مبعوث الشروق رفقة مناصرين
يعشقون كل ما هو إفريقي، سودهم لا يطيقون الإنجليز، يعرفون الكثير عن المنتخب الجزائري، قصة الإعتداء الذي تعرض له رفاق حليش، يعرفها جمهور البفانا بفانا، كل ما تخبرهم أنك جزائري يشيرون لك بعلامات النصر وأن محاربي الصحراء يستحقون مكانتهم في المونديال..
رغم قلة الأمن والإعتداءات اليومية التي يتعرض لها جمهور المونديال سيما رجال الإعلام، إلا أن "الشروق اليومي" تغلغلت وسط جمهور جنوب إفريقيا قبل مباراة الإفتتاح بساعات، ووصلت إلى بريتوريا التي لاتبعد إلا بـ60 كيلومتر على المدينة جوهانسبورغ، حركة المرور متوقفة بسبب السيول البشرية التي جاءت من كل حدب وصوب لمتابعة أول مونديال افريقي، جماهير جنوب إفريقيا والمنتخب المكسيكي صنعت الحدث، جنبا إلى جنب، توجهوا لملعب المباراة حاملين رايات بلدهم والكل يلوح بالإبتسامة ويزعجك بصوت البوق الشهير في جنوب إفريقيا والمعروف بإسم "فوفوزيلا" و يرتدي قبعته "ماكارابا"، بينما من لم يسعفهم الحظ في الظفر بتذكرة لدخول الملعب تجدهم على الطرقات يعرضون الأغراض التي يحتاجها أي مناصر لتشجيع منتخب بلده ومهما كانت الألوان، ولو أن الأغراض الخاصة بالمنتخب الجزائري غائبة تماما..
من جوهانسبورغ إلى بريتوريا إستوقفنا العديد من جماهير البفانا بفانا، وهذا في الساعات الأولى من صباح أمس، الكل يُحضر في نفسه ليكون سندا معنويا لمنتخب بلاده، السود مع البيض، لا تيميز عنصري لما يتعلق الأمر بالبفانا بفانا، والكل واثق من أن منتخب بلاده سيصل للدور الربع نهائي، سألنا أنصار جنوب إفريقيا عن المنتخب الجزائري، الذي لم يعد مجهولا بالنسبة لهم بفضل مشواره الرائع في التصفيات، وحتى أن البعض لما تسأله عن الخضر، يجيبك في قالب هزلي أنه يعرف المنتخب المصري فقط! فهم على علم بما حدث لمحاربي الصحراء وقدروا فيهم تلك الروح التي لعبوا بها وتمكنوا من المجيئ لجنوب إفريقيا، كما أنهم يرون أن مجموعة الجزائر ليست صعبة بالصورة التي يظنها البعض، وأن الخضر قادرون على تشريف القارة الإفريقية والمرور للدور الثاني رفقة أمريكا لأنهم لا يطيقون الإنجليز، لكن إذا تعلق الأمر بالبرازيل فلا مجال للحديث عن منتخب آخر، الكل في جنوب إفريقيا يعشق البرازيل، ويكفي أن تقول لهم أنك برازيلي لتنهال عليك الطلبات لأخذ صور معك، يعتبرون البرازيل مهد كرة القدم وليس بريطانيا.. وعن مشوار الخضر في كأس افريقيا يرى أنصار البفانا بفانا أن المنتخب الجزائري أدى ما عليه، وهو منتخب المباريات الكبرى، لذا تجدهم يعقدون آمالا على الأفناك أكثر من أي جمهور إفريقي ..
بريتوريا تزينت قبل الإفتتاح مثلما تزينت باقي المدن، أما جوهانسبورغ فمسافة 5 كيلومتر تقطعها في ساعة من الزمن، لكن وسط أجواء إحتفالية، وبالقرب من منقطة "مونتي كازينو" تجمع أنصار جنوب إفريقيا، سألناهم عن أسماء لاعبينا لا يعرفونهم جميعا، بينما أحدهم ظل يردد لرفاقه أن زيدان من أصول جزائرية وكذا بن زيمة وناصري، رجل يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الجزائر وعن باقي المنتخبات، يعرف شاوشي وبوڤرة و عنتر وبلحاج ويبدة وصايفي، وينتظر من محاربي الصحراء أن يكونوا في مستوى القارة الإفريقية، لكنه أكد لنا أن مباراة الخضر ضد الإنجليز ستكون صعبة ولا يتوقع أن يخرج منها رفاق زياني سالمين ..
ودعنا أنصار جنوب إفريقيا، أما جماهير المكسيك فلا تزال تحمل ذكريات جميلة عن منتخب 1986رغم خروجه بخفي حنين، أحد الكبار في السن ممن جاء لمناصرة بلده أشار إلى أن منتخب الجزائري في سنة 1986 كان رائعا وتابع شخصيا مبارياته لاسيما مباراة البرازيل، لكنه لم يفهم سبب غياب الجزائر طوال هذه المدة عن الساحة العالمية، أما مرافقته فتعرف أن للجزائر لاعبين كبار لكن يلعبون لمنتخب فرنسا.. مجموعة أخرى من أنصار المنتخب المكسيكي صنعوا الحدث بأهازيجهم، لا يعرفون شيئا عن الجزائر سوى أنها متأهلة وستصطدم بالإنجليز والأمريكان، وقالوا إن مهمة الخضر ستكون صعبة عكس مهمتهم، وتمنوا أن تفوز الجزائر على امريكا أداء ونتيجة ..