أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية اليوم الأحد أنه تبادل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أفكارا لفك الحصار عن قطاع غزة وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وقال هنية خلال مؤتمر صحفي مقتضب مشترك عقده بمشاركة موسى عقب لقائهما بحضور مسؤولين من الجانبين في منزل هنية بمخيم الشاطئ بغزة “تناولنا خلال لقائنا الملفات المهمة واستمعنا للموقف العربي الواضح بضرورة كسر الحصار عن غزة”.
واعتبر هنية أن زيارة موسى “زيارة تاريخية، وخطوة عملية على طريق كسر الحصار” لافتاً إلى ضرورة استثمار المناخ الإقليمي الدولي.
من جهته كرر موسى التأكيد على ضرورة العمل على كسر الحصار، وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقد اصطحب هنية موسى في جولة بمخيم الشاطئ المكتظ بالسكان اللاجئين. وزار أمين عام جامعة الدول العربية منزل عائلة السموني في حي الزيتون شرق مدينة غزة التي تعرضت منازلها لقصف إسرائيلي خلال العدوان الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، واستمع لشهادات حية ممن تبقى من أفراد العائلة التي استشهد 29 من أفرادها.
وتوجه موسى بعد زيارته لعائلة السموني إلى منطقة عزبة عبد ربه شمال شرق قطاع غزة ليتفقد أحوال الحي والدمار الهائل الذي حل بها خلال الهجوم الإسرائيلي.
ووعد موسى المواطنين الفلسطينيين بالعمل الجاد من أجل إدخال مواد البناء لإعادة إعمار ما دمر في الحرب، معرباً عن رفضه للمجازر التي ترتكب بحقهم.
زيارة تاريخية
ووصف المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو زيارة موسى بأنها تاريخية ومهمة للغاية من حيث توقيتها الذي يتوافق مع رغبة عالمية لإنهاء الحصار، كما تمثل وصول الشرعية العربية إلى غزة.
وأوضح أن موسى ناقش مع هنية قضيتي كسر الحصار على غزة وتحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى توافق بين الجانبين في هذا الخصوص مع التأكيد على عدم ربط كسر الحصار بالمصالحة والمسارات الأخرى.
وقال النونو “نحن مع تحقيق المصالحة، وقد طرحنا آليات على الأمين العام لتحقيق المصالحة لإنهاء حالة الانقسام الشاذة على الساحة الفلسطينية”.
وأضاف أن موسى أبلغهم بوجود قرار عربي لكسر الحصار على قطاع غزة، وقد بدأ تطبيق هذا القرار بزيارته هذه.
وكان موسى وصل في وقت سابق اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع، وذلك في زيارة هي الأولى من نوعها منذ الحصار الإسرائيلي عام 2007.
وقال الأمين العام إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يجب أن يُرفع ويُكسر، وإن هناك قرارا عربيا واضحا بهذا الشأن يجب تنفيذه.
ودعا موسى خلال مؤتمر صحفي عقده لدى وصوله للقطاع، جميع الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق المصالحة التي قال إنها ليست مجرد ورقة للتوقيع وإنما إرادة سياسية.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية أعرب عن أمله في أن تسفر تلك الزيارة عن نتائج عملية على صعيد فك الحصار.
وعلمت الجزيرة أن وفد الجامعة الذي عقد لقاءات تحضيرية للزيارة مع مسؤولين بالحكومة المقالة وقادة الفصائل، تحفظ على عقد اللقاء بين هنية وموسى في مقر الحكومة المؤقتة في غزة، حتى لا ُيفسر على أنه اعتراف بشرعية تلك الحكومة.
وأفاد مسؤولون بالجامعة في القاهرة بأن الزيارة تهدف لإعطاء دفعة لمحادثات المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)وحركة التحرير الوطني (فتح) ولم يتم التوصل حتى الآن إلى حل توافقي بين الطرفين.
الوفد الجزائري يشارك في إنهاء الحصار
كما قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة إن زيارة موسى هي للتأكيد على أن الدول العربية قررت بشكل عملي إنهاء الحصار، وأضاف أن القوى العربية تعمل الآن على ذلك، وأن زيارة الأمين العام تجسيد للتضامن العربي مع أهل غزة بكل شرائحه وكل الفصائل والمجتمع المدني ورجال الأعمال.
وفي هذا السياق، حث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب الأمين العام على استغلال زيارته المقررة للعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال الرجوب للصحفيين بعد لقائه موسى بالقاهرة السبت إن فتح تتطلع لأن تشكل زيارة الأمين العام أساسا عمليا لإنجاز المصالحة.
وأضاف أن موسى سيلتقي أثناء الزيارة عضو اللجنة المركزية لفتح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الآغا، وأعرب عن أمله في أن تشكل زيارة الأمين العام بداية لفك الحصار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
من ناحيته، دعا أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع القافلة التضامنية الجزائرية بمقر المجلس بغزة إلى استمرار القوافل التضامنية من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، مطالباً الجامعة العربية بالعمل على بدء إعادة إعمار القطاع.
وكان الوفد الجزائري قد دخل القطاع من خلال معبر رفح البري، مصطحبا سبعة أطنان أدوية، وطنين من حليب الأطفال. ويضم وفد القافلة ثلاثة برلمانيين ورؤساء جمعيات وشخصيات وطنية ، وكان في استقباله عدد من نواب حركة حماس بالمجلس التشريعي الفلسطيني.