أضفى مونديال جنوب إفريقيا نكهة كروية على يوميات الجزائريين، حيث جعلهم يعودون للتعلق بعالم الكرة المستديرة مرة أخرى، خاصة وأن منتخبنا الوطني عاد للساحة الكروية العالمية من بابها الواسع، بعد أن تمكن من بلوغ نهائيات المونديال الذي غاب عنه الخضر منذ 24 سنة.
ويبدي جميع الجزائريين إصرارا كبيرا على متابعة مشوار الخضر في كأس العالم، حيث عمدوا على اقتناء الوسائل التي تمكنهم من متابعة الحدث العالمي، في الوقت التي يسعى فيه معظم الجزائريين للتفرغ في الوقت الذي يكون فيه أبناء الناخب الوطني رابح سعدان معنيين بلعب إحدى مبارياتهم في بلد مانديلا، خاصة مواجهة الغد أمام منتخب سلوفينيا التي ستلعب في توقيت غير مناسب وسيكون جل الجزائريين منهمكين في عملهم .
الشهادات المرضية بقوة
لجأ بعض العمال إلى حيل أخرى للتفرغ لمواجهة منتخبنا الوطني أمام نظيره السلوفيني يوم غد، مثلما فعل (مراد .م) عامل في مؤسسة خاصة بحيث قال إنه تنقل إلى عيادة خاصة وطلب شهادة مرضية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم وإلى غاية الاثنين: "أعلم بأن مشاهدة اللقاء من مقر المؤسسة صعب للغاية ولم أجد سوى شهادة مرضية لكي أتغيب قانونيا عن العمل وأشاهد اللقاء بارتياح في منزلي رفقة أفراد العائلة ".
وليس مراد لوحده، فقد حذا (سفيان. ج) حذوه: "أخذت إجازة مرضية لمدة أسبوع كامل أسبوع كامل لكي لا يظن مسؤولو المؤسسة التي أعمل بها بأنني فعلت ذلك عمدا من أجل المنتخب الوطني ولا أتعرض للعقوبة".
برمجة العطل السنوية خلال شهر جوان
حمى كأس العالم دفعت بعض الجزائريين لأخذ عطلة كاملة خلال شهر جوان على الرغم من أنهم متعودون على أخذها في شهور أخرى غير الذي برمجت فيه كأس العالم، مثل (جمال. و) من القبة الذي يقول: "كأس العالم حدث كبير ونحن متعودون على متابعته من البداية إلى النهاية ونشاهد كل اللقاءات وقد قررت أنا وزوجتي وبعض الأصدقاء على تغيير موعد العطلة السنوية إلى شهر جوان لنتفرغ لمشاهدة كل المباريات ونناصر المنتخب الوطني بكل راحة، خاصة في اللقاء الأول أمام منتخب سلوفينيا وهي التي ستلعب في توقيت غير مناسب لكل الجزائريين لأن يوم الأحد هو أول أيام الأسبوع ".
راحة خلال توقيت اللقاء
هذا واضطر بعض أرباب العمل إلى منح راحة لعمالهم خلال توقيت اللقاء بين الجزائر وسلوفينيا لتأكدهم من أنهم لن يتمكنوا من التحكم في الشغل والعمال خلال اللقاء وحتى هم لن يركزوا خلال توقيت اللقاء وقال (مراد.ج): "المدير العام للشركة التي أعمل بها سمح لنا بعدم العمل أثناء توقيت اللقاء، وهو ما أسعدنا جميعا ولكننا سنضطر لاستدراك الساعتين اللتين استفدنا منهما خلال أيام الأسبوع ".
العمل إلى منتصف النهار فقط
وخلال الاستطلاع الذي أجريناه أمس التقينا بأحد المالكين لمؤسسة صغيرة يدعى (ن.ب)، وأقر بأنه لن يتمكن من التركيز في العمل خاصة: "مستحيل أن أواصل العمل بعد منتصف نهار الغد، ولذلك أبلغت العمال بأننا سنعمل إلى غاية منتصف نهار الغد فحتى هم لا يمكنهم العمل خلال اللقاء، وأنا أصر على مشاهدة اللقاء بكل راحة زوال الغد، على الرغم من أنه لدي طلبات عديدة من بعض المؤسسات التي أتعامل معها ".
عمال المؤسسات الخاصة لا يريدون تفويت المونديال
أبدى عمال المؤسسات الخاصة والتجار إصرارا وعزيمة كبيرين على متابعة جميع مباريات المونديال، وتلك الخاصة بمنتخبنا الوطني على وجه الخصوص، وهو ما لمسانه من خلال أسئلتنا لبعض الجزائريين المهتمين أيما اهتمام بكأس العالم بجنوب إفريقيا.
التجار على رأس القائمة
ويتصدر الخواص وأصحاب المحلات التجارية قائمة المصرين على متابعة كل كبيرة وصغيرة تخص المونديال الجنوب إفريقي، حيث أكد لنا (سمير.ح) وهو صاحب محل في العاصمة أنه اشترى تلفازا ومشفر القنوات الناقلة لمباريات المونديال، كما أنه عمد على اقتناء بطاقة قيل له إنها ستشفر بعض القنوات التي ستنقل الحدث العالمي .
لكل حجته ... الأهم متابعة الخضر
ويجد المتتبع لأحوال أنصار الخضر طرقا عديدة ومتعددة يستعملها العمال من أجل التمكن من متابعة مباريات الخضر في المونديال، خاصة مواجهتي إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد لجأ البعض للعطل المرضية، وآخرون استنجدوا بعطلهم السنوية من أجل التمكن من متابعة المواجهات بكل راحة، في الوقت الذي يرى فيه آخرون أنه بالإمكان متابعة مجريات المونديال من مقر العمل، حتى لو كلفهم ذلك ساعات من العمل الإضافي لتعويض ما فاتهم، فالمهم بالنسبة للجميع هو متابعة الحدث العالمي الرياضي الأكبر، والتمتع بمهارات ميسي ورونالدو، والوقوف وراء كتيبة الناخب الوطني رابح سعدان