العولمة إلى جانب شركاء روسيين بحيث لا تريد تحمل آثار هذه العولمة من هنا فصاعدا بل تريد أن تصبح طرفا فاعلا فيها و ذلك بالمشاركة في المفاوضات و القرارت التي تخص مصير كل الإنسانية”.
و أعرب في هذا السياق ، عن أمله في أن تستفيد روسيا من خبراتها بآسيا و أمريكا و أوروبا ل “إقامة شراكة شاملة و مستدامة” مع إفريقيا من خلال تعزيز العلاقات مع هذه القارة.
و من جهة أخرى ، أشار بورايو ، إلى أن الشعوب الإفريقية التي “عانت من العبودية و الاستعمار هي متضامنة بشكل طبيعي مع الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعيش منذ أكثر من نصف قرن تحت سيطرة نظام استعماري”.
و أكد أن روسيا بصفتها “عضوا له نفوذ” ضمن مجلس الأمن الأممي و كونها “تتمسك بأهمية القانون الدولي” تمثل “عامل توازن في العلاقات الدولية”.
وأضاف أن مبادرات روسيا الرامية إلى “رفع الحصار الظالم الذي يعانيه سكان قطاع غزة” و كذا إدانتها للعدوان العسكري الذي استهدف الأسطول الإنساني يعبر عن “رفضها لسياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها بعض القوات بالشرق الأوسط”.
و من المقرر أن يلتقي الوفد الجزائري مساء اليوم الثلاثاء بنائب رئيس الدوما و رئيسة لجنة تنظيم الندوة ناديجدا جيراسيموفا.
و ستتواصل أشغال هذه الندوة غدا الأربعاء بتنظيم العديد من الموائد المستديرة لمناقشة سيما دور المناطق الروسية في التعاون مع إفريقيا و مساهمة روسيا في مشاريع البنى التحتية على مستوى القارة و تصدير التكنولوجيات العليا الروسية إلى إفريقيا و تنقيب و تثمين حقول المواد الأولية و كذا مشاكل التمويل.
و من جهته ، ألح رئيس الدبلوماسية الروسية ، سارغاي لافروف في رسالة قرأها باسمه سلطانوف على “الأهمية التي يكتسيها هذا الاجتماع الفريد من نوعه” و الذي سيطبع “بداية حوار حول تعميق العلاقات بين روسيا و إفريقيا”.
و أكد أيضا ، على أهمية “تعزيز التعاون الإقليمي و شبه الإقليمي لتمكين إفريقيا من الاعتماد أكثر على قدراتها الخاصة”.
و أشار إلى أن ذلك يستدعي “تحسين نجاعة شراكتنا من خلال إعطاء دفع لتعاوننا لاستغلال القدرات الممنوحة من كلا الجانبين أحسن و ذلك لصالحهما”.
و تم إبراز هذا التصور من قبل عدة مشاركين لا سيما نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي أكد في مداخلته بأن إفريقيا “العازمة على تحديد مصيرها بنفسها (…) تطمح إلى الخروج من وضعها الراهن كقوة كامنة لتدرج نفسها في قطب تعاون جديد من أجل تنميتها”.